كشف أحد العاملين بمسجد عمر بن الخطاب في عزبة سكينة بحي المنتزه أول بالإسكندرية، تفاصيل جديدة عن أغرب محاولة سرقة لمكتب البريد المجاور. وقال العامل الذي رفض ذكر اسمه ل"مصراوي" إن المسجد التابع لمديرية أوقاف الإسكندرية مكوَّن من طابقين؛ يضم الأول الميضأة ومصلى السيدات، بينما يضم الثاني مصلى الرجال والمنبر. وأضاف أن اللص تسلل إلى مصلى السيدات في الطابق الأرضي، واستخدم أدوات يدوية غير كهربائية في حفر فتحة بالجدار الفاصل بين المسجد ومكتب البريد. وتابع: "هذه أغرب واقعة سرقة شهدناها في المسجد، فهو يقع على طريق رئيسي، وبجواره محال عديدة لا تخلو من المواطنين، فيما يوجد مكتب البريد في موقعه منذ ثمانينيات القرن الماضي"، مشيرًا إلى أن المسجد يتواجد به العاملون بشكل دائم من الثامنة والنصف صباحاً وحتى بعد الفجر يوميًا. وحول كيفية تسلل اللص إلى مصلى السيدات، أوضح أن المصلى يُفتح مع كل صلاة، ويقوم العامل بعد الصلاة بتفقده والميضأة وجميع أرجاء المسجد قبل الإغلاق، منوهاً بأنه عقب الحادث جرى تغيير كالون مصلى السيدات وإغلاقه مؤقتاً لحين انتهاء التحقيقات. وأوضح أن قوات الأمن تواصل البحث عن المشتبه به بعدما رصدته كاميرات المراقبة، قائلًا: "المتهم لم يكن يخفي وجهه، وجرى رفع البصمات من موقع السرقة، وهرب عندما دوَّت صافرات الإنذار بمكتب البريد، تاركاً خلفه أدوات الحفر". وبدأت الواقعة حين تلقى قسم شرطة الرمل ثان إخطارًا من مدير أحد مكاتب البريد، أفاد بأنه عند توجهه إلى مقر عمله اكتشف وجود فتحة في الحائط المشترك بين المكتب والمسجد الملاصق له، دون وجود مسروقات. وتوصلت جهود رجال المباحث إلى تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وهو عاطل "له معلومات جنائية" مقيم بمحافظة قنا، تم ضبطه أثناء تواجده بمحل إقامته. وبمواجهته، أقرّ بأنه يتردد على شقيقته في الإسكندرية بشكل دوري، وأنه بتاريخ 18 أكتوبر الجاري أختمرت في ذهنه فكرة سرقة مكتب البريد محل الواقعة بأسلوب "النقب". وأضاف أنه دخل المسجد الملاصق للمكتب وانتظر حتى انصراف المصلين، ثم استخدم مطرقة وأزميلًا في إحداث فتحة بالحائط المشار إليه، محاولاً الدخول إلى المكتب، إلا أنه لم يتمكن من السرقة بعد أن انطلقت صافرة الإنذار ذاتياً، ففرّ هاربًا تاركًا الأدوات المستخدمة في الواقعة، والتي تم ضبطها لاحقًا. تحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة الرمل ثان، وتولت النيابة العامة التحقيق. وقررت مديرية أوقاف الإسكندرية تشكيل لجنة تفتيش عاجلة من ثلاثة أعضاء بإدارات الهندسة والمخازن والجرد، للتحقق من سلامة العهدة داخل المسجد، ورصد التلفيات في الجدار الفاصل بين المكتب ومصلى السيدات. وأكدت المديرية أن اللجنة باشرت عملها للوقوف على ما إذا كان هناك تقصير من العاملين بالمسجد، ولتحديد مدى تواجدهم وقت وقوع الحادث من عدمه.