القدس - خاص ل"مصر الديدة" - أعلن رئيس الكنيست الجديد، يولي أدلشتين، يوم أمس الثلاثاء، في مقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أن شيلي يحيموفتش هي رئيس المعارضة في إسرائيل، بعد موافقة أغلبية أحزاب المعارضة على تعيينها. وسترأس يحيموفتش معارضة كبيرة، تحوي 52 عضوا في الكنيست، وتشمل الأحزاب الآتية: حزب "العمل" (15 مقعدا)، شاس (11)، يهدوت هتورا (7)، ميرتس (6)، القائمة العربية الموحدة (4)، الجبهة (4)، التجمع (3)، وكاديما (2). وصرّحت يحيموفتش في خطابها الأول كرئيسة للمعارضة في إسرائيل، والتي ستتصدى للائتلاف الحكومي الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنها ستقود أحزاب المعارضة لتكون " بديلا للحكم". ولم تنتظر يحيموفتش كثيرا حتى تبدأ بمهماتها كرئيسة للمعارضة، والتي ستقف بالمرصاد لقرارات الحكومة الجديدة، لا سيما القرارات التي تتعلق بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في إسرائيل، قائلة بأسلوبها اللاذع "وزير المالية الجديد، يائير لبيد، رفع خلال المعركة الانتخابية راية دعم التعليم العالي والطلاب الجامعيين"، وأردفت " والآن بعد أن جلس على كرسي وزارة المالية دقيقتين، لمن يتوجه أولا؟ للطلاب الجامعيين!"، وتساءلت شيلي "أين الحياء؟". واتهمت رئيسة المعارضة الحكومة الراهنة بأنها تعتزم تكريس عدم المساواة في المجتمع الإسرائيلي، واصفة الائتلاف الحكومي بأنه يؤمن بالرأسمالية المتطرفة. ويذكر أن وزير المالية جديد العهد، يائير لبيد، زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، نشر على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن الأخبار حول رفع نفقات التعليم العالي في إسرائيل لم تتم بأوامره، وأنه يعارض الفكرة أساسا. ولكن يحيموفتش لم تقبل هذا الادعاء، وعلّقت على أسلوب لبيد، الذي يفضل التواصل مع الجمهور الإسرائيلي عبر "فيسبوك" بدل أن يظهر في قاعة الكنيست ليطرح منظوره الاقتصادي بوضوح، قائلة "استعمال "فيسبوك" لا يمكن أن يكون بديلا للبرلمان"، داعية لبيد إلى أن يحضر إلى الكنيست ليجيب عن أسئلة مصيرية تتعلق باقتصاد الدولة، وأن لا يختبئ وراء "فيسبوك". وتقول يحيموفتش في مقابلاتها الصحافية، وهي نفسها صحفية مرموقة في السابق، إن وظيفة المعارضة هي "توجيه تحدٍ حقيقي للحزب الحاكم وتقديم بديل له"، وليست مجاملته. وعيّنت يحيموفتش فور اعلانها رئيسة المعارضة رجل اقتصاد ليرأس مكتبها، في إشارة إلى أولويات المعارضة في عصرها. وأوضحت في مقابلات صحافية أنها لن تقود معارضة لأجل المعارضة، بل تعهدت بأنها "ستقف وراء قرارات الحكومة إن كانت القرارات إيجابية من منظور المعارضة". وتصدرت يحيموفتش أخبار الإعلام الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، بعد أن هاجم قسم من زملائها في حزب "العمل" أسلوبها، أثناء جلسة اللجنة المركزية للحزب. وقال عضو الكنيست إيتان كابل، والذي يقف على رأس المعارضة ليحيموفتش في الحزب، إن يحيموفتش "تفرض الدكتاتورية داخل الحزب بأساليب ديموقراطية". وأضاف كابل أن يحيموفتش قامت بتعديلات في الدستور الحزبي من شأنها أن تكرس سلطتها، وأن "حزب العمل تحول إلى حزب يحيموفتش". وكان كابل أول المهاجمين ليحيموفتش في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن شيلي هي سبب فشل الحزب في الانتخابات الأخيرة، وأن تركيزها على القضايا الاجتماعية وتجاهلها للقضايا السياسية باء بالفشل. ورفضت يحيموفتش هذه الادعاءات موضحة أن حزب "العمل" يتمتع بديموقراطية ليست لها مثيل، وأشارت إلى أن المعهد الإسرائيلي للديموقراطية قرر أن "حزب العمل هو أكثر الأحزاب ديموقراطية في إسرائيل"، وأضافت أنها "تفضل ضجة الديموقراطية على هدوء الديكتاتورية". أما فيما يتعلق بشركاء يحيموفتش، فهناك الأحزاب الدينية (شاس، ويهدوت هتورا) التي وجدت نفسها في المعارضة عنوة، وهي تشاطر يحيموفتش حربها ضد الموازنة المتوقعة، حتى أن بعضهم هدد بأن جمهور "الحريديم"، المتشددين دينيا، لن يدفع الضرائب إن اختارت الحكومة الراهنة مواجهته اجتماعيا وسياسيا، وهناك الأحزاب العربية التي ترفض أن تكون جزءا من الائتلاف الحكومي تاريخيا، وتعد يتحيموفتش يسارا اقتصاديا، أي أنها ستحارب من أجل الأقليات في إسرائيل، وثالثا هناك حزب ميرتس، رمز اليسار السياسي في إسرائيل، الذي يرى تجاهل يحيموفتش للقضايا السياسية أمرا مرفوضا. ويذكر أن يائير لبيد في خضم تحضير موازنة للعام المقبل، وتُجمع التقديرات على أن الموازنة المتوقعة ستتسم بالتقشف وبتقليص ميزانيات عديدة في الدولة، مما سيضع لبيد في عين العاصفة في إسرائيل قريبا. وقد أوضح لبيد أن فلسفته الاقتصادية ستضع المواطن العامل في المركز، ما ينسجم نوعا ما مع منظور يحيموفتش، التي تحارب من دون انقطاع من أجل الطبقة العاملة في إسرائيل.