حيث يمكن للجميع ان يشارك ، لكن لا يحالف الحظ الا القليل كى يتمكنوا من السفر و المشاركة فى البرنامج و الوقوف على أول الطريق نحو المليون ريال .. هنا تبدأ قصتى مع برنامج من سيربح المليون . بصراحة كانت مفاجأة سارة ( أقصد مفرحة يعنى .. مش سارة بتاعت الفيس بوك ) أن ألاقى نفسى مرشح لمسابقة برنامج : من سيربح المليون ، وانى أكون فى ضيافة الاعلامى الأشهر عربياً /جورج قرداحى ، انا سعيد برحلة سفرمجانية و إقامة شاملة فى فندق خمس نجوم وكل دا على حساب المؤسسة الاعلامية الراعية للبرنامج ، ودا أكتر حاجة شجعتنى على السفر ، وعلى رأى المثل: أبو بلاش كتّرْ منه ، وأبو فلوس إبعد عنه بعد الاستقبال فى المطار والوصول للفندق وخلافه من أمور ما علينا من سردها دلوقتى ، تانى يوم كانت المسابقة و لقيت نفسى داخل الاستوديو المهيب و الأضواء المركزة على أماكن بعينها ،وبقية أركانه يغطيها ظلام حالك .. كلكم عارفينه طبعا ، بدأ جورج قرداحى فى شرح نظام المسابقة ،ورغم معرفتى التامة بنظامها إلا اننى أردت سماعه مرة أخرى حباً فى الظهور لأطول فترة ممكنة على الشاشة من جهة ،وكذلك الجلوس فى الاستوديو المكيف من جهة أخرى .. الجو كان حر بره لأننا كنا فى الصيف. بدأت الاسئلة السهلة فى البداية و اللى تشبه أسئلة الألغاز والمسابقات التى تبثها الفضائيات العربية ،والمصرية تحديداً ، أسئلة من نوعية : كم عدد أصابع قدم الانسان ؟ ، ما هى ثمار أشجار المانجو ؟! وإن كنت أتذكر أنها لم تكن بمثل هذه السذاجة والسطحية ، لقد كانت أكثر عقلانية، على أى حال مرت الاسئلة السهلة بأمان، ثم انتقلت الى مرحلة الصعوبة فى الاسئلة ، صحيح أن الاجابات كانت ( تولد بعد مخاض عسير لفتات الأفكار داخل رأسى ) ما عليك من الجملة اللى بين الاقواس دى .. انا واخدها من قصة قصيرة كنت كاتبها زمان ! ، لكن عموماً كنت بجاوب مرة بالحظ ،ومرة باستخدام احدى وسائل المساعدة ،ومرة اخرى كان كمبيوتر المسابقة يفوّت السؤال ويدخل على السؤال التالى ،وقبل أن تتسرع وتتهم الكمبيوتر بالكوسة والمحسوبية ، عاوز أقولك انه لم يتم برمجته فى مصر ! اسمح لى أكمل الجزء الباقى بالعربية الفصحى : ) فجأة وجدت نفسى أمام أخر سؤال للوصول الى المليون ،وأعطانى جورج قرداحى شيكاً بمبلغ نصف مليون ريال ، بدأت الأحلام تراودنى حول ما سأفعله بهذا المبلغ الضخم (على الأقل ضخم بالنسبة لى ، فهو تافه بالنسبة لأخرين) ، وبدأت أشياء كثيرة تلمع فى عينى: سيارة ، فيلا ، رفاهية ، شركة ، رصيد فى البنك ، سفر للخارج ، … إلخ وجدت نفسى استنفذت كل سبل المساعدة ، فجمعت بقايا حظى ولملمت شجاعتى وإخترت إحدى الاجابات ثم أكدتها بعبارة (جواب نهائى) ، بدأ المذيع يمارس طريقته الصامتة القاتلة قبل أن يعلن الاجابة ، وبدأت الخلفية الموسيقية المثيرة فى الانطلاق ، وكل الحضور وانا منهم كنا فى حالة ترقب شديدة ، لحظات قليلة تفصلنى عن المليون ..وبينما الجميع فى صمت وصوت الموسيقى يعلو ويعلو .. وجدت شيئاً ما يهزنى .. يهزنى بقوة شديدة لدرجة اننى سقطت من على الكرسى .. صوت مفزع يردد : (أحمد ..أحمد ..إصحى .. الساعة بقت تسعة ) ! أيه اللى جاب الصوت دا فى البرنامج ؟ فتتحت عينى لأجد نفسى ساقطاً من على السرير(كرسى المسابقة) داخل غرفتى التى لم تعرف الجو المكيف يوماً (الاستوديو المهيب والمكيف) ، والتى يدخلها ثنايا من ضوء النهار مركزة على أماكن معينة نتيجة كسر فى شباكها المتهالك ، والأغرب هو اننى كنت أمسك فى يدى بفاتورة تليفون بقيمة 500جنيه ، مؤكد أن تلك الفاتورة كانت الشيك الذى أعطانى إياه جورج قرداحى ، قصدى محصل الفواتير !
بقلم / احمد مصطفى الغر للتواصل تويتر: @AhmedmElghor