أكدت جامعة الدول العربية أهمية تضافر الجهود من أجل التصدي لمشكلة الألغام وتعزيز مشاركة المجتمع المدني في إزالتها. وقالت السفيرة الدكتور سيما بحوث الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية أمام المؤتمر الإقليمي حول " دور منظمات المجتمع المدني في إزالة الألغام الأرضية وتنمية الأماكن المتضررة " الذي نظمته الجمعية العربية لمكافحة الألغام بالتعاون مع الجامعة العربية بمشاركة خبراء ومسئولين عرب وأجانب: إن موضوع الألغام يمثل أهمية خاصة سواء على المستوى الدولي والإقليمي، وبصفة خاصة على المستوى العربي. وأضافت: إن العديد من الدول العربية تعاني من مشكلة الألغام التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا، ولا تزال تتسبب في إصابة العديد من المواطنين بإصابات خطيرة، إلى جانب الأضرار الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن وجودها في أراضي شاسعة من الدول العربية حرمت الدول من استثمار تلك الأراضي لصالح التنمية. وأشارت بحوث إلى أن التخلص من الألغام سيسهم في التخفيف من المعاناة البشرية لسكان المناطق المجاورة للمناطق المزروعة بالألغام وفي دعم اقتصاديات تلك الدول، وفي الحد من مشكلة البطالة ومشكلة الهجرة غير الشرعية، وكذلك الحد من ضحايا الألغام، وتوفير الإمكانيات لتأهيل الضحايا وإعادة إدماجهم في المجتمع . وأكدت الدكتورة بحوث على أهمية المؤتمر الإقليمي لمكافحة الألغام من اجل التحاور بين المنظمات غير الحكومية بعضها البعض والخبراء المختصين وممثلي الدول حول مشكلة الألغام لوضع تصورات ومقترحات تسهم في دعم جهود الدول العربية في هذا الإطار، حيث قطع الكثير منها شوطًا هامًا في معالجة هذه المشكلة، ولا تزال هذه الجهود تتواصل، حيث تدعم الجامعة العربية الجهود الرسمية في معالجة مشكلة الألغام وتسعى إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة وتوفير المعلومات والوعي المجتمعي حولها، وحول مخاطر الألغام وتأثيراتها السلبية على اقتصاديات الدول ومساعيها في مجال التنمية البشرية والاجتماعات واستثمار مواردها الطبيعية . ويتطرق المؤتمر الإقليمي إلى أسباب مشكلة الألغام وأسبابها في العالم العربي بما فيها الحرب العالمية الثانية والحروب العربية الإسرائيلية، وما سببته من آثار اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى محور دور الحكومات في مواجهة الألغام وهو دور محوري، حيث لابد من العمل على التخلص من الألغام وآثارها ورفع التوعية المجتمعية بأبعاد تلك المشكلة ومخاطرها، وأهمية دور المجتمع المدني العربي والدولي في مواجهتها ومساعدة ضحاياها وتقديم العون اللازم لهم . وأكدت بحوث أهمية مد جسور التعاون مع منظمات المجتمع المدني وتمكينها من المساهمة في خدمة المجتمعات العربية وتعزيز دورها في دفع عجلة التنمية لصالح الإنسان العربي، كما أن هناك التزامًا على الدول الأطراف في معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد والبروتوكول الخامس لاتفاقية حظر أسلحة تقليدية بتقديم المساعدة اللازمة للناجين من الألغام الأرضية والمتفجرات المتخلفة من الحروب وتوفير إطار لمواجهة احتياجات هؤلاء الناجين، وتوفير برامج وأنشطة للتخفيف من احتمالات ومخاطر الإصابة من الألغام . ومن جانبه أكد محمود راشد وزير مفوض مدير إدارة المجتمع المدني بالجامعة العربية على أهمية دور المنظمات غير الحكومية في تفعيل ملف مكافحة الألغام في الدول العربية. وأضاف أن هذا الدور، هو دور داعم للجهود الحكومية، مشيرًا إلى خروج المؤتمر يوم غد بتوصيات مهمة لتفعيل دور منظمات المجتمع المدني لمعالجة المشكلة، ورفع مستوى التوعية بمشكلة الألغام. تناقش الندوة على مدى يومين مخاطر الألغام ودور المجتمع المدني في مواجهتها والتأهيل التدريبي والنفسي لضحاياها.