تلقى نظام الأسد ضربة موجعة أخرى عقب انشقاق جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، وأحد أبرز الشخصيات المسيحية المقربة من الأسد والذي دافع عنه طيلة 21 شهراً مضوا من عمر الثورة، كذلك أعلن تسعة قضاة من محافظة إدلب انشقاقهم عن النظام السوري وانضمامهم إلى مجلس القضاء السوري الحر وذلك تنديداً بمجازر النظام ورفضاً لأساليبه القمعية وأعلن مجموعة من كبار قادة المعارضة العسكرية تشكيل مجلس القيادة العسكرية المشتركة العليا السورية وانتخاب هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية بقيادة العميد سليم إدريس وذلك من أجل تنظيم صفوف الثوار بشكل أفضل والاستعداد لإدارة شؤون البلاد في ما بعد سقوط النظام
وأعلنت كتيبة البراء العاملة في دمشق أنها استولت على شاحنة عسكرية لجيش النظام في كمين نصبته لها على طريق المطار كانت محملة بألبسة وأقنعة ومعدات واقية من السلاح الكيماوي في إشارة واضحة على قيام النظام بتوزيع المعدات اللازمة لوحداته المقاتلة من أجل شن هجوم كيميائي ضد قوات المعارضة، هذا وأفاد ناشطون أن فتاتان كانتا قد لقيتا حفتهما في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق بسبب استنشاقهن لغاز سام حسب ادعائهم
تطوّرات الثورة وقد احتدمت الاشتباكات في مختلف أنحاء البلاد وكان أعنفها في ريف دمشق حيث وجهت كتائب الثوار المرابطة حول مطار دمشق الدولي تحذيراً إلى جميع المدنيين وشركات الطيران بعدم الاقتراب من المطار بعد إعلانه منطقة عسكرية، وبالفعل فقد تعرض المطار لقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع فيما دارت اشتباكات في البلدات المحيطة به وعلى طول طريقه البالغ طوله 20 كم، كذلك واصل الثوار هجومهم على مطاري منغ العسكري في ريف حلب ودير الزور الحربي في محافظة دير الزور في مؤشر واضح على أن الثوار باتوا يركزون بشكل كبير على استهداف السلاح الأقوى للنظام أل وهو سلاح الجو وذلك من أجل تقليص فارق القوة بينهما، ويقول محللون إن سيطرة الثوار على مطار دمشق سيكون انتصاراً معنوياً واستراتيجياً كبيراً بالنسبة للثوار الشيء الذي من شأنه أن يعطيهم الدافع على نقل المعركة إلى قلب العاصمة دمشق بشكل أقوى
من ناحية اخري وصل عدد اللاجئين السوريين حتى اليوم إلى ما يقارب النصف مليون لاجئ مسجلين جميعهم لدى الأممالمتحدة، وكذلك وصل عدد النازحين والمشردين داخل البلاد إلى حوالي 2.5 مليون نازح بينهم مليون على الأقل لم يتم الوصول إليه جائع حسب تصريح منظمة الغذاء العالمي، وقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن غضبه وحزنه الشديدين لما شاهده من معاناة اللاجئين السوريين وعدم توفر المساعدات اللازمة للتعامل مع الأزمة المتفاقمة، ووصف بعض الصحفيين الذين زاروا مخيمات اللاجئين بالكارثية بسبب البرد القارس والأمطار الغزيرة التي أغرقت خيمهم بالوحل بسبب الأمطار الشديدة
الاقتصاد فيما بلغ حجم التداول التجاري في المناطق السورية الحرة التي تقع على حدود البلاد 56 مليار ليرة سورية في الأشهر العشرة الأولى محققاً انخفاضاً كبيراً بالمقارنة مع السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يبلغ حجم التجارة في المناطق الحرة لهذا العام 67 مليار ليرة سورة أي أقل بما يعادل 40% عن السنة الفائتة وتعاني البلاد نقصاً حاداً في الوقود والسلع الأساسية وسط انقطاع شبه تام للكهرباء في بعض المناطق كما هو الحال في ريف دمشق وحلب وإدلب ودير الزور حيث تدور اشتباكات بشكل دائم منذ الصيف الماضي، فعلى سبيل المثال، تعاني حلب من حالات ازدحام خانقة على أفران الخبز حيث بات الناس يقفون في طوابير طويلة لساعات طويلة جداً تزيد عن ست ساعات مع استمرار انقطاع الكهرباء والاتصالات بشكل تام في أغلب أحياء حلب الشيء الذي يزيد من الوضع سوءً وتعقيداً، كما ارتفعت أسعار المحروقات فقد وصل سعر ليتر المازوت إلى 200 ليرة وسعر ليتر البنزين إلى 150 ليرة وبلغ سعر أسطوانة الغاز أكثر من 3600 ليرة حيث بات الناس يستخدمون الفوانيس القديمة لإنارة المنازل واستخدام المواقد التي تعمل على الكاز في الطبخ وشهد الأسبوع الفائت موجة غير مسبوقة من التحذيرات الدولية لنظام الأسد وتوعده بالعقاب الشديد في حال إقدامه على استخدام الأسلحة الكيمائية ضد شعبه، فقد صرح أحد كبار المسؤولين الأميركيين لقناة ال إن بي سي الإخبارية أن جيش النظام قد قام بالفعل بتحضير غاز السارين وتعبئته بالقذائف وهو بانتظار الأوامر من الأسد لاستخدامها، عَقب ذلك تصريحات من كل من أوباما وأعضاء حلف الأطلسي والأممالمتحدة حذروا الأسد مما أسموه بعواقب وخيمة في حال سولت له نفسه أن يستخدم تلك الأسلحة في أي حال
وشهد هذا الأسبوع انسحابات دبلوماسية وأممية بالجملة بعد أن قررت الأممالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية تقليص أو تعليق تواجدها الدبلوماسي في سورية مع ازدياد تدهور الأوضاع الأمنية حول العاصمة دمشق، فقد أعلنت كلاً من هنغاريا، وجمهورية التشيك ورومانيا سحب دبلوماسييها حتى إشعار آخر