أتى في وصايا الرسول "صلي الله عليه وسلم " التحذير من الظلم لما له من عاقبة سيئة عند الله ورسوله "ص" ، فقد حذرنا الرسول "ص" من الظلم ،أمرنا بإتقاء الظلم مشددا على حذرة ، فنتقية بالخوف من الله تعالى ،ومراقبة أعمالنا أمام الله في السر والعلانية ،بالإضافة إلى الإيمان العميق ،والضمير اليقظ ، فالظالم ظالم لنفسه اولا تعرضها لسخط الله تبارك وتعالى ،وشدة عقباه ،وحملها ما لا تطيق ،والظالم خاسر الدارين فقال الله تعالى : " وقد خاب من حمل ظلما " طه 111 كما يحذرنا المولى عز وجل من عاقبة الظالمين الذين ابادهم ودمر عروشهم ،وكسر ظهورهم وارغم انوفهم ، فقال الله تعالى : " فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم ما اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون " العنكبوت 40 .. فهل يرضى عاقل لنفسه ان يجني تلك الثمرات ؟. يعد القلب العضو المختص بالحب والكرة في الانسان ،فان احب الانسان شيء ما فيقول احبه من كل قلبي اي يحبه بكل جوارحه فدائما ما نجد ان القلب الصالح يحب العمل الصالح ،ويحب كل مل يحبه الله تعالى ويكره كل ما يكرهة الله تعالى مشيرا الى ان القلب الصالح يملاه الايمان والتقوى فقال الله تعالى " ان الله يحب التوابين المتطهرين " . ويتسم العبد الصالح بكثرة التوبة والاستغفار من الظلم ان ظلم ، ودوامة التخلص من ذنوبة ولايحمل اوزارا اخرى فهذا يحبه الله ويغفر له خطاياه وذنوبه ويدخله جناته. فالله تبارك وتعالى من أسماءه "العدل "، فالعدل صفة مضادة للظلم ولذلك سمى الله بها نفسه ، فالعبد الصالح يحب الله فيحب العدل وينبذ الظلم ،فيقول رب العزة "يا عبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" فالعبد لا يظلم نفسه ولا يظلم غيره . حديث قدسي. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم" اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامه" قال الله تعالى : "ولا تحسبن الله غافلا عما يعلم الظالمون انما يؤخرهم الى يوم تشخص فية الابصار . مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء. وانزل الناس يوم يا تيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل او لم تكونوا اقسمتم من قبل مالكم من زوال . وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لك كيف فعلنا وضربنا لكم الامثال " ابراهيم 42 45 .