لكل فعل رد فعل ولكن حينما يكون الفعل شعبياً من داخل أمعاء الوطن وبقوة مليونية جامعة القاهرة التي أذهلت فضائيات العالم، وبقية ميادين المحروسة التي احتشدت تأييداً لقرارات الرئيس، فإن الحديث بعد ذلك عن أن الرئيس منحازاً إلى “عشيرته” على حساب الغالبية من جماهير الشعب يكون باطلا بطلان دعوة ممدوح حمزة إلى شراء “100 كلوت” لمؤية الخيام في التحرير. رد الفعل على التأييد الجارف الذي عبرت عنه حناجر ملايين المصريين يوم السبت جاء على لسان الزميل حسين عبد الغني الناطق الإعلامي لما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطني والتي تضم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل الرئيس.!
الزميل حسين عبد الغني حينما فشلت محاولاته أن يكون ناطقا إعلاميا بإسم الثورة، رغم محاولات قفزه على “استيدج” جماعة الإخوان في ميدان التحرير أكثر من مرة وتشبثه المستميت ب”المايك”، وشعوره المرَّ بخروجه من المولد بلا حمص، جعله يقفز على الطرف الثالث الذي أعطاه المايك وخلع عليه لقب الناطق الإعلامي لجبهة الإنقاذ الوطني، ولو شئت الدقة فقل جبهة إنقاذ الحزب الوطني.!
الزميل حسين عبد الغني الذي اشتهر اسمه على موقع التواصل الإجتماعي بسبب فيديو شهير ظهر فيه في صحبة ابن المخلوع جمال مبارك، والنبرة الحميمية التي قال فيها جمال للزميل ” رد انت عليه حسين”، كان في اجتماع ضم ممدوح حمزة مورد الكلوتات لمؤية الخيام والدكتور محمد البرادعي راعي الهولوكوست وحقوق البوذيين في الدستور، وذلك للتوافق فيما يخص تنظيم صفوف المعارضة.!
وفي اغلب الظن أن اجتماع مثل هذا لابد ان يسفر عن شئ..أي شئ عدا ان يكون وطنياً، وهو ما كان واضحاً في البيان الرابع لجبهة انقاذ الحزب الوطني التي عقدت قمتها في رحاب حزب الوفد الذي لم تمر أيام قليلة على الصفعة التي تلقاها رئيسه السيد البدوي في ميدان التحرير والتي لم تفلح كريمات الحروق في إزالة آثار الأصابع الخمسة من على قفا رئيس الحزب الذي أدخله موسوعة جينيز كأول قفا سياسي في ميدان احتله خليط من المعارضين والفلول.
البيان الكربلائي الذي يأتي في سياق الإستعداء الذي يمارسه فريق الخيام اتهم رئيس الجمهورية بالتصرف الغير المسؤل حينما أعاد الحق إلى أهله آمراً باستفتاء الشعب على الدستور، واعتبروا الاستفتاء في حد ذاته باطلاً في استحقار واضح لإرادة الشعب..أليس الشعب يا نخبة الخيام سيد قراره؟!
البيان أيضاً اشترط مسمار جحا المسمى ب”التوافق الوطنى” وهي كلمة حق يراد بها باطل، حيث ان المنسحبين من الجمعية التأسيسية انسحبوا بمحض ارادتهم لم يطردهم احد، بل الانسحاب تم بعد عودة عمرو موسى حاملا رسالة من وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيني ليفني التي قابلها في رام الله قبل قصف غزة الأخير بأسبوعين جاء فيها ” العمة تقول أربكوا مرسي وانسحبوا”، وبالفعل انسحبت الكنيسة بلا مبرر ومعها رموز مئوية الخيام.
وهو مالم يحدث ، لقد فضل الرئيس ان يتصرف كرئيس لكل الشعب فأعطى الشعب حريته في التصويت على مواد دستور كتبته نخبة منتخبة من مجلس الشورى، تضمنت أكادميين في مجالات شتى سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية ودينية على مدار 6 أشهر كاملة، كانوا يعملون أحياناً 16 ساعة في اليوم، إفطارهم الفول والطعمية وغدائهم وعشائهم الكشري وطواجن المكرونة.!
الرئيس لم ينحاز إذن لا إلى عشيرته كما يدعون، ولا إلى مئوية الخيام التي لا تعبر إلا عن فلول النظام ونخبة عنصرية تكره كل ماهو إسلامي، بل تصرف كرئيس منتخب لكل المصريين منحازاً إلى الشعب التى خرجت مليونياته مؤيدة للإعلان الدستوري وللاستفتاء على الدستور، ورغم ذلك لم نسمع عن مقر ناصري او ليبرالي او مراكسي أو شيوعي تم اقتحامه وحرقه، ولم يحرض احد على ذلك عكس ما فعل رموز مئوية الخيام. الرئيس يا سادة يتخذ واثقا بالله ثم بالشعب الذي انتخبه بالأغلبية الخطوات خطوة تلو الخطوة لتسليم السلطة للشعب عبر دستور يتم التصويت عليه ومجلس شعب منتخب عوضا عن الراحل الذي تم التآمر عليه، وهو غير مكترث بالسب والشتم والتهديد والوعيد الصادر من رموز تيار انقاذ الحزب الوطني او مئوية الخيام او اجتماع السفيرة الأمريكية بهؤلاء في مقر حزب “القفا” الوفد سابقاً.
الرئيس يا سادة شعبيته بأفعاله المنحازة للشعب رصيده وشعبيته وشرعيته السياسية تزداد يوما بعد يوم بين المصريين، وبعض الذين غسلت أدمغتهم عصي السحرة أمثال الإبراشي وآل اديب وأبوحملات وخيري ومحمود سعد، أبهرهم تصرفات هذا “الديكتاتور” الذي قلص صلحياته في الدستور ويكافح لتسليم السلطة للشعب والثأر من قتلة الثوار.
ان جبهة انقاذ الحزب الوطني لا تعبر إلا عن مخاوفها من ساعة الحساب التي حان وقتها وسيف النائب العام لن يرحم فاسدا من العقاب بالقانون، كما ان ما سلب من قوت الشعب يجب ان يرد إلى الشعب، ولو كان الدستور فعلا قد كتبه “المرشد” كما يزعمون، فالشعب الذي قام باعظم ثورة ليس قاصرا ليقل له نعم أو لا.
اما دعوة جبهة إنقاذ الحزب الوطني على لسان الزميل حسين عبد الغني إلى التجمهر والاحتشاد فى مسيرات وتظاهرات أمام قصر الإتحادية فتلك دعوة صريحة للانقلاب على الشرعية، تتضمن رغبة في مصادمات قد يسقط خلالها ضحايا وتسال على دماء، ليتم توظيف المشهد عبر الفضائيات في ذبح الرئيس سياسياً واسقاط الشرعية.
كلمة أخيرة في أذن الزميل حسين عليك أن تصدق أن نظام مبارك سقط وان أرامله لن ينفعوك، وعليك ان تنسى طبطبة ابن المخلوع جمال مبارك على كتفك ودعابته التي قال لك فيها ” رد عليه انت يا حسين”، وعليك أيضاً إن كنت تفهم معنى الوطنية والرجولة والنخوة الا تكن ميكرفوناً لجبهة “الهولوكلوت”.