عبر مسلمون أمريكيون عن غضبهم اثر تقرير تلفزيوني أفاد أن بعض المعدات التي يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان يتضمن في أرقامه المتسلسلة استشهادات مشفرة بالعهد الجديد في الكتاب المقدس. وطلب المجلس الإسلامي للشؤون العامة من وزير الدفاع روبرت جيتس سحب التجهيزات التي تتضمن هذه الرموز والتي تستخدم في الحروب الجارية حاليا على الفور. وجاء رد الفعل هذا اثر بث شبكة ايه بي سي التلفزيونية تقريرا كشف أن شركة تريجيكون باعت الجيش الأمريكي 800 ألف جهاز تصويب تخفي أرقامها المتسلسلة إشارات إلى مقاطع من العهد الجديد في الكتاب المقدس. وأوضح التقرير أن الرقم (2 كور4:6) هو اشارة إلى رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل كورنثوس الاصحاح 4:6 وفيه "الذين فيهم اله هذا الدهر قد أعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله". كما أن الرمز (جن8:12) يشير إلى مقطع في انجيل القديس يوحنا يقول فيه المسيح: أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له النور الذي يقود إلى الحياة. وأقرت شركة تريجيكون بوجود هذه الرموز المشفرة، معتبرة انها ليست مخالفة لأي قوانين. غير أن مدير المجلس الاسلامي للشؤون العامة هاريس تارين رأى أن ادراج إشارات إلى الكتاب المقدس على معدات عسكرية ينتهك المثل والقيم الأساسية التي قامت البلاد عليها. وتابع في بيان إن هذا يعطي حججا لدعاية المتطرفين الذين يؤكدون أن الولاياتالمتحدة تشن (حربا صليبية) ضد الاسلام. وفي لندن أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية الاربعاء انه تم تقديم طلبية إلى شركة تريجيكون على 400 من أجهزة التصويب هذه، مؤكدين انهم لم يكونوا على علم بهذه الاستشهادات الدينية. وانتقد الحزب الليبرالي الديمقراطي (معارضة) هذه الطلبية، مشيرا إلى أن حركة طالبان قد تستخدمها كدليل لاقناع انصارها باننا نخوض حربا دينية بين المسيحية والاسلام، على ما أفاد المتحدث باسمه في الشؤون الدفاعية. وسعى البنتاغون لتسوية الجدل الناشئ معربا عن ارتيابه حيال المسالة. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكومندان دارين جيمس لوكالة فرانس برس اذا تبينت صحة الامر، فمن الواضح أن ذلك غير مناسب ونبحث في الحلول الممكنة لمعالجة المسالة. وأوضحت الشركة المنتجة لأجهزة التصويب أن الرموز استخدمت في سياق ايماننا في خدمة بلدنا. وقال متحدث باسمها طلب عدم كشف اسمه: طالما أن لدينا رجالا ونساء في خطر، سوف نواصل القيام بكل ما في وسعنا لمدهم بأحدث التكنولوجيا وتقديم لهم الدعم الكامل وصلوات بلد ممتن لهم. غير أن هذه البادرة من قبل تريجيكون تشكل انتهاكا مباشرا لتعليمات أصدرتها القيادة المركزية الامريكية بعد اجتياح العراق عام 2003 وتحظر بشكل بات التبشير بأي ديانة أو معتقدات أو شعائر.