في هذه اللحظات تظهر قيمة عبارة ان "الكلمة أمانة" ومن لا يستطيع أن يزن كلماته فالصمت خير له. رسالتي للرئيس ألا ينتظر فالساعات القادمة تشكل مستقبل الوطن كما يبدو وكفاك انتظارا .. واعترف باخطائك وانت تحاسب الآخرين على أخطائهم .. ولا تسكت عن العنف من جانب مؤيديك بل كن حازما حادا واضحا في رفضه وتجريمه دون أي لبس .. فهذا أهم من كل ما دونه في هذه اللحظة الفارقة رسالتي للقوات المسلحة: منع إراقة الدم المصري أمانة في أعناقكم .. وعدم استخدام ذلك لتحقيق مكاسب سياسية مسؤولية أنتم أهل لها .. والانحياز فقط لمصر واجب لا فضل لأحد فيه. لا تكونوا طرفا في لعبة العنف .. فلن يسامحكم التاريخ ولا المستقبل على خطأ فادح كهذا .. وننأي بكم ان تستدرجوا في لعبة العنف .. أو أن تنتظروها لتحقيق مكسب لكم. نثق أنكم لن تفعلوا هذا .. بل ستمنعون مصر من الإنزلاق نحو العنف. رسالتي للتيار الإسلامي: هذه لحظة مباديء وليست لحظة تكتيكات .. حفظ الدين مقدم على كل ما سواه .. والناس تكاد تفقد ثقتها بالدين بسبب التكالب على السلطة من البعض وسوء الأداء من البعض .. وسوء الأدب من البعض .. وسوء النية من البعض .. ولا يصح أن يجتمع كل ذلك وتعطي له شرعية "حماية الدين" فلا هذا من الدين .. ولا هذه التصرفات من "حماية الدين". عودوا إلى المباديء خيرا لكم وخيرا لمصر. العنف جريمة .. حتى لو تلبست هذه اللحظات بلباس حفظ الدين .. فليس هناك ما يهدد دين مصر ولا دين أهل مصر .. فمصر بخير وأهلها بخير وقيم هذا الوطن يحفظها الله وليس سلاح فريق أو تيار أو حشد جماعات .. مصر بدينها محفوظة بحفظ الله قبل أن تولد كل هذه الجماعات وباقية بدينها محفوظة بعد أن تمضي كل هذه الجماعات .. مصر ليست في حربا دينية فلا تفسدوا عقول الناس .. وإنما هو صراع سياسي حول السلطة فلا تلبسوه شعارات تؤدي إلى العنف. رسالتي للمعارضة الشريفة: وهي أغلب المعارضة .. لا تستدرجوا إلى فخ العنف لخدمة مجرمين يريدون اسقاط مصر وليس اسقاط الرئيس. العنف ليس طريق الثورة المصرية ولم يكن أبدا أحد أدواتها. حافظوا على أغلى ما تملكه مصر وهو دم اولادها .. وعلى نقاء ثورتها .. وعلى سلامة نيتنا .. احذروا من يجركم نحو العنف. وليست المعارضة الشريفة من يستخدم العنف طريقا للاعتراض على الحكم .. لا هذا من الشرف ولا هو من المعارضة. رسالتي لقادة الخراب: أنتم خدم كل ظالم منذ عقود مضت .. تدعون الثورة ولستم الا عالة عليها .. لم تقدموا لمصر طوال عامين سوى الخيبة والاثارة والقفز على مقاعد المعارضة لجمع المال والرقص على جروح الوطن. لا أعني بحديثي الشرفاء ولكن من يتصدرون مشهد الخراب .. لا أنتم شرف للمعارضة .. ولا أنتم شرف لمصر .. ومكانكم محفوظ في مزابل التاريخ .. فلا تجمعوا مع هذه الطوام سوء الخاتمة بالولوغ في دم أبناء الوطن .. او التحريض على إثارة العنف في الوطن. رسالتي إلى شباب الثورة: العنف ليس معركتنا .. وهذه الثورة ملكها الحقيقي لشباب الثورة من كل التوجهات .. المعركة مع كبار يستغلون الشباب لتبقى مصر عجوز عاجزة .. الكبار يستقطبونكم لتحاربوا لهم معاركهم هم .. وليس معركة مصر من أجل التقدم .. لا تكونوا جنودا في معارك العجزة من الكبار .. عودوا قادة لثورتكم أنتم .. فهي ثورة قد قفز عليها الكبار .. واستولى عليها جيل الهزيمة بدلا من ان تكون ثورة لجيل النصر .. العنف لم يكن سلاحا لكم ابدا أيها الشباب .. ثوروا على الكبار .. ولكن لا تستخدموا العنف أيدا فهو سلاح الحمقى عندما يستخدم ضد أبناء الوطن .. هو سلاح من يريدون تشويه ثورة مصر .. وتوظيف حماسكم لخدمة أغراض الكبار من القافزين على السلطة والمتشبثين بها. إلى كل شباب مصر: هل تذكرون تلك اللحظات التي زالت فيها حواجز الكبار وأوهام الفرقة بين أبناء الوطن .. يومها قررنا أن نجتمع فقط على هوية مصر المحترمة وحبها. هل تذكرون في الميدان عندما وقفت الشابة المسيحية تصب الماء للشاب المتدين المسلم كي يتوضأ للصلاة .. هل تذكرون لحظة اختلط على أرض التحرير دم القومي مع المتدين مع الليبرالي من أجل مصر .. هل تذكرون لحظة أحاط شباب المسيحيين بصدروهم زملائهم من المسلمين لحمايتهم حتى ينتهوا من الصلاة .. هل تذكرون لحظة التفاف الجميع حول فكرة نهضة مصر .. ولحظة نزل الجميع لتنظيف شوارع الوطن .. لم يكن هذا خيال أو وهم .. كان نتاج ثورة حقيقية لم تتبن العنف .. ولم تقبل بأفكار العجائز العجزة من الكبار .. بل ثارت عليها .. ورفضت أن تكون ترساً في ماكينة أظماع الكبار في الحفاظ على السلطة .. يومها انتصرت إرادة مصر لأنها ارتبطت بنقاء إرادة الشباب .. فلا تكونوا اليوم ترسا في ماكينة الطامعين في السلطة .. ولا ترسا في ماكينة المتشبثين بالسلطة .. عودوا ترسا في ماكينة نهضة مصر .. قودوا الشارع نحو التغيير .. وليس نحو العنف .. العنف لم يكن طريقكم أبدا .. فلا تدعوا العجائز العجزة من الكبار يستخدمونكم لتحقيق أطماعهم .. مصر أولى بجهدكم .. ومصر تستاهل .. ولا تكونوا أبداً سبباً في إراقة الدم بمصر .. أيها الشباب .. يا امل مصر في غد أفضل .. لا تقبلوا بالعنف طريقا .. فالعنف لا يلد إلا عنفا. د. باسم خفاجي