إسلام أباد (رويترز) - دعا الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري يوم الاثنين حكومته والولاياتالمتحدة للاتفاق على "قواعد واضحة للاشتباك" في الحرب ضد المتشددين الاسلاميين لتفادي مشاكل في العلاقات بين البلدين. جاءت تصريحات زرداري اثناء اجتماع مع مارك جروسمان المبعوث الامريكي الي باكستانوأفغانستان. وباكستان حليف استراتيجي للولايات المتحدة لكن العلاقة بينهما تشهد تدهورا منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في غارة سرية للقوات الامريكية الخاصة نفذتها في باكستان في مايو ايار دون ابلاغ اسلام اباد مسبقا. وردت باكستان بغضب على الغارة التي شنت في الثاني من مايو والتي اعتبرتها انتهاكا لسيادتها بأن خفضت عدد المدربين الامريكيين في البلاد ووضعت قيودا على أنشطة وكالة المخابرات المركزية الامريكية هناك. وقال مكتب زرداري في بيان بعد الاجتماع مع جروسمان "في غياب قواعد للاشتباك محددة بشكل جيد وموثقة فان أي سوء فهم في وقت خاطيء من أي من الجانبين يمكن أن يقوض العلاقات الثنائية." واضاف قائلا "قواعد الاشتباك يجب أن تكون محددة بشكل واضح حتى يمكن تسوية أي نزاع بشكل ودي من خلال المؤسسات المتاحة." ولم يحدد زرداري قواعد الاشتباك لكنها قد تشمل اجراء المزيد من المشاورات بشأن ضربات الطائرات بدون طيار والمزيد من الاشراف على أنشطة وكالة المخابرات المركزية الامريكية واستئناف المساعدات العسكرية. وقال زرداري ان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان يجب أن تقوم على "المصالح المشتركة والثقة والاحترام المتبادل." وقال جروسمان الذي سيحضر اجتماعا ثلاثيا مع مسؤولين باكستانيين وأفغان لتنسيق الجهود لانهاء العنف في أفغانستان ان واشنطن "منفتحة" على بحث مقترحات زرداري. وقال مسؤولون باكستانيون ودبلوماسيون يوم الاحد ان اسلام اباد فرضت قيودا على سفر دبلوماسيين أمريكيين واخرين في باكستان في أحدث مؤشر الي توتر العلاقات مع واشنطن. وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها تعمل مع اسلام اباد لحل مشكلة التنقل واحجمت عن القول ما اذا كانت ستفرض قيودا مماثلة على تنقل الدبلوماسيين الباكستانيين في الولاياتالمتحدة. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية "اذا تحدثنا نظريا أو افتراضيا فان الاجراءات المتبادلة دائما تؤخذ في الاعتبار. في هذه الحالة نحن نعمل مع الحكومة الباكستانية." وهناك مشاعر احباط متزايدة لدى واشنطن تجاه باكستان لترددها في شن هجمات على فصائل المتشددين في شمال غرب البلاد التي تقاتل القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة عبر الحدود في أفغانستان. وفي اظهار لامتعاضها من قرار باكستان خفض عدد المدربين الامريكيين وتقييد تأشيرات الدخول للامريكيين علقت الولاياتالمتحدة في الاونة الاخيرة نحو ثلث مساعداتها الدفاعية السنوية لباكستان والتي 2.7 مليار دولار. وعلى الرغم من هذا فان الجانبين كليهما يحاولان منع انهيار للعلاقات بينهما. وزار رئيس المخابرات الباكستانية اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا الولاياتالمتحدة الشهر الماضي لاجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين وفي المخابرات. وقال الجانبان ان المباحثات جرت بشكل جيد للغاية.