الرئيس مغادرا الخرطوم البشير : إنشاء منطقة للصناعات المصرية في الخرطوم الخرطوم .. وجاويش يحذر من سايس بيكو جديدة
الرئيس مرسي خلال المؤتمر الصحفي
غادر الرئيس محمد مرسي الخرطوم عائدا الى القاهرة في ختام زيارته للسودان التي استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس البشري وعدد من كبار المسئولين ورؤساء الأحزاب تستهدف تحقيق التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان، كما حضر اجتماع مجلس الاعمال المصري السوداني والتقى بمجموعة من أبناء الجالية المصرية في السودان للاستماع الى مشاكلها.
أكد الرئيس محمد مرسي، في مؤتمر صحفي في ختام زيارته للسودان: إن المناقشات تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث تم الاتفاق على البناء على الرصيد الإيجابي بين البلدين والشعبين، والاستفادة من الطاقات والإمكانيات المتوافرة. وأضاف: "رأيت البسمة والإخلاص والمحبة مما يوضح الحب والعلاقات القوية بين مصر والسودان.. اتفقنا على إقامة مشروعات مشتركة خاصة في الزراعة والثروة الحيوانية، والبنية الأساسية وصولاً للتكامل الاقتصادي.. أكدنا ضرورة تكثيف الجهود لمضاعفة التجارة والعمل على إقامة منطقة صناعية مشتركة بين البلدين". أكد الرئيس مرسى خلال المؤتمر الصحفى الذي عقده بمطار الخرطوم على تعزيز وتقوية الراوابط التاريخية بين البلدين ، من خلال إقامة مشروعات مشتركه خاصة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية ، بما يضمن توفير الأمن الغذائي لكلا البلدين ، بالإضافة إلى مشروعات البنية الأساسية وتنمية الموارد البشرية وصولا إلى تكامل إقتصادى حقيقي بين البلدين . وأوضح الرئيس مرسى أنه تم تكثيف الجهود من أجل مضاعفة حجم التجارة والإستثمارات خلال السنوات المقبلة والعمل على الإسراع على اتخاذ خطوات تنفيذة الخاصة بإقامة منطقة صناعية مشتركة بين البلدين. وأشار إلى أنه تم الإتفاق على إنشاء مزرعه بحثية لتكون بمثابة بيت خبرة للمستثمرين في مجال الزراعة على مساحة 500 فدان ، وعمل شبكة ملاحة بحرية مشتركة ، وعمل بروتوكول سياحى في الإستثمار السياحى والتسويق الدولى ، وإنشاء منطقة صناعية في شمال الخرطوم على مساحة 2 مليون متر مربع . والتعاقد مع العديد من المصانع في مجال تدوير المخلفات وإنتاج الطاقة وصناعة الوقود الحيوى والدواء. وأكد الرئيس مرسى أنه تم الإتفاق أيضا على ترفيع مستوى اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة بحيث تصبح على مستوى الرئيسين في البلدين ، وعقد الدورة المقبلة في القاهرة دفعا لمسيرة التعاون وتحقيق مشاركة إقتصادية حقيقية بين البلدين ، وأشار الرئيس مرسى إلى دولة ليبيا ، متمنيا أن يكون هناك تعاون مشترك في المستقبل بين مصر والسودان وليبيا وأوضح الرئيس مرسى أن فتح الطريق الطريق الأول شرق النيل وقد تم اتخاذ قرار بفتح هذا الطريق أمام المواطنين والسلع ، والطريق الثانى وهو الطريق الغربي سيتم فتحه خلال شهور قليلة وسيتم إكتماله ، كذلك بالنسبة لطريق ساحل البحر الأحمر ، لاشك أن ذلك سيفتح الطريق ، أمام التكامل الإقتصادى والتنموى ، وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين . وأكد الرئيس مرسى مجددا على موقف مصر الداعم لأمن واستقرار السودان الشقيق ، وأمنه واستقراره ، وعلى موقفنا المساند لجهود السودان وجنوب السودان من أجل تسوية كافة القضايا المعلقة بشكل توافقى بما يسهم في تعزيز التعاون والسلام بين البلدين وجهود الإستقرار والتنمية في المنطقة . وشدد الرئيس مرسى على إلتزام مصر بمواصلة جهودها في دعم اتفاق الدوحة للسلام في دارفور ، وبما يحقق التسوية الشاملة والنهائية للقضية ، فضلا عن دعم مصر لمؤتمر إعادة إعمار وتنمية دارفور بالدوحة الذي سيعقد بعد أيام قليلة ، وكذلك الجهود التى تستهدف إعمار شرق السودان . وأوضح الرئيس مرسى أنة تم مناقشة عدد من القضايا الأقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية ، حيث تم التأكيد على ضرورة مواصلة دعم الشعب الفلسطينى في حقه المشروع في إقامة دولته المستقله طبقا لقراره بإرادته . كذلك تم إستعراض الأزمة السورية الدامية ، وسبل الوصول لحل لوقف نزيف الدم في هذا البلد ، وتم الإتفاق فيما بيننا على ضرورة سرعة إنهاء هذه الأزمة حقننا للدماء وبما يضمن وحدة وسلامة الأرض السورية. من جانبه أكد الرئيس السودانى عمر البشير أنه تم إتخاذ قرار بإنشاء منطقة للصناعات المصرية في الخرطوم ، وتم تحديد المساحة المختصة لها و تسليم الخرائط للجانب المصري حتى تكون تحت تصرفه، بالإضافة إلى المشروعات الزراعية والصناعية . وقال الرئيس البشير خلال المؤتمر الصحفى المشترك ، إن العلاقات مع مصر مرت بمراحل تنخفض وترتفع فيها وتيرة العلاقات الرسمية ، لكنها لم تؤثر على العلاقات بين الشعبين . وأشار الرئيس البشير إلى أن هدف الحكومة في البلدين هو إزالة العوائق من أمام المواطنين في كلا البلدين لإتاحة الحرية الكاملة لتنقل الواطنين والسلع . وأوضح أن العوائق التى كانت موجودة في الماضى هى عدم وجود تواصل بين الطرق ، والذي عمد الإستعمار الى ذلك حتى لا يتم التواصل . وتابع قائلا: حاليا يوجد ثلاثة طرق أسفلتية للتواصل بين البلدين، الطريق الأول شرق النيل وهو أكتمل تماما ، وقد تم اتخاذ قرار بفتح هذا الطريق أمام المواطنين والسلع ، الطريق الثانى وهو الطريق الغربي خلال شهور قليلة سيتم إكتماله ، كذلك بالنسبة لطريق ساحل البحر الأحمر . كما أن هناك برنامجا لعمل طريق سكك حديدية بين البلدين وتجاوز العقبة التى خلفها الإستعمار ،من حيث إختلاف الخطوط بين البلدين ، عن طريق عمل فواصل بين الخطين .
هموم مشتركة من جانبه، قال الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس مرسي، إن اللقاء بحث الهم العام بين السودان ومصر وتم التداول حول تطوير العلاقات السودانية المصرية. وأكد الزبير أنه لم يسمع من الرئيس المصري بمبادرة تختص بتوحيد الإسلاميين السودانيين، واستدرك قائلاً "المساهمة في توحيد القوى السياسية الوطنية في السودان وجمعها في برامج لتحقيق السلام ونبذ العنف مقبول من الجميع خاصة الرئيس ونائبه الأول لتوحيد الصف الوطني. وفي سياق متصل، قال مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد رئيس جبهة الشرق، في تصريحات صحفية عقب لقائه بالرئيس مرسي ، إن اللقاء تناول الكثير من القضايا التي تهم البلدين الشقيقين والعلاقات الأزلية المتجذرة وكيفية تطويرها وتعزيزها في المرحلة القادمة. وأضاف موسى أن اللقاء تناول كيفية تذليل العقبات في مثلث حلايب والعودة لحالة ما قبل 1995، مشيراً إلى أن الرئيس مرسي وعد بتذليل كل العقبات والمشاكل وإزالة التحديات في المنطقة. من جانبه، أوضح رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية د. الصادق الهادي المهدي، أنه طرح على الرئيس أهمية التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان على أن تسمى منطقة حلايب بحبايب. وطالب نائب رئيس حزب الأمة الفدرالي الطاهر الرقيق بضرورة وجود علاقة استراتيجية بين مصر والسودان وتنشيط الدبلوماسية الشعبية والعمل الحزبي بين الشعبين الشقيقين. وتوقع الرقيق أن يكون لزيارة الرئيس مرسي للبلاد لها مابعدها في مجال دفع علاقات البلدين. وفي السياق ، نفى القيادي بحزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس مرسي ، ضمن سلسلة لقاءاته بالقوى السياسية السودانية، أن يكون الرئيس المصري قد تقدم بمبادرة بشأن الحوار بين الحكومة والمعارضة. وأكد ناصر أن مرسي أبدى اهتمامه بالأمر وجدد حرصه على أنه سيعمل كل مافي وسعه لمعالجة ما يجري في البلدين. من جهتها، رحبت الحركة الشعبية تيار السلام بزيارة الرئيس مرسي للسودان ، وأكدت د. تابيتا بطرس القيادية بالحركة الشعبية تيار السلام في تصريحات صحفية عقب اللقاء أهمية التواصل بين السودان ومصر في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستثمار. وشددت على ضرورة تبادل الخبرات والاهتمام بتدريب الكوادر في البلدين . واعرب الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لشئون الحزب عقب لقائه بالرئيس مرسي عن سعادتهم كحزب لهذه الزيارة املا ان تفتح الزيارة آفاق جديدة للتعاون السوداني المصري في كافة المجالات علي المستوي الرسمي والشعبى لخير البلدين وتفتح ابوابا جديدة للتعاون . وقال د. نافع انهم سوف يبذلون قصارى جهدهم من عمل سياسي واقتصادي مع القوي والاحزاب السياسية المصرية بكافة توجهاتها لتأسيس علاقة شعبية عميقة متأصلة بين الشعبين الشقيقين لتكون دعماً لكل المجهودات الرسمية والشعبية لتوسيع قاعدة التواصل وتوظيف خبرات البلدين لمصلحة شعبيهما. واضاف د. نافع ان الرئيس مرسي تحدث عن مؤتمر الاحزاب الافريقي الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري والذي نطمع ان يكون علي مستوي افريقيا من اجل حشد الجهود الحزبية والشعبية لتحول سياسي يعمل على التواصل بين الدول الافريقية لكى يتحقق الاستقلال الكامل لمدخرات افريقيا ويدفع الي مزيد من التعاون ويؤسس تعاون بين الدول الافريقية فى مجالات تبادل الخبرات والتجارب. وأوضح ان الرئيس مرسي شجعنا علي المضي قدما فى طريق التواصل السياسي بين الاحزب السودانية والمصرية وان يكون الحوار عميقاً لتحقيق الاستقرار في البلدين من اجل عمل سياسي تكون الارادة والقرار عند الشعوب في دورات انتخابية متتالية . واضاف نافع اننا نعلم تحديات التحول السياسي الضخم في مصر الذى سيتحول الي منهجية ثلثة للتعامل علي اسس مرضية بين البلدين ، مشيدا بالعلاقة الازلية التى تجمع بين شعبى وادى النيل . وقال عقب لقاء وفد الأحزاب للرئيس مرسي أن الطريق نحو الوحدة بين الشعوب العربية يبدأ بتحسين المناهج الدراسية وضرورة استثمار العلاقة بين الشعوب في أن تكون هي الاساس . ووصف جاويش زيارة مرسي للسودان بالتاريخية وقال أنها تؤسس لوضع جديد بين الأقطار العربية . واشار جاويش إلي المحاولات المستمرة لتقسيم البلاد العربية والإسلامية علي غرار معاهدة سايكس بيكو.