أظهرت قراءات شركة كاسبرسكي المتخصصة في مجال الأمن السيبراني والخصوصية الرقمية تجاوز العدد الإجمالي لتهديدات الويب والتهديدات المحلية التي اكتشفتها وحظرتها حلول كاسبرسكي 50 مليون تهديد خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025، في جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وأشارت البيانات، وفق بيان اليوم، إلى زيادة ملحوظة في تهديدات سيبرانية معينة، حيث ازدادت حالات اكتشاف برمجيات سرقة كلمات المرور بنسبة 21%، وتصاعدت هجمات برمجيات التجسس بنسبة 34%. وجاء ذلك على هامش معرض جيتكس، وفي ظل تصاعد وتطور التهديدات السيبرانية، التي أصبح فهمها أمراً أساسياً لتعزيز فعالية الدفاعات السيبرانية اليومية. وفقًا لقراءات البيانات عن بُعد من كاسبرسكي. وشهدت دول مجلس التعاون الخليجي ارتفاعًا في نسبة المستخدمين الذين استهدفتهم برمجيات الفدية، إذ ارتفعت النسبة من 0.24% إلى 0.30% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي. وعلى الرغم من أن هذه النسبة قد تبدو ضئيلة للوهلة الأولى، فإنها تندرج ضمن المعدلات المعتادة لهذا النوع من الهجمات، التي تطوّرت في السنوات الأخيرة من نمطها العشوائي إلى استهداف دقيق ومدروس. وبات المجرمون السيبرانيون يوجّهون هجماتهم نحو أهداف عالية القيمة مثل الشركات والمؤسسات الحكومية، ما أدى إلى انخفاض عدد الهجمات الإجمالي، مقابل ارتفاع التأثير المحتمل لكل هجوم. وتشير البيانات إلى زيادة بارزة لكثير من التهديدات السيبرانية التي تستهدف الشركات، فعلى سبيل المثال ازدادت حالات اكتشاف الأبواب الخلفية بنسبة 32%، فإذا نجحت هذه الهجمات فإنها تتيح للمهاجمين التحكم عن بعد في الأنظمة المصابة عند الضحايا. كما ازدادت عمليات اكتشاف الثغرات الأمنية بنسبة 21%، وكانت حزمة مايكروسوفت أوفيس (Microsoft Office) الأكثر استهدافاً ضمن هذه الفئة خلال هذه الفترة. وكذلك ازدادت هجمات سرقة كلمات المرور التي تستهدف الشركات بنسبة 72%، بينما سجلت هجمات برمجيات التجسس زيادة بنسبة 58%، مما يشدد على ضرورة اعتماد نهج أمني متعدد الطبقات. وقال ماهر يموت، باحث أمني رئيسي لدى كاسبرسكي، إن البيانات توضح أنّ المجرمين السيبرانيين يعتمدون نهجاً أكثر استراتيجية في شن هجماتهم. وأشار إلى أنهم لم يعودوا يعتمدون على شن هجمات تقليدية بشكل مكثف، بل تزايد استخدامهم لأدوات معقدة مثل برمجيات التجسس، والأبواب الخلفية، وبرمجيات سرقة كلمات المرور. وتتسم هذه التهديدات بصعوبة اكتشافها، كما أنها تظل نشطة لوقت أطول، وتكبد الضحايا أضراراً جسيمة قبل اكتشافها؛ فمن المخاطر الطويلة الأمد لهذه الهجمات بيع البيانات المسروقة، مثل بيانات تسجيل الدخول، إلى مجموعات برمجيات الفدية أو للجهة التي تدفع أعلى عرضًا. وأكد أهمية هذا التطور في اكتشاف التهديدات المتقدمة وجمع معلومات استخباراتية عن التهديدات للمؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي.