- لست متخوفًا من نقص حصة مصر لو انقسم السودان - 95% من أراض العرب صحراوية .. و"النهر العظيم" الحل حذر الدكتور محمود أبو زيد الأمين العام للمجلس العربي للمياه ووزير الري والموارد المائية السابق، من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الموارد المائية العربية، مطالبًا بموقف عربي يكون أكثر قوة وشدة وحزمًا في مواجهة تلك التهديدات الخطيرة. اعتبر في حواره ل"مصر الجديدة" أن الانقسام السوداني لشمال وجنوب لن يؤثر على حصة مصر في مياه حوض النيل. وأشاد بالتجربة الليبية في استخراج المياه الجوفية، مطالبًا بتعميمها على الدول العربية خاصة وأن 95% من الأراضي العربية صحارى لا أمطار فيها مع التهديد المتسارع لنقص المياه بالمنطقة: * كيف تقيمون المؤتمر البيئي العربي الإقليمي التاسع في الدفاع عن مصالح العرب في المياه؟ * هذا المؤتمر من المؤتمرات القليلة التي تتناول قضايا الشباب بالنسبة لموضوعات البيئة.. وأعتبر أن هذا أول مؤتمر عربي يتحدث فيه عن دور الشباب في موضوع المياه. * ما حقيقة المخاطر التي تنتظر العرب بالنسبة لنقص المياه؟ * المنطقة تدخل في الفقر المائي بوتيرة متسارعة، وهناك بعض الدول العربية بدأت تقاسي من الفقر المائي.. وأرى أن مواجهة هذا الفقر المائي يتطلب دور للشباب في مواجهته، عبر مشاركتهم في المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني وغيرها بالمساهمة في الحد من استخدامات المياه وكيفية ترشيدها والمساهمة في تنمية الموارد المائية، وتقليل الهادر من المياه عبر استخدام الأساليب الحديثة. * ما حقيقة الاستعانة بالتجربة الليبية لمشروع النهر العظيم في استخراج المياه الجوفية.. هل هناك اتجاه لتعميمه على دول عربية؟ ** نعلم أن 95% من الأراضي العربية أراضي صحراوية، وتعتبر مناطق جافة والأمطار فيها منعدمة، لذلك فهناك اتجاه إلى استخدام الآبار الجوفية.. المشروع الليبي هو ضخم ويعتمد على استغلال الخزان الجوفي الكبير في ضخ المياه من الجنوب ونقلها إلى الشمال مسافات كبيرة عبر المناطق الساحلية.. إذن هو مشروع من ناحية الحجم ضخم جدًا، ويعتبر نموذج يحتذى به في أراضي صحراوية مشابهة في العالم العربي. * وبالنسبة للدول العربية؟ ** بعض الدول العربية تتمتع بمياه سطحية وأنهار، ولكن الخطورة أن معظمها يأتي من خارج العالم العربي، لذلك فمن الممكن أن يعتمدوا كذلك على المياه الجوفية، فمنطقة الخليج تعتمد بصورة أساسية على المياه الجوفية وعلى مشروعات التحلية، والسعودية بها أكبر مشروعات تحلية في العالم لكنها مكلفة. * وماذا عن سرقة إسرائيل للمياه العربية خاصة الفلسطينية؟ ** هذا أمر مؤسف جدًا، وللأسف تحرُّك الدول العربية لمواجهة هذا التعدي لم يكن بالقوة اللازمة، لذا يجب أن يقوى ويزيد، لأن الأمور تزداد سوءًا.. فكمية المياه التي يتيحها المحتل لعرب فلسطين بسيطة جدًا مقارنة بما هو متاح للفرد الإسرائيلي، ففي الوقت الذي يتاح للفرد العربي أقل من 30 مترا مكعبا يحصل الإسرائيلي من 300 إلى 400 متر مكعب في العام، مما يضطر فلسطين والأرضي العربية المحتلة بالاعتماد على معالجة مياه السطح، والتي طبعًا مياهها ردئية جدًا. * وهل الاحتلال الإسرائيلي مهيمن بهذا الشكل على الأراضي العربية المحتلة؟ ** للأسف إسرائيل تحتل المصادر الرئيسية للمياه العربية سواء في الجولان أو الأردن أو في لبنان..أقول الموضوع خطير جدًا واعتقد أنه يجب أن تكون هناك جهود عربية أقوى من ذلك بكثير حتى يضمن للشعب الفلسطيني وفي الأراضي العربية المحتلة أقل الحقوق التي ينادي بها العالم كله في شربة ماء. * في حال حدوث انقسام السودان برأيك هل هناك تأثير على حصة مصر من المياه؟ أعتقد أن المياه في حوض النيل حجمها كبير جدًا، والفواقد ضخمة واستقطاب جزء منها يكفي كل دول حوض النيل.. أنا شخصيًا ليس لدي أي تخوف من النقص في مياه النيل عند انقسام السودان شماله وجنوبه ..لأنه في الوقت الحالي مصر تدعم كل من الشمال والجنوب في تنمية مواردهما المائية. * ماذا عن التدخل الإسرائيلي بمنطقة حوض النيل؟ **هناك تدخل، ونأمل ألا يزيد عن هذا الحد.