لم تحقق جهود القوات المسلحة المحلية والدولية أي ثمار في مكافحة زراعة الأفيون في أفغانستان، التي تعدّ المصدر الأول في العالم لإنتاج الخشخاش. لكن برودة الطقس الشديدة هذا الشتاء من شأنها أن تخفض محصول الأفيون، الذي تصنع منه مادة الهيرويين المخدرة، وفق آخر تقرير أعدّه مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة الذي صدر أمس.ويفيد التقرير أن الإنتاج سيبقى مستقراً حتى الخريف، مواصلاً منحى انحدارياً بدأه في عام 2007 حين عرف هبوطاً بنسبة الثلث. وأفاد التقرير أن التقديرات بنيت على إفادات للمزارعين الذين استُطلعت آراؤهم في بداية موسم الزراعة، وهي تمنح صورة واضحة لمستويات الإنتاج في نهاية السنة الحالية.وربط التقرير بين الوضع الأمني المتردّي وانتشار زراعة الخشخاش. فالقرى والبلدات التي تعيش أوضاعاً أمنية متوترة، وتلك التي تعرف بوجود متمردين في صفوف أبنائها، تعدّ أكثر عرضة (بنسبة 80 في المئة) لزراعة نبات الأفيون. أما القرى والبلدات الأخرى التي لم تشهد أعمالاً قتالية، فلا تتجاوز النسبة 7 في المئة.وأشار التقرير إلى أن ثلثي المزارعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أفادوا بأنهم لا ينوون زراعة الأفيون «لأنه ممنوع». أما في المناطق الجنوبية الشرقية، فتصل نسبة الذين يشيرون إلى المنع الرسمي إلى 40 في المئة.و هناك عدة عوامل أخرى تعمل لغير مصلحة المكافحة، أهمها عوامل السوق. فأسعار المحاصيل الغذائية، كالقمح، تهوي بسرعة، الأمر الذي لا يمنح القرويين حافزاً لزراعتها، ويختارون زراعة الأفيون، رغم أنه لا يدرّ عليهم سوى ربح زهيد من الثمن النهائي الذي يستفيد منه التجار والمهرّبون.