للمّرة الأولى منذ انطلاق مسابقة "جائزة الصحافيين الأفارقة" التى تمنحها شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأميركية منذ 14 عاما، تفوز صحافية مصرية بالجائزة. فقد حصدت الصحافية المصرية إيثار كمال الكتاتني، 22 عاما، الجائزة عن فئة الاقتصاد والأعلام لمقالها بعنوان "تجارة الإسلام". منصات أجرت مقابلة هاتفية مع الكتاتنى المتواجدة حاليا فى لندن والتى أكدت أنها متحمسة أكثر من أى وقت مضى لمتابعة مهنة الصحافة بعد فوزها. كان الفوز بجائزة "سى إن إن" مفاجأة كبرى على الكتاتني. فى الواقع، كانت متأكدة من عدم فوزها بحيث حجزت للعودة من دوربان بجنوب أفريقيا حيث تجرى المسابقة، صباح يوم تسليم الجوائز إلى الفائزين. تقول الكتاتنى أن أغلبية الذين وصلوا إلى النهائيات كانوا من الصحافيين المتمرسين فى الثلاثينات والأربعينات من العمر والذين يتمتعون بخبرة سنوات طويلة من العمل الصحافي. حين قرأت النتيجة بأنها فازت، اعتقدت أن المنظمين ارتكبوا خطأ. "فكرت أنه ربما أخطأوا بينى وبين شخص آخر"، تقولها بمزاح. لكن لم يكن هناك أى خطأ، وغادرت الكتاتنى جنوب أفريقيا وفى جعبتها 3500 دولار قيمة الجائزة التى فازت بها، وحاسوب وطابعة. وتقول الفائزة أنها ستتدخر المال لأخذ عطلة طويلة فى المستقبل. بالنظر إلى جدول أعمال الكتاتنى المليئ، يتساءل المرء عما إذا ستتمكن من أخذ وقت للعطلة. فهى تعمل بدوام كامل مع صحيفتى "إيدجيبت توداي" و"بيزنيز توداي"، كما تكتب بانتظام على "موقع مسلمة ميديا ووتش" الالكتروني. إضافة إلى كل ذلك، تدرس الكتاتنى حاليا لنيل شهادتى دراسات عليا فى إعلام التلفزيون والإعلام الرقمى فى جامعة الأميركية فى القاهرة. وغالبا ما تفاجئ الكتاتنى من تجرى معهم المقابلات بعمرها الصغير. وتقول "غالبا ما يفاجأ الناس، ولا يصدقون أننى من تحدثت معهم على الهاتف". انطلقت جائزة الصحافيين الأفارقة عام 1995 مع "إدوارد بوتينغ"، المدير الإقليمى الأفريقى السابق لشركة "ترنر برودكاستينغ سيستيمز"، والصحافى الراحل محمد الأمين، بهدف تعزيز وترويج وتشجيع التميّز فى الصحافة الأفريقية. تتابع الكتاتنى أنها تقدمت للجائزة من دون أن تتوقع الفوز، ثم تلقت رسالة من منظمى المسابقة فى آذار/مارس الماضى بأنها وصلت إلى المرحلة النهائية. يلقى مقالها الفائز "تجارة الإسلام" الضوء على المنظور التجارى للإسلام وقد نشر فى "بيزنز توداي" المصرية فى تموز/يوليو 2008. وقد تم اختياره من أصل 800 مقال وصل من 38 دولة أفريقية. فى تعليقهم، هنأت لجنة التحكيم الكتاتنى على الموضوع، حيث أعلنت "أن موضوع الإسلام عادة ما تتم تغطيته من منظور سياسى أو اجتماعي، ولكن فى هذا الموضوع تم تسليط الضوء من منظور تجاري". لكن، فى بلد مثل مصر، تقول الكتاتنى أنه من السهل على الصحافيين الشعور بعدم الشجاعة بسبب ما وصفته بعدم التقدير الكافى لمهنتهم. وقد منحها الفوز بالجائزة دفقا معنويا مهنيا حيث تقول أنها تشعر بأنها أكثر تصميما لمتابعة مهنتها فى الصحافة. "أشعر بأنى متحمسة الآن. كنت بدأت أفقد حماسى فى مصر حيث لا يُقدّر الصحافيون، لا ماديا ولا مهنيا." وتود الصحافية الشابة أن تبعث برسالة الأمل إلى زملائها الصحافيين المصريين، بحثّهم على "عدم فقدان الحماس فى مصر" و"الاستمرار بالعمل" رغم المشقات. وقد تم تقديم أكثر من 1665 مقالا للمسابقة هذا العام. وفاز الصحافى الكينى جون-ألان نامو بالجائزة الأولى.