د. زاهى حواس أمين المجلس الأعلى للآثار يتفقد غدا الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة أعمال الكشف عن طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك تمهيداً للانتهاء من أعمال الحفائر وإعادة ترميم الطريق ليصبح على ما كان عليه أيام الفراعنة. و طريق الكباش هو من أطول الطرق التى تربط بين معبدين مصريين قديمين حيث يبلغ طوله 2.7 كيلو متر وعرضه 76 متراً كانت تتراص على جانبيه تماثيل الآلهة والملوك على هيئة أبو الهول . وقال د. سمير فرج محافظ الأقصر إن مشروع الكشف عن طريق الكباش يأتى فى إطار التعاون بين محافظة الأقصر والمجلس لتنفيذ خطة التطوير الجارى تنفيذها فى مدينة الأقصر وتحويلها لمتحف أثرى عالمى مفتوح وطبقاً للمخطط الذى تم إعداده لتطوير المدينة على مدار ثلاثين عاماً القادمة. ويقول د. زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار إنه تم إزالة المساكن والمحال التى كانت قائمة فوق مسار الطريق وتعويض أصحابها وأنه تم الكشف عن حوالى 80 % من الطريق وإن المجلس ساهم بمبلغ 13 مليون جنيه لنقل هذه المساكن وإنشاء جسر عرضى فوق الطريق لتسهيل المرور. وأضاف د. حواس أنه تم العثور على مجموعة من الاكتشافات الأثرية خلال أعمال الحفائر التى تتم بالموقع حيث تم العثور على مجموعة من التماثيل الكاملة وتماثيل مفقودة الرأس على هيئة أبو الهول وأرضيات من الطوب اللبن تعلوها جدران من الطوب الأحمر والتى كانت جزءاً من مدينة سكنية كبيرة فى العصر الرومانى وبجوارها العديد من موائد الطهى كما عثرت بعثة المجلس الأعلى للآثار على بقايا قناة مائية لرى أحواض الزهور التى كانت موجودة أمام طريق الكباش وهى عبارة عن أنبوب من الفخار مكسو بالطوب الأحمر وقد عثر على كتلة من الحجر الرملى يوجد عليها اسم الملكة كليوباترا السابعة. ومن جانبه يقول صبرى عبد العزيز رئيس قطاع الآثار المصرية إنه تم اكتشاف محطات وموانئ واستراحات خاصة بالمراكب المقدسة لموكب الإله آمون رع فى رحلته من الكرنك إلى الأقصر. كما تم الكشف عن مقصورة من عصر الملك حور من الأسرة الحادية والعشرين ( 1081-931 ق.م ) وأوضح أن الطريق كان مستخدماً فى عصور الفراعنة وحتى العصور اليونانية الرومانية. وأضاف منصور بريك المشرف العام على آثار الأقصر أنه بدراسة الطبقات المختلفة لموقع الطريق اتضح أن أجزاء عديدة من الطريق تعرضت للتدمير حيث تحول جزء من الطريق خلال العصور الرومانية إلى منطقة لصناعة النبيذ حيث عثر على مواقع لتجميع الكروم كانت تظلها سقيفة على أعمدة صغيرة من الطوب الأحمر ويليها أحواض مستطيلة من الطوب الأحمر ومبطنة من الداخل بطبقة من الملاط الأبيض. بالإضافة إلى صهريج ضخم لتخزين النبيذ وقاعدتين لإناءين فخاريين لتخمير النبيذ .... وأشار منصور بريك إلى أنه تم العثور على بقايا مبانى كانت تستخدم كأماكن لإعاشة القائمين على هذه الصناعة وأن جدرانها مشيدة من الطوب الأحمر كما عثر على بقايا أفران لصناعة الفخار . هذا وقد تم العثورعلى بقايا لوحات من العصر الرومانى واحدة منها للإمبراطور تيبريوس يتعبد لثالوث طيبة المقدس ( آمون-موت-خنسو) كما عثر على لوحة من الحجر الرملى للكاهن " باك إن خونسو " تؤرخ للعام الثالث من حكم الملك ست نخت مؤسس الأسرة العشرين ( 1200-1198 ق.م ) وعليها سبعة عشر سطراً يحكى عن الأنشطة التى قام بها معبد الكرنك.. ويقوم حالياً فريق من قسم الترميم بإعادة ترميم وتجميع وتركيب العديد من تماثيل أبو الهول التى تم العثور عليها أثناء الحفائر.