قال الداعية الإسلامي وجدي غنيم الذي يقيم في اليمن حالياً، إن "حساباته مكشوفة منذ خروجه من مصر قبل عشر سنوات، بعد اعتقاله هناك ثماني مرات"، مشيراً إلى أنه يعمل داعية في اليمن، ومهمته في الحياة هي "كسب عقول وقلوب الشباب المسلم، وليس جمع أو تبييض الأموال". جاء ذلك في تصريحات هاتفية أدلى بها غنيم لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، نشرتها اليوم تمثل أول رد فعل من جانبه إزاء قرار نيابة أمن الدولة العليا في مصر، بإحالته إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، لتورطه في "قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، بتهمة إمداد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأموال من الخارج، لاستخدامها في تدعيم أنشطة الجماعة، فضلاً عن غسل تلك الأموال داخل البنوك المصرية. وقال غنيم، الذي طردته عدة دول بسبب خطابه الديني، بحسب الصحيفة، رداً على اتهامه رسمياً من قبل نيابة أمن الدولة العليا في مصر في قضية "التنظيم العالمي للإخوان"، إنه "إخواني"، وهو شرف يعتزّ به، مشيراً إلى أنه تربى على مبادئ الإخوان المسلمين، وقال إنه "فقير إلى الله عز وجل، ولا يملك إلا مبلغاً يكفي لمتطلبات أسرته، واتهامه بتبييض الأموال أشبه بنكتة دمها ثقيل". وأضاف أن أولاده اتصلوا به من مصر، ومازحوه بأنه أصبح ثرياً أخيراً يجمع الأموال للإخوان. إلا أنه طلب إلى من يرغب في رؤية حساباته، فليأت إلى اليمن. وقال إن الإخوان ليسوا في حاجة إلى تمويل أو تبرعات منه لأنهم جماعة، بفضل الله، غنية. مشيراً إلى أن لديها مصادرها الذاتية لتمويل أنشطتها. وقال غنيم "يكفي تبرعات الأعضاء ل (الإخوان)، و88 من أعضائها موجودون تحت قبة البرلمان، والمتعاطفون معها في كل شارع من شوارع مصر، إضافة إلى تبرعات الأعضاء في الداخل والخارج. إن مكاتب الإخوان موجودة في أكثر من 60 دولة حول العالم، وقيادات الإخوان تنتشر في جنوب إفريقيا التي رحل منها أيضاً، حتى إن بعض الدول تعلق فيها لافتة تقول (المقر العام للإخوان المسلمين)". وفي معرض رده على سؤال حول إذا ما صدر حكم غيابي بحقه في قضية التنظيم الدولي ل"الإخوان"، قال "اللهم دبرنا، فإننا لا نحسن التدبير". مشيراً إلى أنه على الأرجح سيغادر اليمن إلى بلد آخر إذا صدر حكم غيابي بسجنه، حتى لا يكون ضيفاً ثقيلاً على اليمنيين، الذين كانوا له نعم الإخوة. وأكد غنيم، أنه لن يعود إلى مصر ثانية بعد كل الاتهامات التي نسبت إليه على مدار حياته، مشيراً إلى أنه قبل ذلك تم اتهامه بتكدير السلم العام للبلاد، ومحاولة قلب نظام الحكم عن طريق حيازة شرائط كاسيت وإلقاء محاضرات عامة. ويضيف أنه ترك مصر منذ عام 2001، ورغم ذلك ما زال اسمه يتردد في القضايا. وقال إن الأولى بالمحاكمة اليوم، الذين هنأوا إسرائيل بالعيد ال62 لقيامها. وكان النائب العام الأربعاء الماضي، قرر إحالة السعودي عوض القرني والمصري وجدي غنيم، إضافة إلى 3 من قادة جماعة الإخوان المسلمين أحدهم في لندن، إلى محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) لبدء محاكمتهم بتهمة تبييض الأموال، بغرض تمويل جماعة أسست على خلاف القانون، وهي القضية التي ظلت نيابة أمن الدولة تحقق فيها منذ الإعلان عنها في يونيو الماضي، والتي عرفت إعلاميا بقضية "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين".