الثأر وحوادث المرور فى حوار خاص مع محافظ أسيوط

اللواء نبيل العزبي: لسنا مسئولون عن حوادث الطرق و80%منها أخطاء سائقين
أجرى الحوار: حسن الهتهوتي (نقلاً عن أخبار الحوادث)
سجلت محافظة أسيوط منذ زمن بعيد أرقاماً قياسية لعدد قتلى الخصومات الثأرية، واشتهرت بالعديد من الشخصيات الإجرامية التي لن ينساها المجتمع المصري وهي مازالت حديث الشارع وعلى رأسها "خط الصعيد" و"عزت حنفي" أمبراطور النخيلة.. حتى أن اسم المحافظة أصبح مرتبطاً بالجريمة.. والثأر.. والتطرف.. ولكن هل ماتزال تحتفظ بماضيها.. وهل هناك جديد.. "أخبار الحوادث" التقت اللواء نبيل العزبي مدير أمن أسيوط السابق ومحافظها الحالي وأجرت معه هذا الحوار.
* · سيادة المحافظ.. لقد عانت أسيوط كثيراً من مفهوم"الثأر" فما السبب، وكيف يمكن القضاء عليه؟
الثأر يعتبر وباء متفشي في المجتمع الصعيدي عامة والمجتمع الأسيوطي خاصة وحصد أرواح الآلاف من الأبرياء ودمر أسر بكاملها وأرى أن الفقر له دور كبير في استمرار مسلسل الثأر فهو الذي يلد التطرف الذي يعتبر من أساسيات الجريمة، والحل الوحيد للقضاء عليه هي التنمية بمشتقاتها من تعليم وتعمير وهو مانقوم به الآن.
* · وماذا تقول لمن يتمسك بمفهوم الثأر وأصحاب المشاكل؟
أقول لهم لابد وأن تستخدموا الحكمة والعقل في حسم الأمور والرجوع إلى الواقع الديني لأنه هو الأمل والمنجاة في هذه الأمور، والتهور والعنف دائماً ما يكون نتيجتهما الحوادث والمردود في النهاية... صفر.
* · وما سبب تطور الجريمة في أسيوط ؟
الجريمة متطورة في العالم كله، والإستخدامات الإلكترونية أوجدت الجريمة الإلكترونية وهذه لم تكن موجودة، وسهولة الإتصال تسهل ارتكاب بعض الجرائم بل أن بعضها تنفذ بشكل كامل بوسائل اليكترونية، والآن وصل الحال إلى أن الشخص بإمكانه تشغيل وإدارة موقع إلكتروني كامل بالتليفون المحمول.
* هل مازال هناك قطاع طرق في أسيوط؟
لا.. هذا كان يحدث في الماضي ولكن الآن أصبحت طرق المحافظة أكثر أماناً وأجهزة الأمن استطاعت أن تنهي ذلك وتسيطر على الموقف تماماً ويمكنك أن تتجول بطرق المحافظة ليل نهار في آمان تام.
* · تشهد طرق أسيوط حوادث كثيرة يروح ضحية كل منها العشرات.. فماذا فعلتم للحد منها؟
لقد قمنا يتحويل طريق أسيوط الغربي من طريق فردي إلى مزدوج، وهو ما سيتم عمله أيضاً بالطريق الصحراوي الشرقي، كما قمنا بتطوير وتوسعة الطرق الداخلية وهناك طريق أسيوط سفاجا وسيساعد كثيراً في الحد من الإزدحام المروري على طريق أسيوط سوهاج، وهناك خطة كبيرة لتطوير طريق أسيوط الزراعي وهذا الواقع يحد من الحوادث الناتجة عن سوء الطرق مع أن الدراسات التي قمنا بها أشارت إلى أن 80% من حوادث الطرق سببها أخطاء السائقين وهذه المسألة خطيرة ولابد أن نهتم بها وأن نلقي الضوء عليها.. لأن سائقي السيارات وعلى رأسهم سائقي الميكروباصات دائماً مايكون معهم الكثير من الأرواح والمفترض أن يكونوا أكثر حرصاً في قياداتهم، وهو ما لا يحدث، ونحن بدورنا قمنا بعمل استراحة للسائقين بطريق أسيوط الغربي كي يأخذوا قسطاً من الراحة قبل مواصلة الطريق، وهناك عدة استراحات يُجرى انشاؤها حالياً بأماكن متفرقة بأسيوط، ولكن أرجع وأقول أن المشكلة لن تُحل إلا إذا إهتم السائقون بأرواح الركاب.
* هل يتم تأمين مستقبل المساجين عقب انتهاء فترة العقوبة؟
نعم فالمحافظة تدعم تشغيل الأنماط الصالحة وتتعاون مع وزارة الداخلية في ذلك حيث تقوم الوزارة بمتابعة السجين بعد خروجه ولا تتركه فنحن نحاول قدر الإمكان أن نوفر له حياة كريمة يستطيع من خلالها طي صفحة الماضي وبداية حياة جديدة وشريفة.
* · وما الذي تقوم به محافظة أسيوط لمكافحة الإدمان؟
هناك عدة مشروعات جادة لمكافحة الإدمان تقوم بها الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني وخطة محكمة لوزارة الصحة تنفذها مديرية الصحة بأسيوط بشكل حيوي، ولكن القضاء على هذه الظاهرة من جذورها هو مسئولية اجهزة الأمن.
* · هل تواجه الشرطة صعوبات في أسيوط؟
نعم فلقد قدم جهاز الشرطة الكثير من الشهداء أثناء تصديهم لتجار المخدرات والمفسدين وأشهرها أحداث مديرية أمن أسيوط عام 8أكتوبر 1981 عندما أقتحمت مجموعة متطرفة مبنى المديرية وقتلوا 118من ضباط وجنود الشرطة، كما يحسب للشرطة القضاء على العديد من البؤر الإجرامية منها أمبراطور النخيلة عزت حنفي.. وآخرها وكر أولاد عطيفي بالغنايم.
* · اخيراً.. كيف ترى اسيوط بعد 5سنوات؟
أراها مليئة بالمدن الصناعية التي توفر فرص العمل للشباب، وواقعها الحضاري متميز، وبها طرق جديدة ووسائل مواصلات متميزة.