أطفال الشوارع مأساة حقيقية.. على كورنيش النيل أطفال لم تتجاوز ال6 سنوات تعمل وترفض الذهاب الى المدرسة وآخرون بلطجية والأسرة تطالبهم بالمال، والمجتمع يرفض التعامل معهم. التقينا بعدد من هؤلاء الأطفال حيث أكدت "ش. ا" (15 سنة) أن والدتها تفرض عليها إتاوة وتطالبها بأن تسرح مرتين يوميا وتحدد لى المبلغ فهى لا تقبل أقل من 100 جنيه يوميا، وتضيف أنها تعرضت للخطف أكثر من مرة وأسرتها لم تهتم. وأشارت إلى أنها تحلم بالاستقرار والعودة إلى حضن الأسرة خاصة بعد أن بدأ الشباب والأمن فى مضايقتى والقبض على أكثر من مرة ودخولى الحجز و"هناك عينك ما تشوف إلا النور". بينما أضاف "ا. س" (16 سنة) رفضت استكمال الدراسة لمساعدة والدتى بعد أن أصابها المرض وأسرتى كبيرة وشقيقى ضاع بسبب رفاق السوء، وأكد أنه بيكره الكذب خاصة وأنا أبيع المصاحف للناس وجنيه حلال أفضل عندى من مليون جنيه، أتمنى أن أنشئ مشروعا آكل منه لقمة بالحلال، مشيرا إلى أنه يعمل كل شىء حلال يحصل منه على المال وأنه يعمل أكثر من 20 ساعة يوميا. أما "ب. ن" (17 سنة) تقول: أبيع الترمس على الكورنيش أنا وإخوتى الصغار إلا أن شقيقى الأكبر يأخذهم منا ويضربنا وهو لا يعمل، تعلمت التدخين، والشارع ليس أمل وأنا أتمنى أن أكون مثل البنات ألبس وأذهب إلى المدرسة. وأضاف "ح. ا" (12 سنة) الناس بتعاملنا وحش واحنا لم نجد من يرشدنا ولا يخاف علينا، أسرنا فقيرة وظروف الحياة صعبة واحنا بكرة نكبر نجيب منين ناكل ونتزوج، نعم الشارع يجمعنا شباب وفتيات نتعرض للخطف والاغتصاب والسرقة والتحرش، إضافة إلى مطاردات الشرطة لنا وزجنا فى الحجز "قولوا لأسرنا احنا أطفال جدعان بس عاوزين اهتمام". بينما أكد نادى عزت، خبير تنمية، أن أطفال الشوارع لو وجدوا بيئة صالحة سوف يتحولون إلى شباب نافع فى المجتمع وأن نفور المجتمع منهم يزيد لديهم رغبة الإجرام والانتقام، وطالب مؤسسات المجتمع المدنى بالتحرك السريع تجاه المساهمة فى إيجاد حلول لهذه الظاهرة التى تخطت رقم ال2 مليون طفل على مستوى الجمهورية، وارتفعت فى المنيا اللى أكثر من 10 آلاف طفل فى الشارع بدون مأوى وعرضة للخطر. وأكدت فاطمة أبو حلقة- منسقة أحد المشروعات- التى تهتم بأطفال الشوارع أن المؤسسة تقدم كافة الخدمات لهؤلاء الأطفال، وعملت على إعادة العديد من الأطفال إلى المنازل، وتقدمت إليهم بقروض تساعد أسرهم على العمل.
