سعر الجنيه الاسترليني بالبنوك أمام الجنيه اليوم الجمعة 3-5-2024    الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من الأداء القوي للقطاع المصرفي    شوبير يوجه رسائل للنادي الأهلي قبل مباراة الترجي التونسي    الأرصاد: رياح مثيرة للرمال على هذه المناطق واضطراب الملاحة في البحر المتوسط    حبس 4 أشخاص بتهمة النصب والاستيلاء على أموال مواطنين بالقليوبية    اسلام كمال: الصحافة الورقية لها مصداقية أكثر من السوشيال ميديا    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    تقارير أمريكية تتهم دولة عربية بدعم انتفاضة الجامعات، وسفارتها في واشنطن تنفي    حزب الله يستهدف زبدين ورويسات العلم وشتولا بالأسلحة الصاروخية    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    اعتصام عشرات الطلاب أمام أكبر جامعة في المكسيك ضد العدوان الإسرائيلي على غزة    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    البابا تواضروس يترأس صلوات «الجمعة العظيمة» من الكاتدرائية    مواعيد مباريات الجمعة 3 مايو 2024 – مباراتان في الدوري.. بداية الجولة بإنجلترا ومحترفان مصريان    خالد الغندور عن أزمة حسام حسن مع صلاح: مفيش لعيب فوق النقد    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    5 أهداف لصندوق رعاية المسنين وفقا للقانون، تعرف عليها    «التعليم»: امتحانات الثانوية العامة ستكون واضحة.. وتكشف مستويات الطلبة    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    ننشر أسعار الدواجن اليوم الجمعة 3 مايو 2024    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصوفية ... بيت العنكبوت (6)
نشر في مصر الجديدة يوم 07 - 07 - 2013

"مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت" - (العنكبوت - 41)
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، الذى أنزل رسوله بدين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون.
والحق الذى لا مراء فيه انه لولا حفظ الله لكتابه و لسنة نبيه صلَّ الله عليه وسلم ، لضاع هذا الدين كما ضاع من قبل على أيدى الذين فرقوا دينهم شيعا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات .
وفيما حذرنا النبى صلَّ الله عليه و سلم أن نحذوا حذوهم ، فقد تنبأ لأمته أنها ستفترق بدورها إلى 72 فرقة ، كلهم مسلمون وكلهم يظنون أنهم على الحق ، وفيهم المصلون والمؤدون الزكاة و الصائمون ، وهم جميعا يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلا أنهم فى النار جميعا إلا فرقة واحدة ، وصفها النبى صلَّ الله عليه وسلم ، بأنها المتبعة للكتاب والسنة ، العاضة عليهما بالنواجذ .
من هنا لم يكن من حق أى فرد أن يخرج عن حدود الكتاب والسنة ، بل الجميع ... شاءوا أم أبوا ، هم واجتهاداتهم الفقهية خاضعون لهذه الحدود بلا تأويل أو تعطيل ولا تكييف أو تحريف .
كتاب و احد إذن و سنة واحدة ، وطريقة واحدة وفرقة واحدة هى الناجية، وليس من وراء ذلك سوى الخروج عن صحيح الدين بدرجات متفاوتة، وهذا ما يعد تحديدا المفهوم الذى يمكن من خلاله دحض جميع الثوابت الراسخة التى تميز الفكر الصوفى ، وهو الفكر الذى سارت على نهجه إحدى أهم الفرق الإسلامية على مر التاريخ ، والتى تعد - بجدارة - ضمن الفرق الضالة المبدلة لدين الله ، المحدثة فيه ما ليس منه ... كما سنرى .
سقوط الصوفية
وغريب حقا ما يدافع به الصوفية عن أنفسهم عن أنفسهم بأنهم متبعون للسنة برغم مخالفتهم لها استحسانا واستبدالا لما شاءوا وكيفما شاءوا ، وهم إن كانوا متبعين حقا و ليسوا مبتدعين فليتبرأوا إذن من ضلالات شيوخهم الكبار ، ابن عربى و الشعرانى و البوصيرى و الحلاج و الغزالى - قبل توبته من الضلال - كذلك فليتخلوا عن أفكارهم بشأن اعتبار أولياء الله الصالحين محدثون من قبل الله، مثلهم فى ذلك مثل الأنبياء ، وبالتالى قيامهم برفع ما ادعى بعض هؤلاء الأولياء أنهم تلقوه من علم ، على طريقة
( حدثنى قلبى عن ربى )، إلى مرتبة الحديث الشريف أو الحديث القدسى ، مع أن الله أتم دينه و شريعته على الناس بموت نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم أبدا لن يفعلوا، لأن ذلك يعنى سقوط مذهبهم الفاسد و نهاية طرقهم الخارجة عن شرع الله ورسوله .
اللدنيون الألداء
وبتفصيل أكبر نجد أن الفكر الصوفى يضفى على مريديه قداسة غير عادية لا ينالها حتى الأنبياء و الرسل .. فهم يفسرون النص الشرعى على أنه له ظاهر و باطن أما الظاهر فلا يكتفى به إلا أهل الشريعة من علماء (الدرجة الثانية) من جامعى الأحاديث كمسلم و البخارى والنسائى ...وفقهاء أهل السنة إلخ ، أما الباطن فلا يدركه إلا ( الواصلون الخواص ، المتصلون بالملأ الأعلى ، المطلعون على المكتوب فى اللوح المحفوظ بأيدى ملائكة الرحمن ، مما لم يعرف عنه أحد شيئا قبلهم ) !!!
تلك هى آراء كبار علماء الصوفية و شيوخهم ، وفى ذلك خروج تام عن الملة لأنهم بذلك يعتبرون أنفسهم من الأنبياء ، إضافة لكونهم من الأولياء ، بما ينسبونه لأنفسهم من علوم و عهود مقدسة ، لا يطلع عليها سواهم - بزعمهم - ناسين أن تلقى البشر لأى شيئ من علوم الدين قد انتهى بنهاية عهد النبوة ، التى لم يبق من أماراتها سوى الرؤيا الصالحة التى لا تعدو مجرد كونها بشارة خير أو هدى أو ثبيت لصاحبها على ما هو عليه من الحق ، ولا تحمل فى طياتها أية علوم شرعية يلزم على البشر اتباعها، ولا تعدو كونها جزءا من 36 جزءا من النبوة بنص الحديث الصحيح ، لأن كل ما أراد الله لنا أن نتلقاه من العلم قد بعث به إلينا عن طريق الأنبياء وآخرهم محمد - صلى الله عليه و سلم - وأنه ليس بعد ذلك أثارة من علم ، وبحيث لم يبق سوى الإجتهاد فى فهم وتطبيق ما لدينا من نصوص ، بما لا يخرج عن الإتباع المطلق على مر العصور وحتى قيام الساعه .
وفى هذه النقطة تحديدا يمكن استنباط أن ( العلم اللدنى ) الذى يحدث الله به بعض خلقه بعد انتهاء عصر التبليغ و النبوة لا علاقة له بمنهج التكليفات بافعل ولا تفعل ، سواء بالنسبة للعقيدة أو العبادات أو غيرها ...
ولو افترضنا - جدلا - صحة ما توصل إليه مشايخ الصوفية من علم لدنى ، فإنه لا يمكن مضاهاته بالعلم الشرعى من حيث التصديق و الإلتزام به ، لأنه لا يوجد أى دليل شرعى يمكن تطويعه لخدمة ما ادعوا أنه علم لدنى موهوب لهم من الله ، وبالتالى لا يمكن اعتباره – بفرض صحته - سوى مفردات لعلاقة خاصة بين عبد وربه .
ويكذب أهل الصوفية ايضا عندما يدعون أن النبى صلَّ الله عليه وسلم، كانت له أيضا علوما لدنية ، فالقرآن الكريم يرد عليهم مسبقا فى قوله تعالى:
" يا أيها النبى بلغ ما أنزل إليك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته ".
والواقع يؤكد أن الرسول لم يعص الله فى أمره هذا فى أى أمر من أمور الدين ، ولو كان هناك علما لدنيا اختصه الله به ، فليس فى هذا العلم ما يمت بصلة للمنهج الشرعى بجميع شقائقه من عقيدة وعبادات ومعاملات، إلخ .
على هذا الأساس لا يجوز (لأهل الحقيقة)بزعمهم، الإدعاء أن علومهم اللدنية - بغض النظر عن صحتها من عدمه - أرقى من العلم الشرعى (علم الظاهر) كما يطلقون عليه ،بدليل أن ما كان يفتح به الله على أحد من الصحابة فى عهد النبى كما كان يحدث مع عمر بن الخطاب ، لم يكن يعتد به إلا بعد عرضه على النبى لأقراره أو تركه ، لكى يكتسب مثل هذا العلم صفة الشرعية ، وهو ما ينبغى عمله على كل من ادعى أن لديه علما لدنيا أو فتح من الله، فعليه عرضه على الكتاب و السنة الصحيحين فإن وافقهما صدقه وإن خالفه علم أنه من الشيطان ،مع الوضع فى الإعتبار أن ذلك (التحديث) يستحيل أن يتضمن شيئا إضافيا من الدين وإلا يكون بذلك قد افترى على الله ، إما برفع نفسه لمرتبة النبوة التى تعد الوسيلة التى سخرها الله لنشر دينه بين عباده، و إما بتكذيبه لما ورد فى القرآن من أن الله عز وجل قد أتم على الأمة دينها الذى ارتضاه لها .
كما ينبغى على كل من حدثه قلبه عن ربه بشئ أن يدرك أنه لا يمكن أن يفوق مكانة الرسول عند ربه ، وهوالشرف الذى ادعاه لأنفسهم كثير من شيوخ الصوفية زورا وبهتانا ، عندما زعموا أن الله قد اختصهم بما لم ينبئ به غيرهم من نصوص يقيمون بها بعض العبادات ، كالأوراد الخاصة بعبادة الذكر ، مدعين أن فيها من المنافع ما يفوق ما ورد فى نصوص الحديث النبوى المذكورة فى صحيح السنة ، خاصة تلك التى يزعمون أنهم قد توصلوا عن طريقها إلى اسم الله الأعظم - دونا عن النبى صلَّ الله عليه وسلم!!!
بل أن بعضهم زعم أنه قد علم من الله - مباشرة - اسمه الأعظم الذى إذا دعى به استجاب (!!) وهم بذلك يكونوا قد ارتكبوا جرمين عظيمين ، أولهما ادعاء تلقيهم لعلم يفوق ما تلقاه الرسول ، وثانيهما اعتبارهم انفسهم أفضل مكانة عند الله من مكانة النبى محمد ، بل و من مكانة صحابته المقربين و على رأسهم أبوبكر ( صديق الأمة ) وبن الخطاب، الذى لو لم يكن محمد هو نبى هذه الأمة لكان هو - رضى الله عنه - نبيها بنص قول النبى - صلَّ الله عليه و سلم - وغيرهم كثيرون رضى الله عنهم أجمعين ، وهؤلاء هم خير خلق الله بعد الأنبياء وهم أهل خير القرون على الإطلاق ، فكيف يمنع الله مثل هذا العلم الراق عن خير أهل الله فى الارض، ليمنحه لمن هم دونهم بلا استثناء وبلا أدنى جدال ؟؟؟
ومما هوجدير بالذكر أن الله قد حجب اسمه الأعظم عن نبيه، بدليل أنه - صلَّ الله عليه وسلم - كان يتوسل به فى دعائه إلى الله دون ان ينطق به صراحة ، ولو كان قد علمه لبلغه لأمته لا ريب ، فهو ما كان يضن عليها بما يستجيب الله به دعاءهم، وهو صلى الله عليه و سلم الرحمة المهداة للعالمين.
كذلك ومع تسليمنا بحقيقة العلم اللدنى الذى يهبه الله من يشاء من عباده، فإن الكذب كل الكذب أن يأتى بشر بعد انتهاء عصر النبوة ( نوح-محمد ) وانقطاع خبر السماء والوحى، ليزعم انه قد أتى بما يعتبره مضاهئا للمنهج السماوى الذى أتمه الله على عباده بصريح النص القرآنى، لأن مثل ذلك العلم المزعوم يفتقد جميع الأدلة الشرعية التى تلزمنا بتصديقه و اتباعه والعمل به ، بدءا بالمصدر المروى عنه ذلك العلم، مرورا بالسند ، وصولا إلى النص ذاته ، حتى لو كان النص مجرد ورد خاص من الأذكار، أوصيغة محددة للصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم .
وعلى ذلك فلا يوجد ما يلزم بتصديق من أتى بعلم ، يزعم أنه قد توصل إليه عن حديث ربه - عز وجل - إليه شخصيا، أو أن قلبه قد حدثه عن ربه به أوعن طريق لقاء جمعه ( يقظة ) مع النبى فقال له يا فلان افعل ولا تفعل ، أو بلغ عنى الأمة بكذا و كذا ..(!!)
* فصل الخطاب إذن أن الله قد جعل محمدا - صلَّ الله عليه و سلم - خاتما لأنبيائه، الذين فرض على الناس تصديقهم و اتباع ما أرسلوا به، فمن آمن دخل الجنة ومن كذب دخل النار ..
أما هؤلاء "اللدنيون الألداء " فلا حق لهم علينا بتصديقهم ،
بقدر ما يقع عليهم من عبء إثبات صحة ما لديهم بالأدلة الشرعية، وذلك سواء من جهة صدق ما جاءوا به ، أومن جهة صدقهم هم أنفسهم ، وهم أبدا لم يفعلوا ولن يفعلوا ... بالتالى فلن ينطرد أحد من رحمة الله تعالى، إن اعترض على ما جاءوا به، بل لا وزر عليه أمام الله الذى لن يحاسب أحدا من خلقه إلا بميزان الكتاب والسنة اللذان أتى بهما محمد صلى الله عليه وسلم، دون زيد أونقصان.
أكذوبة الخضر
تعد قضية "العلم اللدنى" مدخلا مناسبا لقضية أخرى ذات صلة وثيقة ، وهى قضية "الخضر" الذى قال لموسى - عليه السلام - أنك على علم علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم علمنيه ولا تعلمه ، كما جاء فى الحديث الصحيح .
وباعتبار أن علم موسى هو العلم الشرعى وأن علم الخضر هو العلم اللدنى - كما يقول أهل الصوفية - ففى ذلك دليل على ان العلم اللدنى ليس بأفضل من نظيره الشرعى وأنهما قد يتساويان على أفضل الفروض ، بينما الحقيقة الواضحة دائما أن العلم الشرعى أهم و أبقى - إن لم يكن أفضل من العلم اللدنى، فبه يقيم الله الحكم و الحجة على عباده فى الدنيا و الآخرة ، وقد وصفه الله فى كتابه العزيز بالنور والهدى و الشفاء، وهو الذى يتضمن سنة الله فى خلقه و على أساسه يحاسب الله عباده يوم القيامة ، فمن تعلمه وعمل به على الوجه الأكمل دخل أعلى مراتب الجنة و من جحده وتركه كلا أو جزءا، دخل النار بحسب ما قصر فى حق هذا العلم من تصديق بالقلب والعقل وعمل بالجوارح .
فكيف يقارن هذا العلم الجليل بآخر يدخل فى إطار ( الكرامة ) التى يختص بها الله بعض عباده ، وبما لا يعنى ذلك الإختصاص أنهم أفضل من الأنبياء أو الصحابة .
وبالمعيار ذاته ، لا يمكن أن تكون منزلة "الخضر" عليه السلام – إذا كان محدثا - بأفضل من الأنبياء ، وإن كان نبيا فهو ليس بأفضل من الرسل أصحاب الكتب السماوية ، بما فيهم أولى العزم .
ولا يمكن تصور خروج الخضر ذاته عن الإلتزام بالعلم الشرعى والعمل به والحساب يوم الحساب أمام الله على أساسه ، وما كان معنى اختصاص الله له ببعض علمه الغيبى ( اللدنى ) أن يكون بوسعه الخروج عن شريعته سبحانه ، و هو ما قتل الغلام وما فعل الذى فعل ، إلا ائتمارا بأمر ربه "وحيا" أو "نفثا فى الروع" فى زمن النبوة ، بالتالى لا مجال لأن يأتى دعى من أدعياء الصوفية وغلاتهم ليقول أن لديه من العلم اللدنى ما يغنيه عن الحاجة للعلم الشرعى، الذى يطلقون عليه ( علم الظاهر )بل وأنه بوسعه الخروج عن تعاليم هذا الأخير ، ليصبح من حقه ارتكاب ما شاء من الفواحش وترك ما شاء من فروض وعبادات، بحجة أنه (واصل ) وأن هذا الوصول إلى الله يجعله فوق العوام من البشر!!
* وتعد مسألة "الخضر" من المشتبهات التى لم تتوافر فى صحيح الكتاب والسنة مادة كافية بشأن تفسيرها تاريخيا على الوجه الأكمل ، بالتالى لا ينبغى لمسلم أن يخوض فيها إلا بحسب ما توافر لديه من أدلة تحقيق شرعية .
ومعلوم أن ما ورد بالقرآن عن الخضر لا يزيد عما ورد عن قصة " ذى القرنين "، و كلاهما كان محدثا أو نبيا أو على الأقل على درجة مميزة من العلم ، لكن الصوفية خاضوا فى قضية الخضر تحديدا حتى غلوا فيها واعتبروها أساسا من أسس عقيدتهم التى يزعمون فيها قدرة الإنسان على الإرتقاء قربا من الله إلى أن يصير وليا له ،فيصل إلى ما لم يصل إليه أحد من البشر بما فيهم الأنبياء والرسل من علم و تواصل مع الله عز وجل .
ثم زادوا فادعوا أن الخضر يطوف الصحارى ويحضرمجالس الذكر ويجتمع بالأولياء و يلقنهم الأذكار وجها لوجه ، وذلك برغم موته منذ مئات السنين !!
والرد على ادعائهم كونه أعلى من الأنبياء بما اختصه الله من علم غيبى ، نستند فيه إلى ما ورد فى القرآن من نص صريح يشير إلى أن الله لا يطلع على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ... فما يعد الخضر إذن - كعبد صالح - إلا أن يكون نبيا أطلعه الله على ما شاء من علمه، وهو بدوره ما لا يعدو كونه صفة من صفات النبوة ، التى تصنف فى درجة أقل من مرتبة الرسالة، وإلا فهو - أيضا كمجرد عبد صالح - مهما بلغ مقامه رقيا، لن يبلغ مبلغ الأنبياء ، ناهيك عن الرسل ( خير خلق الله ) .
أما الرد على كونه حيا فنص الحديث الصحيح ينسف هذا الزعم نسفا ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما : أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد .. ( رواه مسلم ).
ومن قبل ذلك كله تأتى الآية القرآنية النافية قطعا لخلود عبد من عباد الله ، نبيا كان أم وليا، ولو كان أحدا أولى بذلك الخلد لكان النبى محمد بلا أدنى شك .
وحتى - على سبيل الجدل وبفرض كونه حيا - عليه السلام ، فهل كان ممكنا أن يأتى عليه زمن الوحى ولا يأتى لرسول الله مبايعا ولا ينضم تحت لوائه مجاهدا، وهو - صلى الله عليه وسلم - قد بويع من الإنس والجن وكان إماما لكل الأنبياء فى إسرائه ببيت المقدس ؟
وهنا يجدر أيضا ذكر ما ورد فى صحيح الحديث ايضا عندما غضب رسول الله لما رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحفا من التوراة، حيث قال له " لو أن موسى بن عمران كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى " .
عودة إلى الجاهلية
كان هذا بالنسبة للشق الخاص بالعبادات من الدين، أما الشق الأخطر وهو الخاص بالعقيدة، وتأتى خطورته من كونه متعلقا باتهام صريح بالشرك بدرجاته، موجه إلى كل من انتمى للطرق الصوفية، وهو الشرك الذى وعد الله أهله بأنهم لا مغفرة لهم بلا استثناء ، فى مقابل وعده - سبحانه - بمغفرته مادون ذلك من ذنوب مهما عظمت لمن شاء .
* و الأدلة على صدق ذاك الإتهام تتحدى كل من يظن فى نفسه قدرة على الدفاع عن منهج أهل الصوفية ، و أول هذه الأدلة هو اتخاذهم "أولياء" من دون الله ، يصرفون إليهم جانبا من عبادتهم ( شرك أكبر ) كالنذر والذبح والدعاء وطلب الغوث و طلب قضاء الحوائج كالزواج و الإنجاب ودفع الضر والإستشفاء ، إلخ .
والمعلوم بالضرورة أن كل ما سبق يدخل فى شق العبادات التى لا ينبغى توجيهها إلا لله وحده ، بينما من وجه شيئ منها لغير الله فلا فرق بينه وبين أول قوم مشركين فى التاريخ ( قوم نوح ) الذين كانوا أول من صرف جزءا من عبادتهم إلى الموتى من الصالحين، وهم مثلهم فى ذلك كمشركى مكة الذين استباح الله ورسوله دماءهم لا لشيئ إلا لأنهم عبدوا مع الله آلهة أخرى ليقربوهم - عبثا و زورا - إلى الله زلفا و ذلك رغم إقرارهم به -سبحانه - ربا خالقا ورازقا !!
* لا اختلاف إذن بين العقيدتين، عقيدة أهل الجاهلية وعقيدة أهل الصوفية من هذا المنحى ، فقط تغيرت الأسماء و الوسطاء والشفعاء والآلهة ، ليتخذوا لقب ( الأولياء ) وهم بذلك - أى أهل الصوفية - يتحدون سواء بعلم أم بجهل ، كلام الله الوارد فى كثير من آياته :
"إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك و انحر"
(فالذبح لا يكون إلا لله ).
_" إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا "
( فالدعاء عبادة ، و العبادة لا تكون لصالح ميت و لا ولى فى ضريحه ، بل هى كلها حق لله وحده ).
ثانى الأدلة هو اتخاذهم الأولياء وقبورهم كوسائط ووسائل للتقرب إلى الله (شرك أصغر) فهم يزعمون أنهم يدعون الله وحده ، بينما هم يعمدون للذهاب إلى تلك الأضرحة بحجة أن سكانها الموتى بيدهم من الأمر شيئ، وأن فى وسعهم نقل توسلاتهم إلى الله وضمان تحقيقها ، كما فى أقوالهم الشريرة مثل ( شيل لله يا كذا ) وما تلك إلا وسيلة إلى الشرك بالله لكنهم لايعقلون ....
وهم لا يسعهم دفاعا عن بدعهم الشركية هذه، إلا ادعائهم أن توسلهم لا يختلف عن توسل الصحابة - رضى الله عنهم - بنبيهم صلى الله عليه وسلم، إلا أن هذا الإدعاء يدحض نفسه بنفسه ،
وبالدليل من صحيح السنة وأثر السلف الصالح، فالصحابة لم يتوسلوا بنبيهم إلا وهو مازال حيا بينهم أما بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - فلم يثبت أبدا فى أثر صحيح قيام أحد الصحابة أو التابعين بالتوسل إلى الله برسوله الميت، بل الواقعة الشهيرة ، المذكورة فى كتب الصحاح من الحديث وبطلها عمر بن الخطاب ، تثبت عكس ذلك ،عندما أجدب المسلمون فى عهد خلافته ، فخرج بقوم منهم إلى الصحراء، ودعا الله بقوله : اللهم إنا كنا نستسق بنبينا و إنا الآن نستسق بعمه العباس .
ولم يكن التوسل فى زمن النبوة ، إلا بأسماء الله الحسنى و بالعمل الصالح وبدعاء عباد الله الذين يظن فيهم الخير ، طبقا لما ورد فى الحديث الصحيح عن الثلاثة الذين الذين دخلوا كهفا ، فسقطت عليه صخرة سدت بابه، فتوسلوا لله بصالح اعمالهم .
أما دعاء الموتى والتوسل بهم لقضاء الحوائج و التقرب إلى الله ، فهو من البدع الشركية ، و لا يوجد نص واحد صحيح يبيحها، ولوكان فيه خير لما (ضل)عن النبى صلى الله عليه و سلم أن يخبرنا عنه لأنه لم يترك شيئا وإن دق يقربنا إلى الله إلا وعلمنا إياه .
وبالعودة إلى القاعدة الفقهية التى أجمع عليها العلماء ، و هى أنه لا يجوز استحلال شيئ من الدين إلا بنص ، فإنه بالتالى يمكن بسهولة إدراك أنه لا يوجد نص واحد من الكتاب أو السنة يبيح صراحة التوسل بالموتى وهى البدعة الشركية التى يتبناها ظلما وعدوا أهل الصوفية ومن حذا حذوهم (كالشيعة) !!
أمر آخر فى هذا الشأن وهو أن التوسل إلى الله يعد بلا شك من العبادات ، والعبادة لا تصح إلا إن كانت بأمر محدد وعلى هيئة محددة منصوص عليها فى الكتاب والسنة و بدليل شرعى على أن النبى فعلها أو قال بها أو أقرها، وليس من سنة النبى إطلاقا أن نتوسل إلى الموتى أيا كانوا ومهما كانوا صالحين .
الحضرة المزعومة
وللصوفية تبريرغريب لتوسلاتهم الشركية تلك، مفادها أن هناك فارق شاسع بين العوام من العباد و بين أولياء الله الصالحين، وأن العبد العادى بما معه من ذنوب ومعاص لا يصح له أن يطرق باب ربه هكذا من تلقاء نفسه ، بل لابد له من وسيط (شفيع ) مقرب إلى الله !
والرد على ذلك يكون بقول الله تعالى بأنه سبحانه وبحمده أقرب إلى عبده من حبل الوريد ... وأنه بنص الحديث الصحيح (أفرح بتوبة عبده العاصى من عبد فقد دابته فى الصحراء وعليها زاده ومتاعه، وعبثا بحث عنها حتى يأس وحفر قبره واستعد لموته، فنام ثم استيقظ على وقع حوافر دابته بجواره ليجدها عند رأسه) .
فالله يفتح باب رحمته غير المشروطة أمام جميع عباده ، حتى لو بلغت ذنوبهم عنان السماء وقراب الأرض ، وهو جدير بأن يغفرها جميعا برحمته إن شاء و لا يبالى ولم يقل أبدا سبحانه أنه يسأل طارق باب مغفرته "هل معك أحد من أوليائى الصالحين؟"!!
أما بشأن النبى ذاته ، فهو ميت ككل الموتى من البشر الذين توفاهم الله مع فارق أن جسده الشريف لا تأكله الأرض .
والثابت أن الموتى أجمعين يكونون على درجة خاصة من الإدراك بالروح وهى الدرجة التى تجعلهم يشعرون بعذاب القبر ونعيمه ، حيث يرون بوسيلة لا ندرك كنهها مقاعدهم من الجنة أو الناء وهم أيضا لهم صلتهم الخاصة بعالم البشر من الأحياء بدليل أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ،كما أن دعاء الولد الصالح ينفع والده فى قبره و يشعر الميت برحمة الله مع هذا الدعاء ، وكذا قيام بعض الأحياء بأداء بعض العبادات و المناسك كالحج ووهبها للموتى فيجدون أثرها الطيب بإذن الله .
وليس بعيد عن الأذهان أن الشهداء أحياء يرزقون فى حال لا يعلم كنهها إلا الله، برغم أن اجسادهم تتحلل وتفنى تماما، على عكس الأنبياء التى حرم الله على الأرض أكل أجسادهم ، وهو ما يسرى على محمد و على غيره منهم عليهم السلام أجمعين، أى أنها ليست كرامة خاصة فقط بالنبى - صلى الله عليه وسلم .
إذن ليس الأنبياء وحدهم الذين هم على درجة من الإدراك تمكنهم من الإحساس بما يدور على الأرض ، وعلى هذا الأساس يمكن التوصل إلى تفسيرمتوازن حول علاقة الأنبياء الذين توفاهم الله بنا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال يسمع صلاتنا عليه من أى مكان على ظهر الأرض، ولكن لا مجال للتواصل معه - صلَّ الله عليه وسلم - إلا عبر الرؤيا الصالحة، أيضا كما ورد نصا فى الحديث الصحيح ، بينما لا دليل شرعى وحيد على وسيلة أخرى للتواصل معه بحجة طلب الشفاعة منه، لأنه لن تقوم لشفاعته قائمة بعد موته إلا يوم القيامة و هى شفاعة مشروطة برضى الله، وهى المقام و الوسيلة التى علمنا الرسول أن نطلبها له من اللهفى حياتنا الدنيا عسى أن يستجيب الله ،و لكى يقوم بها النبى صلَّ الله عليه وسلم ، من أجل أمته لينقذها من عذاب الله يوم الحساب، أما قبل ذلك فلا شفاعة له ولا لغيره من موتى الصالحين .
ومن ذلك السياق يمكن تفسير إعتقاد الصوفية الفاسد فى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بإمكانه حضور مجالس الذكر ( حلقات السماع ) بصفة شخصية ، ومن هنا جاءت الألفاظ التى جرت على ألسنة العوام مثل "حضرة النبى" ... وفى هذا تغييب للوعى وتعطيل للعقل و إلغاء للنقل، لأن النبى - صلَّ الله عليه و سلم - عندما أوصى صحابته بكثرة الصلاة عليه حتى بعد مماته لأنها تعرض عليه، سأله عمر بن الخطاب قائلا "وكيف تصلك صلاتنا وتعرض عليك وقد أرمت ؟ "
فرد عليه النبى - صلَّ الله عليه وسلم - بأن الله يرد إليه روحه عند كل صلاة عليه ليرد عليها ، بالتالى فالأمر محدود و مؤقت بصورة إعجازية من عند الله عز و جل، فيرد الروح للجسد الطاهر فقط لرد السلام ثم يستعيدها ثانية ، وذلك بذات القدرة الإلهية على أن يسمع سبحانه دعاء كل العباد فى نفس اللحظة ، وكذا على أن يجعل صاحب الجسد المتحلل فى قبره أن يشعر بعذاب القبر أو بنعيم الجنة إلى قيام الساعة .
ولم ينبئ النبى - صلَّ الله عليه وسلم - أبدا أنه سيكون حاضرا بروحه وجسده معا فى أى مكان على وجه الأرض لأن مكان جسده هو القبر، أما روحه فبيد الله يردها ويستعيدها كيف ووقتما شاء .
ولو كان الأمر بهذه السهولة ، وأنه بمجرد تلاوة بعض الأذكارلعدة مئات أو حتى ملايين المرات يحضر النبى ليجلس مع الناس بنفسه ، فما إذن كانت الحاجة لأن يموت أصلا ؟؟ وهل من المعقول أن يحضر النبى بنفسه لشيوخ الصوفية ولا يفعل الشيئ نفسه مع أقرب صحابته ، وهم الذين كانوا ليسوا فقط أفضل من هؤلاء ولكن ايضا أحوج منهم إلي وجوده خاصة فى المحن
والفتن الرهيبة التى مرت بهم من بعد موته .
كما أنه وفى دليل على عدم انتقال النبى من قبره بعد مماته ، حديث صحيح ينص على أن الله قيض ملائكة تنقل السلام إليه من أى بقعة من بقاع الأرض، وذلك دون أى إشارة إلى أن بإمكان المسلم استحضار معية نبيه (يقظة أو بجسده الشريف) إلا مناما فى رؤية صادقة، وبما ينفى قطعيا أى دليل على إمكانية الإلتقاء بالنبى و تلقى الأذكارو الأوراد عنه ، وهو يعيدنا إلى ما سبق إثباته من أن الدين قد أتمه الله على أمته من خلال نبيه قبل موته - صلَّ الله عليه وسلم - وأنه لم يستبق علما لديه بصورة خاصة عن أمته، بل أبلغ إليها كلما وصل إليه من ربه .
دليل آخرعلى كذب ادعاءات الصوفية التى تفتقر لأى دليل صحيح من الكتاب أو السنة، فإن النبى بعد موته - صلى الله عليه وسلم - لم يعد على أى درجة من التواصل العملى مع أمته ، فهو لا يدرى من منها يستحق شفاعته ، بينما وعندما تقوم الساعة و يأتى المسلون إليه طلبا لشفاعتهو الشرب من حوضه، ( يفاجأ ) بملائكة يحولون بينهم و بين الحوض ، فينادِ يارب : أمتى أمتى ... فيقال له إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك .
وفى حيث آخر يحمل ذات المعنى ، صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه (يميز) أفراد أمته من بين الناس يوم القيامة ، بكونهم يأتون غرلا محجلين من أثر الوضوء ... أى أنهم لا يعلم شيئا أو احدا إلا من وما علمه قبل مماته، أما فى مماته - صلى الله عليه وسلم - فهو لا يعلم أحدا إلا من أراد الله له الإلتقاء بروحه - صلَّ الله عليه وسلم - فى منام ذلك العبد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.