هنالك قوى ستعمل على إجهاض ثورتنا من مضمونها من خلال: - إستثمار المنابر الإعلامية وخاصة التلفزيون والتي تلهث وراء الإثارة، لإحداث أكبر قدر من الإنقسامات والشرذمة لحرف دور الإعلام الحر في نشر الشفافية ومكافحة الفساد إلى تجريح صورة القائمين على الشأن العام وإهانتهم، بدعوى حرية الرأي. - تعميق الاستقطاب السياسي عبر شخصنة الخلافات والخطاب الوقح والتخوين والتكفير، وإقحام الخلافات الدستورية حول دور الدين وحكم الشريعة ومن ثم دفعهم إلى أبعد نقطة في الفراق، بحيث يتعذر العيش المشترك. - نهب مؤسسات الدولة ووقف التصدير إلى الخارج، الأمر الذي من شأنه إغلاق الكثير من المصانع وزيادة عدد العاطلين وتشجيعهم للانخراط بالمظاهرات أو في أنشطة تخل بالأمن. - تشجيع الإضرابات والاعتصامات والعصيان المدني وإقناع أكبر عدد ممكن من الأهالي بأن أمانهم مفقود، ليس في عيشهم فقط ولكن في حياتهم أيضا. - إطالة فترة العدالة الإنتقالية بما فيها التعويض السريع العادل وشغل الحكومة بالصراعات بدلاً من العمل الفوري في معركة الإغاثة وإعادة البناء، لكي يصبح إسقاطها احتمالاً وارداً. - السماح بالإنتقامات الطائفية الخارجة عن القانون والنزعات العرقية ومن ثم تغييب الحس الوطني لتمرير مشاريع تقسيم مدعومة من الأممالمتحدة بدعوى منع التطهير العرقي للأقليات. - توفير الغطاء السياسي للعنف والتفجيرات العشوائية والإغتيالات لإتاحة الفرصة أمام القوى المناوئة للثورة لكي تسهم في توتير المجتمع وترويع السياسيين. - خنق السلطة الجديدة إقتصادياً للتحكم بقراراتها عبر التباطؤ في ترجمة الدعم والمساعدات الخارجية إلى حيز التنفيذ وابتلاع الحسابات البنكية المجمدة والسماح لأصحابها بتبيض الأموال المنهوبة عبر شراء العقارات في الخارج بدعوى عدم مقدرتهم على تتبع هذه الأرصدة. - تشجيع الإقتتال الداخلي عبر السماح لقوى خارجية بدعم مجموعات عسكرية متعددة، لكي يصبح الاحتكام إلى السلاح أحد البدائل المطروحة لحسم الخلافات. - جعل الحاضنة الشعبية للثورة تترحم على النظام الأمني السابق وتقبل ببقاء فلوله بالسلطة، من خلال خطاب جديد يخيرنا بين حكم العسكر الديكتاتوري الفاسد والضامن لأمن الحدود وأمن المواطن الشخصي والمعيشي وبين الحرية والنظام الإنتخابي ودولة القانون. إن انتشار قنوات التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت والوعي والإنضباط الرائعين الذي أظهره أبطالنا حتى اليوم، ووجود قيادات دينية وطنية سبق أن حاربها أو همشها النظام، وذات تأثير، وواعية لما طرحته أعلاه، كفيل إن شاء الله بإحباط من يريد اختطاف أو إجهاض الثورة!