كشفت الجمعية المصرية لرفع الوصم وإزالة التمييز عن المرضي والمعاقين وشعارها " ابن النيل للتنمية " خلال بيان لها صدر أمس بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمرض الإيدز ، أن الغرض من اليوم العالمي للأيدز، الذي يُحتفل به في الأوّل من ديسمبر من كل عام ، هو حثّ الناس في جميع أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الأيدز والعدوى بفيروسه وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء. وذكر البيان أن هذا اليوم من أبرز الفرص المتاحة للشركاء من القطاعين العام والخاص لإذكاء الوعي بحالة الوباء والتشجيع على إحراز التقدم في الوقاية منه وعلاج مرضاه ورعايتهم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات وقوعه وكذلك في شتى ربوع العالم.
واشاد البيان بالشعار الذي رفعته منظمة الأممالمتحده لهذا العام " نريد أن نقضي على الإيدز قضاءً مبرماً فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات "، وتركيز الحملة العالمية لمكافحة الأيدز على "القضاء المبرم على وفيات الأيدز" إنّما يعني دفعة نحو إتاحة المزيد من خدمات العلاج للجميع؛ ونداءً موجهاً إلى الحكومات لحثّها على اتخاذ إجراءات فورية.
وهو أيضاً بمثابة طلب يدعو تلك الحكومات إلى الوفاء بالوعود، ويدعو الحكومات إلى السعي، على الأقلّ، إلى بلوغ الأهداف المتفق عليها فيما يتعلّق بالإنفاق المحلي على الصحة وخدمات مكافحة فيروس الأيدز دعماً لحقوق الإنسان وفي سبيل تحقيق أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية للجميع.
من جانبه قال أيمن محيى حمزة رئيس مجلس إدارة الجمعية : تواجه العديد من البلدان صعوبات اقتصادية، وإن كان أغلبها يسعى جاهدا للتوسع في إتاحة الأدوية المضادة للفيروسات، مشيرا الي أن الهدف المطلوب بلوغه بحلول 2015 يبدو الآن أكثر قابلية للتحقيق من أي وقت مضى.
وتابع لا تزال هناك فئات من الناس في جميع مناطق العالم لا تستطيع الحصول على الوقاية والعلاج من فيروس العوز المناعي البشري، ومنها على سبيل المثال الأطفال: إذ لا يستطيع سوى 28% من الأطفال الذين يحتاجون إلى مضادات الفيروسات القهقرية الحصول عليها فعلاً، مما يعني أنهم محرومون بشدة من هذه المضادات، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، منها أن العوامل الجغرافية في بعض الأحيان تزيد من صعوبة تقديم الخدمات. وكثيراً ما يشكل الوصم والتمييز والمسائل القانونية عقبات كبيرة أمام الحصول على الرعاية الفعالة.
وغالباً ما تكون الفئات الضعيفة والمهمشة والعاملون في مجال الجنس والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات ، وكثيراً ما يعاني المهاجرون من محدودية فرص الحصول على الخدمات الصحية، ومن ثَمَّ يكافحون من أجل الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها، بما فيها العلاج المضاد للفيروسات القهقرية. وأضاف الإيدز ليس مجرد مرض عضوي لكنه أيضا مرض اجتماعي ليس له حدود سواء جنس أو دين أو سن أو معتقدات ثقافية والدليل على ذلك أن في كل دقيقة يتعرض 4 أشخاص في العالم للإصابة به ، مشيرا إلى أن الحالات المكتشفة تتزايد ، وأن الزيادة في السنوات الأخيرة ليس سببها هو الإصابات الجديدة بقدر ما هو نتيجة التوسع في الكشف والرصد .
وأكد حمزة أن التعتيم الإعلامي الذي صاحب ظهور المرض في مصر عام 86 جعل المجتمع لديه مفاهيم كثيرة مغلوطة عن الإيدز ، وأصبح الجميع ينظر للمصاب بالإيدز على أنه بالضرورة غير مستقيم في ماضيه ، وللأسف هذا حكم غير صحيح في كل الأحوال فالفيروس كما ينقل عن طريق الممارسات الجنسية المحرمة ينقل عن طريق العلاقات الجنسية الشرعية بين الأزواج وينقل عن طريق التعرض لدم ملوث بواسطة الإبر والمحاقن خاصة لدى متعاطي المخدرات وعن طريق الحاجة لنقل الدم من مصدر غير آمن وغير موثوق .
وطالب حمزة بضرورة تغيير المجتمع المصري نظرته تجاه المتعايشين مع الإيدز ، لأن شعور المريض أو المتعايش بازدراء المجتمع سوف يحمله على عدم الاعتراف أو الإفصاح عن المرض لمن حوله الأمر الذي يعرض الجميع لكارثة انتشار المرض دون أن ندري ويصبح من المستحيل وضع أي مخطط استراتيجي لتحجيم الفيروس وبالتالي لابد من تقبل المجتمع للمتعايشين مع الإيدز مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع العدوى به .