أُقيمت، اليوم الجمعة، مراسم تجليس الأنبا سيميون بابادويولوس مطرانًا لدير سانت كاترين ورئيسًا لأساقفة سيناء فاران والطور للروم الأرثوذكس، في احتفالية مهيبة شهدها دير سانت كاترين وسط أجواء مفعمة بالترانيم والصلوات، وبحضور كوكبة من الشخصيات الدينية والسياسية من مصر واليونان. وشهدت مراسم التجليس حضور الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء، والبابا ثيوفيلوس بطريرك أورشليم وسائر فلسطين، وهيرو مصطفى غارغ سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة، والدكتور محمد إسماعيل ممثلًا عن وزير الآثار، والدكتور جمال محمد مصطفى مستشار وزير الآثار. وتزين الدير بهذه المناسبة، حيث بدأت المراسم بقرع الأجراس والزفة الكنسية للرهبان بملابسهم التقليدية حتى تجليس المطران على الكرسي البابوي داخل مكتبه، أعقبها جولة داخل الدير وصولًا إلى الكنيسة الكبرى، حيث أُقيمت الطقوس الدينية وإشعال البخور بقيادة المطران الجديد. وأكد وزير الثقافة في كلمته على قوة النسيج الوطني بين مختلف طوائف الشعب المصري، مشيرًا إلى أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تجسد روح الوحدة الوطنية والتسامح، ودعم الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمسيرة البناء والتنمية وفق رؤية مصر 2030. وأضاف وزير الثقافة أن دير سانت كاترين يمثل رمزًا للتاريخ الديني والثقافي لما يحتويه من مكتبة عالمية تضم أندر المخطوطات في العالم، مؤكدًا حرص الدولة على صون هذا التراث الإنساني الفريد. وقدّم مبروك الغمريني، رئيس مدينة سانت كاترين، التهنئة للمطران الجديد نيابة عن محافظ جنوبسيناء الدكتور خالد فودة، مؤكدًا استمرار دعم المحافظة الكامل للدير وكافة الأنشطة الروحية والثقافية التي تُقام به. من جانبه، وجّه الأنبا سيميون الشكر لجميع الحضور، مثمنًا مشاركة القيادات الدينية والسياسية في هذا الحدث التاريخي، ومؤكدًا دعم الدير للمشروعات القومية والتنموية الجاري تنفيذها في سانت كاترين، وعلى رأسها مشروع "التجلي الأعظم". وأوضح توني كازانياس، مستشار المطران الجديد، أن هذا التجليس يُعد الأول منذ 52 عامًا، ويؤكد عمق الروابط بين مصر واليونان، مشيرًا إلى أن رهبان الدير يعتبرون أنفسهم أبناءً لمصر يعيشون على أرضها وينتمون إليها روحانيًا وإداريًا. وأشار توني كازانياس إلى أن الأنبا "سيميون" خَلَف المطران الراحل الأنبا ديمتري ديمانوس، بعد انتخابه بالإجماع من رهبان الدير، وتم تنصيبه رسميًا في 19 أكتوبر الجاري داخل الكنيسة الأورشليمية بمدينة القدس، بحضور كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية من مصر واليونان وبطريركية الإسكندرية. وشهدت المراسم، اليوم، أيضًا حضور كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، وألكسندرا بابادبلوا ممثلة عن وزير الخارجية اليوناني، ونيقولاوس باباجيورجيو السفير اليوناني بالقاهرة، إلى جانب عدد من رجال الدين الأرثوذكس وعواقل القبائل البدوية بسانت كاترين.