لندن (رويترز) - قالت الحكومة البريطانية التي تنتمي الى يمين الوسط يوم السبت ان بريطانيا في حاجة لان تعالج المشكلات الاجتماعية الدفينة بعد أعمال الشغب والنهب التي شهدتها مدن انجليزية الاسبوع الماضي وقال خبير أمريكي في جرائم الشوارع استعانت به الحكومة ان الاعتقالات وحدها لن تحل المشكلة. وقال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن "ثمة مجتمعات تركت في المؤخرة من جانب بقية البلاد. انها مجتمعات حرمت من شريان الحياة الاقتصادي لبقية البلاد." وتعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لانتقادات من البعض في حزبه المحافظ لانه كان ليبراليا أكثر من اللازم بشأن الجريمة والعقاب واتخذ نهجا متشددا بشأن أعمال الشغب في البيانات التي أدلى بها الاسبوع الماضي بعد أن عاد من أجازته الصيفية ودعا البرلمان الى الانعقاد. وتعرض كذلك للانتقادات بسبب الاجراءات التقشفية التي تطبقها حكومته للتعامل مع عبء المديونية الثقيل. وقال أوزبورن ان انفاق الاموال على المشكلة ليس حلا وان الحكومة ستمضي قدما في الخفض الحاد لاعداد أفراد الشرطة الذين انتقدهم كاميرون لاسلوب تعاملهم مع أعمال الشغب. وقال بوريس جونسون رئيس بلدية لندن المحافظ ان أعمال الشغب التي اندلعت منذ أسبوع بعد مظاهرة ضد قتل مشتبه فيه برصاص الشرطة أضعفت حجة تلك التخفيضات. وقال كاميرون ان المظالم السياسية والاجتماعية ليس لها شأن كبير بأيام من النهب والعنف التي تبعت تلك المظاهرة والتي قتل فيها خمسة أشخاص والتي وصفها بأنها "نشاط اجرامي صرف ببساطة" وقال ان عنف العصابات يكمن في اساسها. واستدعى كاميرون خبير جرائم الشوارع الامريكي وليام براتون يوم الجمعة لتقديم المشورة للحكومة بشأن كيفية التعامل مع أعمال الشغب في بريطانيا. وذاع صيت براتون بالحد من جرائم الشوارع أثناء عمله كقائد للشرطة في نيويورك ولوس أنجليس وبوسطن وقال انه سيقدم المشورة استنادا الى خبرته في التعامل مع العصابات. وقال لتلفزيون ايه بي سي الامريكي يوم السبت "لا تستطيع أن تعتمد على الاعتقالات وحدها للتخلص من المشكلة." وتابع "من المؤكد أن الاعتقال مناسب للاعنف والذي يتعذر اصلاحه ولكن يمكن التعامل مع كثير منها بطرق أخرى وهي ليست مشكلة شرطية وحسب وانما هي في الواقع مشكلة مجتمعية." وكانت المدن هادئة الى حد كبير يومي الجمعة والسبت. وتدفقت الشرطة البريطانية على الشوارع يوم الجمعة لضمان ألا تؤدي عطلة نهاية الاسبوع الى تجدد أعمال الشغب التي أصابت البريطانيين بصدمة ولوثت صورة بلدهم قبل عام من استضافتها دورة الالعاب الاولمبية. واعتقل أكثر من 1200 شخص لصلتهم بالاخلال العنيف بالنظام والسلب ووجهت اتهامات للمئات. ووضعت الشرطة شاشات عرض في وسط المدن تعرض صورا للمشتبه فيهم وتعتزم عرضها أثناء مبارايات لكرة القدم يوم السبت.