دكتور مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط أكد الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط أن السد العالي لا يمثل إنجازاً هندسياً عملاقاً فقط بل شكلت عملية تشييده ملحمة عطاء غير محدود للمصريين تكاتفت فيها الجهود وخلص فيها العمل في نموذج غير مسبوق للانتماء الوطني كل في مجاله وهو ما برهن عليه اختيار السد عام 1999 وعلى هامش أضخم معرض إنشائي وصناعي وتجارى في القرن العشرين بالولايات المتحدةالأمريكية كأعظم مشروع بنية أساسية في العالم في القرن العشرين وبالتالي في التاريخ، مشيراً إلى قيمة المشروع الحضارية ومردوده التنموي الوطني والمعنوي الهائل على المستويين المحلى والإقليمي وعلى الصعيدين التقني والإنساني لشعب مصر. وأوضح الدكتور محمد عبد السلام عاشور أستاذ المنشآت المائية ومقرر الندوة أن التاريخ الهندسي قد صنف إنشاء السد العالي عام 1964 كأهم حدث خلال المائة عام الأخيرة بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 كعمل حضاري عملاق واكبته من ممارسات وإنجازات إنسانية وثقافية غير مسبوقة مثل تفكيك ونقل معبد أبو سمبل، الذي قامت به هيئة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) حفاظاً على الحضارة المصرية القديمة من أن تغمرها مياه بحيرة ناصر بعد إنشاء السد، مشيراً إلى أن المردود التنموي للسد العالي كان بداية حقيقية لانطلاق مصر الحديثة منذ عصر نهضة محمد على. كما عرض لعظمة المشروع الهندسية مشيرا إلى أن طول جسم السد يبلغ 3830 متراً بارتفاع 111 متراً بعرض عند قاعدته 980 متراً وعرضه عند القمة 80 متراً بمحتوى 43 مليون متر مكعب من مواد الإنشاءات المختلفة، ويسمح بإمرار 11 ألف متر مكعب من المياه في الثانية، بالإضافة إلى مفيض طوارئ بطاقة تصريف خمسة آلاف متر مكعب كل ثانية إلى قناة توشكا الموصلة إلى منخفض توشكا عند تمام امتلاء بحيرة السد لطاقتها التخزينية القصوى وقدرها 111 كيلو متراً مكعباً من المياه، في بحيرة عملاقة يبلغ طولها 5550 كيلو متراً وعرضها عند أوسع نقطة 35 كيلو متراً ومساحة سطحية تبلغ 5250 كيلو متراً. وقال : يكفى السد العالي وبناته فخراً أنه حمى مصر من كارثة الجفاف المخيفة والمجاعة التي ضربت القارة الأفريقية خاصة غرب أفريقيا والصومال خلال السبع سنوات العجاف منذ عام 1981 حتى عام 1987 حين استخدمت بحكمة كميات المياه التي كان قد تم تخزينها في بحيرة ناصر منذ انتهاء المرحلة الأولى لبناء السد عام 1964 حتى عام 1980. وأضاف : يذكر لمشروع السد أنه ضاعف مساحة الأراضي المنزرعة في مصر بنسبة 500% منذ عام 1970، كما أتاح إنتاج طاقة كهرومائية قدرها 2.1 جيجا وات بحلول عام 1967مثلت في ذلك الوقت نصف الطاقة الكهربية المنتجة في مصر ، وبلغت 15% منها بحلول عام 1998. وأعتبر أن مشروع السد العالي يمثل نموذجاً لهدف وطني لإثبات الوجود وتجاوز العقبات وكان بداية لعصر جديد وأكسبته قدرة مصرية جبارة على فرض إرادتها على الساحة السياسية العالمية. من جانبه أشاد المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق أحد رواد السد العالي بجامعة أسيوط ودعا الدكتور أحمد زويل أن تكون الجامعة هدفاً لمشروع علمي بحثي يشرف عليه. وقال الكفراوي: يكفى مشروع السد العالي أنه حول 2 مليون فدان من ري الحياض إلى الري الدائم، كما أتاح زراعة نحو مليون فدان بالأرز فضلاً عن دورة في حماية مصر من الجفاف والفيضانات وتزويد مصر بطاقة هائلة من الكهرباء وقال: إن العمل في المشروع امتزج فيه عرق المسلم بالمسيحي والشباب بالشيوخ.