تعد مكتبة الخيول في عين شمس بمصر إحدى أقدم المكتبات الخاصة بالخيول، فهي تضم 1000 كتاب عن الخيول العربية والعالمية وتاريخ دخولها مصر وطرق تربيتها وعلاجها، وكتباً عن الأنساب وكل ما يتعلق بتاريخ دخول وتربية الحصان العربي في مصر، منذ حكم أسرة محمد علي باشا. وتقول كريمة عوض محمد أمينة المكتبة، "إن المكتبة أنشئت منذ أكثر من 300 عام، في منطقة عين شمس بالقاهرة، وتضم نحو ألف كتاب معظمها مهدى من أمراء وباشوات مهتمين بالخيول، وهذه الكتب فيها كل شيء عن الخيول، بداية من طرق تربيتها واستخدامها في الحروب والعلوم العسكرية وكتب الطب البيطري الخاصة بعلاجها والحفاظ على سلالتها النقية". وتضيف أمينة المكتبة أن بالمكتبة أيضاً كتباً عن أنساب خيول أكثر من 30 دولة عربية وأجنبية، والكتب مكتوبة بكل اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وعلى رأسها أنساب خيول المملكة العربية السعودية والكويت وسوريا وغيرها من الدول، بل وتضم المكتبة أيضاً كتباً عن الخيول الإنجليزية. وتشير كريمة عوض إلى أن الكتب الموجودة بالمكتبة تحكي أغرب القصص عن الخيول العربية النادرة وكيفية دخولها مصر، وتضم صوراً نادرة جداً عن هذه الخيول التي كان يمتلكها أمراء مصر في عهد محمد علي باشا، وتحكي الكتب تاريخ الخيول، وتؤكد القصص التي ترويها أنه في القرن الثالث عشر استورد السلطان الناصر بن قلاوون والسلطان برقوق عدداً ضخماً من الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية. وفي بداية القرن التاسع عشر استورد محمد علي باشا الكبير (1769-1848) مؤسس مصر الحديثة عدداً قليلاً من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية، وذلك بعد عام 1811. وقد واظب على الاستيراد من بعده ابنه إبراهيم باشا (1789-1848)، وحفيده عباس باشا الأول (1813-1854)، الذي أنفق أموالاًً طائلة في سبيل اقتناء الخيول العربية الأصيلة وجمع معلومات عنها من قبائل شبه الجزيرة العربية، وترك عباس باشا الأول بعد وفاته خيوله العربية لابنه إلهامي باشا الذي لم يكن متحمساً لتربيتها، ولحسن الحظ فقد اشترى علي باشا شريف معظم هذه الخيول واعتنى بها. وقبل وفاته عام 1897 بلغ عدد خيوله نحو 400، وقد بيعت خيوله في مزاد عام. وتضيف الكتب أنه كان معظم مربي الخيول المصريين، من العائلة المالكة مثل الخديوي عباس حلمي الثاني، والأمير أحمد كمال، والأمير محمد علي توفيق، والأمير كمال الدين حسين، وغيرهم. وفي عام 1908 تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة بعد الحصول على أفضلها، تلك المنحدرة من خيول عباس باشا الأول، وذلك من الخديوي عباس باشا حلمي الثاني، والأمير محمد علي توفيق وليدي آن بلانت وابنتها ليدي ونترورث. وقد جمعت هذه الخيول في مزرعة بهتيم، وفي عام 1928 اشترت الجمعية نحو 60 فداناً في كفر فاروق بصحراء عين شمس شرق القاهرة؛ وذلك لتهيئة ظروف أشبه ما تكون بالبيئة الطبيعية للخيول العربية. وقد انتقلت الخيول إلى المزرعة الجديدة والمعروفة الآن بمحطة الزهراء والتي تبعد عن مطار القاهرة الدولي نحو 15 دقيقة. تضم المكتبة أيضاً صوراً نادرة جداً لخيول محمد علي باشا حاكم مصر، وخيول عباس حلمي، والخديوي توفيق وغيرهم من حكام مصر المماليك، وكل شيء عن مزارع الخيول الخاصة في مصر.