أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن التصريف الأحادي لمياه سد النهضة من إثيوبيا يُعد جريمة مائية تهدد الأمن المائي لدول المصب، مشددًا على أن الفيضانات في السودان ناتجة عن إدارة غير مسؤولة أدت إلى تراكم كميات هائلة من المياه. وقال شراقي خلال تصريحات تليفزيونية، إن التحذير من غمر أراضي في المنوفية والبحيرة يأتي كإجراء احتياطي، مضيفًا أن أراضي طرح النهر غير مخصصة للزراعة لأنها جزء من مجرى النيل الطبيعي. وأوضح أستاذ الجيولوجيا، أن السد العالي مُعد منذ أغسطس لاستقبال المياه الإضافية، قائلًا: "التصريف المتوقع في أكتوبر سيتجاوز المعدلات المتوسطة، لكن السد يحكم التدفق للحفاظ على استقرار النيل". وأشار شراقي، إلى أن تخزين إثيوبيا ل64 مليار متر مكعب دون تشغيل التوربينات أدى إلى تراكم المياه، مؤكدًا أن فتح أربع بوابات بكميات 750 مليون متر مكعب يوميًا غمر السودان وفوق قدرة سد الروصيرص. وأضاف أن إثيوبيا قادرة على تفريغ 2.5 مليار متر مكعب يوميًا إذا فتحت جميع البوابات، مشيرًا إلى أن هذا يجعل السودان تحت رحمة إثيوبيا مائيًا، مما يغير ميزان القوى الإقليمي بشكل كامل. وتابع الدكتور عباس شراقي، أن مصر حذرت إثيوبيا منذ يناير من فتح بوابة واحدة لتفريغ تدريجي، قائلًا: "إثيوبيا تجاهلت التحذيرات، وادّعت كفاءة التوربينات، مما أدى إلى الفيضانات".