كشفت مستشارة الرئيس الأمريكى للشؤون الإسلامية داليا مجاهد، انها قدمت مقترحات عدة لتضمينها بالخطاب التاريخى الذى سيوجهه باراك أوباما من جامعة القاهرة للعالم الإسلامى يوم الخميس، تتضمن توصية بألا يغفل أسباب غضب المسلمين من الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن هذه المقترحات تدور حول الأسباب الأساسية لغضب المسلمين من الولاياتالمتحدة، موضحة أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الغضب، أولها عدم احترام الولاياتالمتحدة للإسلام والمسلمين والنظر إليهم بطريقة مهينة ودونية، والثانى هو الحروب التى شنتها ضد دول إسلامية، وخاصة العراق وأفغانستان والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، والثالث هو شعور المسلمين فى مختلف أنحاء العالم بأن الولاياتالمتحدة تهيمن على وتتدخل فى شؤونهم الداخلية، فضلا عن أنها تحاول السيطرة اقتصاديا وسياسيا على مقدراتهم. وقالت مجاهد إنها طلبت من لجنة صياغة الخطاب أن يرد الرئيس أوباما على هذه المخاوف وألا يمر عليها مرور الكرام مع طمأنة العالم الإسلامى أن الولاياتالمتحدة مقبلة على عهد جديد مع الإسلام والمسلمين. وأوضحت أن استطلاعات الرأى وجدت أن ثمة تغيرا كبيرا اعترى توجهات وآراء المسلمين نحو الولاياتالمتحدة من عام 2008 إلى عام 2009، موضحة أنها لا تدرى بعد ما إذا كانت إدارة أوباما تدرك أن القضية الفلسطينية وانحياز الولاياتالمتحدة الدائم لإسرائيل فى هذا الصراع هو السبب الرئيسى وراء العداء للإدارات السابقة. وقالت "إن إدارة أوباما تدرك أهمية هذا الصراع فى علاقاتها مع المسلمين، ولذا فقد استهل أوباما عهده بالشروع مباشرة فى جهود السلام ولم ينتظر إلى نهاية ولايته الأولى أو الثانية مثلما اعتادت الإدارات السابقة". وأكدت مجاهد أن أوباما يتسم فى تفكيره بالبرجماتية القائمة على إعلاء مصالح بلاده أولا، وأنه من هذا المنطلق يرى أن تحسين علاقات الولاياتالمتحدة بالمسلمين فى العالم يخدم هذا الهدف. وقالت إن أوباما سيسلك هذا الدرب أيضا لأنه يتسق والقيم الأمريكية التى يحرص على أن تكون نصب عينيه من حيث القول والفعل، مشيرة إلى أن أوباما يدرك تماما أن هناك من يشعرون بالقلق من هذه السياسات ويعتبرونها تهديدا لمخططاتهم واستراتيجياتهم، ويتوجسون بشكل خاص من هذا التقارب الشديد الذى يقبل عليه مع المسلمين. وأضافت أن البعض بدأ يهاجم أوباما ويعتبر ما هو مقدم عليه بمثابة تهديد لأمن البلاد، معربة عن اعتقادها أن أوباما سيمضى فى طريقه، لأنه يؤمن تماما بأن هذا يخدم مصلحة الولاياتالمتحدة. ودعت إلى ضرورة أن ينشط المسلمون الأمريكيون فى خوض غمار السياسة بالولاياتالمتحدة على أن يبدأوا من أولى درجات هذا السلم وليس بالضرورة التنافس مباشرة على عضوية الكونجرس. وقالت مجاهد إن إدارة أوباما لديها نوايا خالصة لتحسين العلاقة بالمسلمين، معربة عن تفاؤلها بقدرته على ذلك، لكنها لم تستطع التأكيد على قدرته على الصمود أمام من يكيدون لهذه العلاقة. وقالت مجاهد إن مسلمى أمريكا ما زالوا يعانون من توابع 11 سبتمبر ويجاهدون لإزالة الركام الذى لم ينقشع بعد غباره الخانق، مشيرة إلى أن هذا الحدث لم يكن كله شر، إذ أنه حث المسلمين فى الولاياتالمتحدة على التحرك والمشاركة وإسماع صوتهم فى هذا المجتمع. وستقوم مجاهد بزيارة القاهرة لمدة يومين بالتواكب مع زيارة الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون يوم الخميس المقبل. ومجاهد هى المصرية الوحيدة التى عينت فى منصب مستشار للرئيس أوباما، وهى ثانى مسلم فى المجلس الاستشارى الرئاسى للحوار بين الأديان والذى يضم 25 عضوا، كما تشغل منصب المدير التنفيذى للدراسات الإسلامية بمؤسسة جالوب للأبحاث واستطلاعات الرأى.