بدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين زيارة مفاجئة الى افغانستان تتزامن مع فقدان جندي بريطاني في جنوب البلاد ما اضطره لتغيير جزء من برنامجه. وقد وصل كاميرون صباح الاثنين (بالتوقيت المحلي) الى "كامب باستيون" القاعدة البريطانية والاميركية الرئيسية في ولاية هلمند الجنوبية، والغى زيارة الى لشكرقاه كبرى مدن الولاية بغية استخدام المروحيات في عمليات البحث عن الجندي، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وصرح كاميرون للصحافيين بعيد وصوله الى كامب باستيون "على الجيش ان يركز على الحاجة الاكثر اهمية للجميع، وهي المساعدة في العثور على هذا الشخص بدل الاهتمام بتنقلاتي". واكد رئيس الحكومة البريطانية الاثنين، كما اعلنت صحف بريطانية، انه سيواصل خفض عديد القوات البريطانية المنتشرة في افغانستان والبالغ حاليا حوالى 9500 جندي، لكنه لم يحدد حجم الانسحاب الجديد. واضاف ان الحملة على متمردي طالبان بلغت "مرحلة جديدة"، موضحا انه "في الظروف الحالية، ستتوافر فرص لاعادة جنود بريطانيين الى الوطن لكننا نتحدث عن عدد محدود نسبيا وعن مدة معينة". وتابع كاميرون "لن يكون هناك تغيير جذري (في عديد الجنود) قبل موسم المواجهات المقبل". وكانت الصحافة البريطانية تحدثت اخيرا عن انسحاب يشمل ما بين 500 و800 عنصر بحلول العام 2012. والكتيبة البريطانية هي الاكبر بعد نظيرتها الاميركية التي يشكل جنودها ثلثي قوة الحلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان والبالغ عديدها 130 الف عنصر. وكان كاميرون اعلن في ايار/مايو انه سيسحب 400 جندي بريطاني من افغانستان لا يؤدون مهمات قتالية بحلول شباط/فبراير 2012، وقد عاد فعلا مئتان منهم. وفي نهاية حزيران/يونيو، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما سحب ثلث القوات الاميركية من افغانستان بحلول صيف 2012، عازيا هذا القرار الى الخسائر التي تكبدتها القاعدة بعد عشرة اعوام من اجتياح هذا البلد غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وتعتبر هلمند الولاية الاكثر خطورة بالنسبة الى قوات التحالف، فيما تعد لشكرقاه واحدة من سبع مناطق تم اختيارها لبدء العملية "الانتقالية" في افغانستان والتي ستشهد انتقالا تدريجيا للمسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية بحلول نهاية العام 2014.