قبل يومين من فض الاعتصام تلقيت دعوة من شيخ الأزهر لحضور اجتماع بالمشيخة لمناقشة كل مبادرات الخروج من الأزمة وكيفية تجنب اسالة دماء المصريين وكيفية تجنب العنف وكيفية الوصل لحل سياسى, وكانت الدعوة موجهة لكل الاطراف وكل الاحزاب السياسية وعدد من الكتاب والمفكرين وممثل المجتمع المدنى. وكانت هناك أفكار كثيرة مطروحة حول اقناع مؤيدى الرئيس المعزول بفض الاعتصامات والانسحاب من الميادين مع تشكيل هيئات قضائية مستقلة للتحقيق فى احداث العنف والتحقيق مع المتهمين بالتحريض على العنف بعد تسليمهم ,ومناقشة كيفية المضى قدما فى اتجاه المصالحة الوطنية والتعايش السلمى بين الجميع. وبداية أود توضيح ان من يتحدثون عن المصالحة والتعايش السلمى ونبذ العنف ليسوا خونة ولا إخوان ولا خلايا نائمة أو مستيقظة.. ولكن هناك تجارب مرعبة حدثت فى دول الجوار كانت فى سياق مشابه ويجب الانتباه اليها حتى لا تحدث فى مصر. ومرة اخرى نؤكد أن الدفاع عن السلام والتعايش والمصالحة ليس معناه الدفاع عن الاخوان, فلا أحد ينكر أن الاخوان ارتكبوا اخطاء لا تغتفر منذ تولى مرسى للسلطة, بل منذ ثورة 25 يناير2011 , وهم من عاندوا وقمعوا واستكبروا واستجبروا, وحذرناهم وحذرهم الجميع من ثورة ضدهم ان لم يتوقفوا فكان ما كان , ولا أحد يبرر حمل بعض مؤيدو الرئيس المعزول للسلاح فى الاعتصامات أو حرقهم للكنائس فى المحافظات أو هجومهم على الأقسام وقتلهم لجنود الشرطة. ولكن السؤال هنا, ألم يكن يمكن فض الاعتصام بطريقة أفضل؟ لماذا لم يتم السماح لشيخ الازهر بطرح مبادرة والضغط على الجميع من اجل الوصول لحل سياسى؟ لماذا تم فض الاعتصام قبل اجتماع شيخ الأزهر بساعات؟ نعم نعلم أنه كان هناك مسلحون فى الاعتصامات ولكن ألم يكن هناك مئات الابرياء الذين سقطوا فى المعركة لمجرد اقتناعهم برأي ما ؟ وهل نحن مستعدون لتبعات ما حدث؟ هل قرأنا عن ما حدث فى الجزائر منذ سنوات قريبة وراح ضحية ذلك عشرات الآلاف من الابرياء؟ ألا ندرك أن دعوات الكراهية من الطرفين وإعتبار الأخر عدو يجب قتله تؤدى لفوضى وانقسام حرب اهلية؟ هل نعرف كيف بدأت الحرب الاهلية فى لبنان وكيف لم يكتشفوا انها حرب أهلية الا بعد سنوات من خطاب الكراهية والتخوين المتبادل؟ لا ألوم الشرطة والعسكر فقط ولكن الوم الطرفين.. الإخوان والتيارات الاسلامية أوصلونا لما نحن فيه الان بسبب الغرور والتعنت والاستكبار ورفض الأخر , وكذلك الجهات الأمنية التى لم تصبر حتى يتم الوصول لحل سياسى يجنبنا الدم والفوضى. وأدعوا الله أن يحفظ مصر والمصريين ويجنبنا الفتن والفوضى , واتمنى ان يتم الاستماع لصوت العقل ودعاة السلمية وأن يتوقف خطاب التخوين والكراهية حتى لا يتطور الوضع للأسوأ.