سمعت لأول مرة باسم السيد أحمد عاصي العوينان جربا (أبو صفوك) عندما كنت في اللجنة المالية في المجلس الوطني السوري، إذ كان ضمن من كان أسمه مرتبطاً بأول حساب بنكي لصالح المجلس تم فتحه في بنك قطر باسم المجلس الوطني. كما عمل مؤخراً كعضو في لجنة الإرتباط ودعم الجيش الحر وهو من مؤسسي الجيش الحر. الرئيس الجديد من عشائر الحسكة... يحمل الجنسيتين السورية والسعودية ولديه إتصالات جيدة مع العشائر في الداخل السوري ومع الأمراء والمسؤولين ليس فقط في السعودية (وهذا أمر معروف لدى الكثيرين) ولكن في قطر أيضاً (إجتمع مؤخرآً بولي العهد السعودي وبوزير الخارجية الإماراتي وبأمير قطر الجديد تميم آل ثاني). قارع السيد جربا النظام لسنوات طويلة وهنالك حملة لتشويه سمعته وذلك باستعمال السيرة الذاتية لشخص آخر يحمل نفس الأسم (المدعو أحمد الجربا ولكن ليس الرئيس أحمد عاصي عوينان الجربا).. المدعو أحمد الجربا ذو الأسم المشابه كان مقرباً للنظام ودخل السجن بسبب تجارته بالمخدرات. يحمل الرئيس الجديد للإئتلاف أحمد الجربا دبلوم محاماة من جامعة بيروت العربية. لا يتحدث أية لغة أجنبية ولذلك كان يعتمد على مترجم محترف في جولته المكوكية الأخيرة في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وهذا أفضل من أعضاء المعارضة الذين سبقوه والذين كانوا يتحدثون بلغة أنكليزية ركيكة ظناً منهم بأنهم يجيدونها. الرئيس جربا لا يملك الشعبية أو الحضور الإعلامي أو الكاريزما التي كان يحظى بها من سبقه ولكنه يدرس كل كلمة قبل أن يتفوه بها على الإعلام ونادراً ما يخطئ، بعكس من سبقوه، وهو رجل فعل وليس رجل وعود وكلام فارغ. الفراغ الذي استمر ستة أشهر بعد استقالة الشيخ معاذ جاء في أسوأ توقيت بالنسبة للثورة وأدى هذا الفراغ إلى ضعف هائل في التواصل والعمل الدبلوماسي وإلى فقدان لمصداقية الإئتلاف في الداخل السوري وإحباط لأصدقائنا القلائل في دول الخليج وتركيا وليبيا. يستلم الجربا قيادة إئتلاف في وضع مزري ومنقسم على نفسه بين أقلية مؤيدة لفريق الصباغ القديم وبين أغلبية مؤيدة للإئتلاف الموسع الجديد.. يتم الإعداد حالياً لمراجعة النظام الداخلي وآليات إتخاذ القرار وآليات الصرف وهي أمور أساسية للعمل المؤسساتي والشفاف وسيتم الإستعانة بشركة محاسبة عالمية في هذا الصدد.. كان على أعضاء الإئتلاف تنفيذ هذه الأمور بعيد إنشاء الإئتلاف بدلاً من إضاعة عدة أشهر بالتجاذبات والصراعات الداخلية التي ورثها من تربية النظام وتضخم الأنا وحب الظهور وحب السلطة وتفرد الرئيس السابق بالقرار مما أدى إلى شبه شلل في العمل السياسي والإعلامي والإغاثي والدعم العسكري وإلى خيبة أمل كبيرة وفقدان للمصداقية من قبل شعبنا الثائر. قام الجربا بعمل مكثف فور استلامه للرئاسة منذ أقل من شهر فيما يتعلق بالشق الدبلوماسي بما فيها زيارته لمجلس الأمن بنيويورك ولقائه مع الرئيس الفرنسي بباريس والرؤساء العرب وتتردد أنباء عن ترتيب زيارة للقاء الملك عبد الله بعمان وزيارة للبيت الأبيض ولقاء أعضاء في الكونغرس. من الأمور العملية التي أنجزها الجربا بسبب هذه الزيارات والتي سنلمس نتائجها العسكرية قريباً هو إعادة دعم الكتائب المقاتلة من قبل السعودية وتركيا تحت مظلة هيئة الأركان برئاسة اللواء إدريس والذي بدء أخيراً بتلقي الدعم الموعود وإن كان حتى الآن أقل من اللازم وخاصة فيما يتعلق بالأسلحة النوعية المضادة للطيران والدبابات. هل يعلم أصدقائي في الإئتلاف أن نظام الطاغية خصص ثلاثة مليون دولار لشركة علاقات عامة أمريكية فقط لترويج الفيديو الذي يظهر الجندي الذي يأكل فيه قلب غريمه؟ بينما لا تزال الميزانية الكاملة لمكتبنا الإعلامي بما فيها معاشات الموطفين والمكاتب الخارجية بحدود السبعين ألف دولار شهرياً؟! الحرب الإعلامية ركن أساسي من حربنا مع الطاغية. أدعو بعض أعضاء الفريق الموالي للأخ مصطفى الصباغ والذي خسر في إنتخابات الإئتلاف - لا داعي لذكر أسمائهم في هذه المرحلة - بالكف عن المهاجمة وتوزيع الإتهامات الإعتباطية وغير المسؤولة ووضع العصي في العجلات والإساءة للأصدقاء القلائل لنا في دول الخليج وتحميلهم النتائج الناجمة عن فشل أعضاء الإئتلاف سابقاً بالعمل كفريق متناغم وبشكل إحترافي ومنظم مع الإنجاز السريع. على الجميع دعم الرئيس الجديد لأن الإستمرار في السياسة الحالية يسئ للإئتلاف وللثورة ولشعبنا البطل ويؤخر دعم الإئتلاف ومأسسته ولذلك لم يحصل حتى اليوم سوى على 26 مليون دولار وهذا لا يتعدى قطرة من بحر المساعدات المطلوبة لنجدة المنكوبين والأطفال. الثورة بحاجة مستعجلة لتحسين الأداء سواء في الجناح الإعلامي أو العسكري أو المالي أو السياسي. لا أريد أن أنضم إلى محبي جلد النفس فقد قدمت الثورة تضحيات هائلة ضمن المؤامرة شبه الكونية على شعبنا.. وأنا متفائل لا بل واثق إن شاء الله بالنصر مهما طال المشوار... ولكن النقد البناء وتقبل الرأي الآخر مطلوب بعيداً عن الخطاب الوقح أوالتخوين أوالتكفير.