أثار تضمُّنُ لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ -التي تنظمها الجامعة الأمريكية- الباحثَ رافائيل كوهن، جدلاً كبيراً في الوسط الثقافي، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. من جانبه، قال الناقد سيد محمود، عضو لجنة التحكيم، في تصريحات خاصة ل"مصراوي": "هذه الجائزة ترأس لجنة تحكيمها الدكتورة هدى الصدة، وهي سيدة وطنية ومشهود لها بالاحترام، وتضم اللجنة في عضويتها الكاتب السوداني المعروف حمور زيادة، والدكتورة مي تلمساني". وأضاف محمود: "رفائيل كوهين، كما ظهر اسمه على محركات البحث، هو باحث أمريكي وليست له أي علاقة بأي هيئة صهيونية، وبالتالي نحن نحافظ على جائزة نجيب محفوظ التي فازت بها قامات كبيرة مثل لطيفة الزيات، ومريد البرغوثي، وإبراهيم عبد المجيد، وخالد خليفة، وحمور زيادة عضو لجنة التحكيم". وتابع محمود: "اللجنة تمارس عملها وفق قواعد أكاديمية معروفة، والجامعة الأمريكية تعمل في مصر، ويرأسها أكاديمي عربي". وأكمل محمود: "موقفنا المناهض للسياسات الصهيونية والإسرائيلية هو موقف طبيعي، ولكل أعضاء اللجنة مواقف واضحة ومحددة تجاه التعاون مع أي جهة أكاديمية صهيونية، ولكن الجامعة الأمريكية تعمل في مصر وفق قوانين تنظمها الحكومة المصرية، ولها سياسات معروفة وبها قامات وطنية وأساتذة كبار، ولا يصح ولا يجوز المزايدة على مواقفهم". وواصل محمود: "الأسماء الموجودة بعضوية اللجنة أسماء محترمة ولها منجزها الأكاديمي، والأمر يحتاج إلى التفرقة الطبيعية بين ما هو صهيوني وما هو يهودي، وهذه أمور شبعنا من تأكيدها، والجائزة منذ أن انطلقت والأمور بها واضحة، وواجهت منذ انطلاقها بعض التحفظات، إلا أنها زالت وتراجعت مع فوز الأسماء الكبيرة التي فازت بها، وكلها أسماء داعمة للحق الفلسطيني، ويكفي أن كاتباً مثل مريد البرغوثي فاز بالجائزة، وكذلك المناضلة لطيفة الزيات، وهذه أمور التفرقة فيها واضحة وضرورية. نحن لا نعادي أي شخص يحمل أي ديانة، نحن لدينا موقف واضح مناهض للصهيونية وللسياسات الإسرائيلية، وهذه جائزة على أرض مصرية ومن جامعة تعمل وفق القوانين المصرية، وعلينا أن نعمل للحفاظ على هذه الجائزة التي تحمل اسم أكبر كاتب في العالم العربي". ولفت محمود إلى أن الدكتورة هدى الصدة، رئيسة لجنة التحكيم، هي عضو نشط في حملة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، "ونحن أحرص ما نكون على صون أسمائنا، ونعمل في الجائزة تأكيداً لقيمة نجيب محفوظ، والعمل تطوعي بالكامل، ونحن لا نضع أسمائنا في مهب الأقاويل، وحماية نجيب محفوظ مسؤولية كبيرة جداً".