انتقدت منظمة "آفاز" الحقوقية الدولية ما وصفته بافتقار رجال صناعة التعدين الأسترالية إلى الوعي البيئي، مؤكدة أنه وفي حين يواجه العالم تغييرات مأساوية في المناخ، تسعى تلك الصناعة إلى بناء أكبر مجمع مناجم تعدين في العالم وإقامة خط ملاحي بين ذلك الميناء والعالم يمر عبر أكبر كنز جيولوجي لدى الإنسانية، وهو ما يسمي "الجرف المرجاني العظيم"! إن هذه فكرة سيئة جدا وتحمل أعقاب مدمرة، وهذا ما تعرفه مجموعة "أوريثون" الصناعية، وهي التي تقف وراء المشروع، ما يدعو للتحرك سريعا وعلي أوسع نطاق حقوقي من أجل إقناع "مجموعة أوريثون" بسحب تمويلها لهذا المشروع المدمر للبيئة، وربما حتى جر رئيس الوزراء الأسترالي إلى التدخل في الأمر. لنرفع أصوأتنا من أجل سيادة المنطق السليم: إن الجرف المرجاني العظيم - بحسب تقرير "آفاز" - يعد أكبر كائن حي على وجه الأرض ومسكن لربع أصناف الكائنات البحرية التي تعيش في محيطات العالم، في طريقه إلى الانقراض منذ سنوات. وقد ضاع خلال العقود الثلاثة الماضية نصف مجمل المرجان الذي يحتوي عليه والمعدل في تسارع مستمر. وفيم يعتبر التغيير المناخي أحد الأسباب ولكن يضاف إلى ذلك طفرة صناعة التعدين الآسترالية. حسبما ورد في صحيفة دير شبيجل الألمانية أنه "إن ظلت الأمور كما هي عليه، فإن ما لا نتخيله يمكن أن يحدث، أي أن يموت الجرف المرجاني العظيم". ورغم ذلك، فإن صناعة التعدين تخطط لبناء موانئ ضخمة في مكان اسمه آبوت بوينت في شمال-غرب آستراليا (بجانب الحيد تماما) لتسهيل نقل الفحم الذي يتم إخراجه إلى لعالم. ونتيجة ذلك، سيعبر عبر الجرف ضعف عدد السفن التي تعبر حاليا عبره كل سنة و سيتم تجريف 3 ملايين متر مكعب على الأقل من المواد المكونة لقاع البحر الضعيف. وبالإضافة إلى ذلك، إن تم تحريق كل الفحم الذي تحتوي عليه هذه المناجم المحتمل بنائها، فنتيجة ذلك ستزداد مشاكل آسترالية المناخية الحالية سوءا بشكل كبير، مما يدفعنا دون توقف إلى نقطة اللاعودة، ما يهدد بتخريب أكبر محمية بحرية في العالم. وأوضح التقرير أن المستثمرون في حالة اجتماع دائم حاليا، لاتخاذ القرار النهائي وسيقرر وزير البيئة الآسترالي بدوره هل يتم قبول المشروع أم لا خلال الأسبوعين المقبلين.