رسائل مليونية إلى الرئيس الأمريكى أوباما دعا إلي إرسالها نشطاء أقباط المهجر يطالبونه فيها بمناقشة أوضاع الأقباط فى مصر أثناء لقائه مع الرئيس مبارك. ومظاهرات تنتظر الرئيس مبارك فى واشنطن وبالتحديد أمام البيت الأبيض بعد غد 18 أغسطس، دعت إليها عدة منظمات قبطية لا سيما الجمعية الوطنية القبطية الأميركية، احتجاجا على زيارة مبارك لواشنطن واستناداً إلى ما أطلقوا عليه "الملف الأسود" للحكومة المصرية مع الأقباط. ورسائل أخرى وجهها نشطاء أقباط المهجر إلى أقباط أمريكا ومن استطاعوا حشدهم إلى استقبال مبارك استقبال الغزاة، وعدم الانصياع لمن أرسلتهم الكنيسة كمحاولة لتهدئة الأجواء بينهم أو معهم ، بل ودعوا إلى تنظيم مظاهرات حاشدة للأقباط فى كافة أنحاء العالم لاسيما الولاياتالمتحدة وكندا تنديدا بالزيارة. ووجدت تلك الدعاوى، من يساندها فى مصر ذاتها، حيث أكد المحامى" نجيب جبرائيل" رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان فى مصر أن مظاهرات أقباط المهجر ضد زيارة الرئيس مبارك لواشنطن المزمع القيام بها فى منتصف الشهر الجارى تعد بمثابة فرصة ذهبية للتعبير عن غضب الأقباط من انتهاك حقوقهم من قبل النظام المصرى وذلك استناداً إلى أن التظاهر هو حق أصيل تكفله كل المواثيق الدولية طالما أنها ذات طبيعة سلمية ولا تسيء لمصر ولا لشخص الرئيس مبارك ، بينما رفض جبرائيل انضمام الجالية النوبية لمظاهرات الأقباط فى أثناء لقاء مبارك وأوباما، معتبراً ذلك أنه يمكن أن يؤثر فيما أسماه القضية القبطية، مضيفاً أن النوبيين لهم أن يتظاهروا بمفردهم لأن ذلك يفتح المجال أمام اللاجئين السياسيين والإخوان المسلمين فى أمريكا إلى الإنضمام للأقباط ، الأمر الذى يمكن أن يؤثر فى مطالب الأقباط ، وأضاف جبرائيل أنه يجب أن تكون المظاهرات سلمية ولا تسيئ لسمعة مصر أو لمبارك. ومن جهته أكد مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولاياتالمتحدة، أحد قيادات أقباط المهجر المصريين أن منظمته لن تشترك فى هذه المظاهرات، وقال: «حل المشاكل وتلبية المطالب القبطية لن يأتى بإحراج الرئيس المصرى بالتظاهر خلال زيارته لواشنطن، وأنا أرى أن القيام بعمل سياسي، مثل عقد لقاءات مع قادة الكونجرس أو المسئولين الأميركيين يمكن أن يحقق نتائج أفضل من التظاهر». من جهة أخرى، أعلنت قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة ترفض مبدأ "الاستقواء" بالخارج مهما كانت الأسباب، لكنها فى الوقت ذاته "لا تمانع" فى أن تقوم أى جهة بمطالبة النظام المصرى بالإفراج عن المعتقلين وأصحاب الرأى انطلاقا من مبدأ " الدفاع عن حقوق الإنسان"، وذلك تعليقاً منها على إعلان عضوا ديمقراطيا اعتزامه تقديم خطاب لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وربما للرئيس الأمريكى باراك أوباما، يطالبهما فيه بأن يناقشا مع الرئيس مبارك أثناء لقائهما المرتقب معه مصير معتقلى جماعة الإخوان". وفى تصريح أخر قال د. عصام العريان القيادى البارز فى الجماعة ومسئول ملفها السياسي: "الجماعة لم تطلب من الكونجرس الأمريكى أو الرئيس أوباما التدخل للإفراج عن معتقليها فى مصر، ولكنها ترحب بأى جهود من شأنها الإفراج عن المعتقلين السياسيين، سواء كانوا ينتمون للجماعة أو أصحاب أفكار مختلفة عنا". وتمثل هذه الدعوة الأمريكية للإفراج عن معتقلى الإخوان سابقة فى سجل الكونجرس، الذى تبنى تاريخيا مطالب بالإفراج عن معتقلين سياسيين مصريين ليبراليين، مثل د. سعد الدين إبراهيم، وأيمن نور، وآخرين من البهائيين والأقباط، والمدونين الشباب، لكن هذه الدعوات تبقى بعيدة عن معتقلى الإخوان حتى الآن. وجدير بالذكر أنه منذ الإعلان عن زيارة مبارك لواشنطن اندمجت منظمات أقباط المهجر مع جماعات أخرى ذات تواجهات علمانية مثل تحالف المصريين الأميركيين لرئيسها صفى الدين حامد، ومركز ابن خلدون لرئيسه سعد الدين إبراهيم، ومنظمة حقوق الناس برئاسة عمر عفيفي، ومنظمة أصوات من أجل الديمقراطية فى مصر برئاسة دينا جرجس، والمركز العالمى للقرآن الكريم برئاسة أحمد صبحى منصور، والجمعية الإسلامية الأميركية برئاسة أكرم الزند وفى خطوات متوقعة حشدت هذه الجماعات والأفراد مواقف مناوئة للنظام المصرى ، بكل ما تملك من قوة وأسلحة استعدادا لزيارة مبارك للولايات المتحدة، ولعل أبرز تلك الجماعات الجمعية القبطية الأميركية برئاسة الملياردير كميل حليم، ذلك فضلاً عن مجموعة من الشخصيات البارزة مثل المحامى موريس صادق رئيس الاتحاد القبطى بأميركا . ولتلك الجماعات قدر من القوة والنفوذ فى الولاياتالمتحدة نظراً لقربها من دوائر صنع القرار لا سيما الكونجرس الأميركي.