معرض فني متجول للصور الفوتوغرافية مقام في كندا. بعد أربع دول أوروبية. والمفروض أن يطوف معظم عواصم العالم. الخبر ليس جديداً. فكثيراً ما يقوم مصور واحد أو عدة مصورين بعرض أعمالهم الفنية علي الجماهير. سواء بعد نشرها في الصحف أو عدم نشرها. معظمها هذه الأيام تتحدث في السياسة أو تكشف اضطهاد الإنسان. وكم تمتلئ الدنيا بأحداث. أحداث دامية. وحروب لا تتوقف إلي جانب صور بؤس واحتياج.. وقليلا ما تكون هناك ابتسامات تنقلها الكاميرا للناس في كل مكان. الصور أكثر تأثيراً من الكلمات. من باب التجديد فلست أعتقد انه موقف سياسي. قامت المصورة الدنماركية "نينا ماريا كليفان" باختيار طفلتها الصغيرة موضوعا لمشاركتها في معرض الصور الذي يجوب العالم حالياً. البستها أزياء الحكام المستبدين قدمتها في لقطات معبرة بوجهها وبالزي الشهير الذي ترتديه. فكانت مرة "صدام حسين" ومرة أخري "عيدي أمين" أو جوزيف ستالين و"ماوس تونج" وطاغية شيلي "اوجستو بينوشيا" وسفاح الصرب "سلوبودان ميلوسوفيتش". وطبعاً "موسوليني" و"هتلر". تسببت صورة "هتلر" في مشكلة أوردتها صحيفلة "ديلي تلجراف" البريطانية حيث احتجت جماعات يهودية تساندها منظمات أوروبية وشنت حملة علي المعرض. لان تلك الجماعات تطارد كل من يقدم الزعيم النازي في صورة محببة أو عادية. فهو العدو الأول لليهود الذي يجب أن يلعنه الجميع مهما مضي علي عصره من وقت. لحقت اللعنة هذه المرة بالفنانة الدنماركية التي لم تتوقع أو تتصور أن تحدث صور طفلتها كل هذه الضجة. لم تكن تقصد. ولم تفكر في السياسة إلا من مفهوم تقديم فكرة جديدة استهوتها. وهي محاولة استكشاف معني الشر الذي يصيب البشرية. وهي تدين كل هؤلاء الطغاة. وما فعله هتلر وموسوليني قام به من بعده سفاحون من افريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. والعرب أيضاً يرمز لهم "صدام حسين". ببراءة ووعي تقول إن رسالتها للمشاهدين هي أن كل أشرار العالم أو أحيائهم أطفال أبرياء. وكانت أمامهم نفس الفرصة لاسعاد البشرية. لكن تيار الشر جرفهم فأصبحوا مستبدين طغاة. يختلف الأمر بالنسبة لمصورينا في مصر لأنهم يتحايلون ويحاربون ويجازفون لالتقاط صور معبرة تبقي للزمن. ولعلها مناسبة لذكر المصور الشاب "عمرو نبيل" الذي لمع في تغطية أحداث محلية وعربية واشترك في معارض في أكثر من مكان. تابع فيها الجمهور تغطيته بالكاميرا لتفجيرات "مدمرة" واجتماعات رؤساء "مجاملة" ووقائع حروب في المنطقة وفي افريقيا. لحساب وكالة "اسوشيتدبرس" الأمريكية للأنباء. أما ذكر "عمرو" علي وجه الخصوص فلأنه دفع ثمنا غاليا من أجل صورة نادرة لا تحتاج إلي تعليق. حيث كان يغطي الانتخابات النيابية الماضية قبل خمس سنوات. وفي إحدي قري الدلتا التقط مشهدا لعدد من الناخبين يصعدون علي سلم خشبي نقال للدخول إلي لجنة التصويت عبر باب خلفي بعد أن تعذر دخولهم من الأبواب الأمامية بسبب حصار الأمن أو بلطجة البعض. انطلقت رصاصة أفقدت المصور الشاب عينه اليمني. وقد حصل علي تعويض ثلاثين ألف جنيه من وزارة الداخلية!