أشار" أحمد منصور" مدير مركز الخطوط بالإنابة، إلى أن الفيروز هو أهم الأحجار التي قام المصري القديم بتعدينها ، موضحًا أن أنواع الفيروز هي: "مفكات ماعت"؛ وهو الفيروز الحقيقي، من الدرجة الأولى، و"مفكات مات"؛ وهو الفيروز الجديد، و"حبيبات الفيروز"؛ وهي حبيبات صغيرة كان يتم الحصول عليها عشوائيًا. كما تحدث منصور عن بعثات تعدين الفيروز إلى جنوبسيناء في العصر الفرعوني، فى المحاضرة التى نظمها مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية مساء أمس بعنوان "بعثات تعدين الفيروز إلى جنوبسيناء في العصر الفرعوني"، وذلك في إطار سلسلة محاضرات ينظمها المركز بمناسبة توقيع بروتوكول تعاون مع النقابة الفرعية للمرشدين السياحيين بالإسكندرية. وأضاف أن المصري القديم عمل على استغلال المناجم، مبينًا أن هذه المناجم والمحاجر منتشرة على مستوى مصر بأكملها، سواء في الشمال أو الجنوب أو في الشرق أو في الغرب، ومن أهمها؛ مناجم سيناء (الفيروز، النحاس، الحديد)، ومناجم الصحراء الشرقية والنوبة (النحاس، الذهب، القصدير، العقيق، والزمرد، الجشمت، الفلسبار، اليشب). وأكد منصور على أن بداية استغلال الفيروز تعود إلى عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر المتأخر مرورًا بعصور: الدولة القديمة، الدولة الوسطى، والدولة الحديثة، مع توقف البعثات أثناء الفترات الانتقالية. وأضاف أن اهتمام المصري القديم أنصب على استخراج الفيروز من أجل سببين؛ هما: استخدام الفيروز في صناعة الكثير من التمائم الصغيرة، والجعارين، والمجوهرات الشخصية، واستخدام كذلك الفيروز كمسحوق تلوين لبعض التماثيل الصغيرة، والاستخدام الديني للفيروز وهو الاستخدام الأهم من نواحي كثيرة. وتحدث منصور عن أماكن تعدين الفيروز؛ وذلك في منطقتي وادي مغارة وسرابيط الخادم بصفة أساسية، حيث عثر على الفيروز في طبقات الحجر الرملي الموجود في هاتين المنطقتين. وتطرق إلى الطرق المؤدية إلى سرابيط الخادم في مصر القديمة؛ ومنها منف-خليج السويس، وتل حبوة (ثارو)-خليج السويس، ومنف-مرسى ثلمت، و الأقصر-مرسى جواسيس، وميناء العين السخنة، وسهل المرخا، ومعبد حتحور. وقال إن أولى محاولات تعدين الفيروز تعود إلى العصر الحجري النحاسي وهو العصر الذي بدأ فيه الإنسان التعرف على المعادن وطرق صهرها، واستمر تعدين الفيروز في عصر الدولة القديمة وذلك في عصور الملوك: سخم خت (أسرة 2)، وزوسر وسا نخت أسرة 3، سنفرو أسرة 4، ساحورع أسرة 5، بيبي الثاني أسرة سادسة وكان هذا في وادي مغارة. وأضاف أن أنشطة تعدين الفيروز توقفت تمامًا في عصر الانتقال الأول، لتعود مع نهاية الأسرة الحادية عشر، وتوقفت في عصر الانتقال الثاني حتى بداية الدولة الحديثة، واستؤنفت الأنشطة في عصر أحمس. وأكد أن البعثات الاستكشافية لمناطق تعدين الفيروز في جنوبسيناء بدأت من قبل علماء المصريات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ويعتبر الدنماركي نيبور أول من قام باستكشاف المناجم في جنوبسيناء وخاصة في منطقة وادي مغارة في 1762. كما قام رايموند ويل بنشر جزئيين عام 1901 عن النقوش الهيروغليفية في جنوبسيناء، وفي عام 1947-1948 قامت أولبرايت باستكشاف المنطقة وخاصة منطقة سهل المرخا. وقام جاردنر، بيت، تشرني بنشر كتاب النقوش السينائية بين عامي 1952-1955، ثم عام 1992 قامت دومينك فالبيل باستكشاف معبد حتحور، وقامت شارتير-رايموند عام 1994 باستكشاف المحاجر. وتهدف تلك المحاضرات إلى تنمية الوعي الأثري والثقافي لدى الجمهور، وإتاحة الإمكانيات التقنية لإثراء نشاط النقابة العامة للمرشدين السياحيين. ومن المقرر أن يلقي الدكتور "حسني عبد الرحيم حسن " مساء الثلاثاء المقبل الموافق 20 مارس محاضرة بعنوان "أثر الثقافة المصرية في المجتمع الكوشي: بلاد النوبة"، بينما يتحدث الدكتور "طارق الشنديدي " الثلاثاء الموافق 27 مارس في محاضرة أخرى عن الأحجار في مصر القديمة.