وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانيا إلى قصر ويندسور، حيث استقبله الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، في أول يوم كامل من زيارة الدولة التي يجريها إلى المملكة المتحدة. وحطت مروحية "مارين وان" التي تقل ترامب، أول رئيس أمريكي يقوم بزيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة، قرابة الساعة 11:15 بتوقيت غرينيتش في حديقة القصر الملكي. وكان في استقبال الزوجين ترامب ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين عند نزولهما من المروحية. وكان الشارع الرئيسي في ويندسور مزينا بالأعلام البريطانية والأمريكية بهذه المناسبة. وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن في هذه المدينة الواقعة على بُعد قرابة 40 كيلومتراً غربي لندن. وحظي ترامب، لدى استقباله، بعرض مهيب من الحرس الملكي وباحتفال عسكري غير مسبوق شارك فيه 1300 فرد من القوات المسلحة البريطانية. وبعد التحية الملكية التي أُطلقت من القصر وبرج لندن، شارك الأزواج الثلاثة في موكب بالعربات، ولكن داخل نطاق القصر وليس في شوارع المدينة. وزار ترامب وزوجته رفقة الملك والملكة قاعة الرسم الخضراء في القصر الملكي حيث أعد معرض خاص للاحتفاء بالعلاقات البريطانية والأمريكية. وبعد غداء خاص مع العائلة الملكية، سيضع الزوجان ترامب الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر/أيلول 2022، في كنيسة القديس سانت جورج. وألغي عرض جوي مشترك بين مقاتلات بريطانية وأمريكية من طراز "إف 35" وفريق "السهام الحمراء" التابع لسلاح الجو الملكي بسبب سوء الأحوال الجوية. ويتوقع أن يتبادل الملك تشارلز وترامب الهدايا الفاخرة. احتجاجات ضد ترامب في غضون ذلك، تجمع العشرات قرب مقر بي بي سي الرئيسي في لندن في مظاهرة ضخمة مناهضة لترامب. ونظمت المظاهرة من قبل تحالف "أوقفوا ترامب" الذي يضم منظمات معنية بالمناخ ومناهضة للعنصرية ونشطاء مؤيديون للفلسطينيين، وسط انتشار أمني لحراسة المسيرة المقرر أن تنطلق نحو وستمنستر. وقالت زوي غاردنر، إحدى منظمات المظاهرة، إن ترامب "يمثل كل ما نكرهه". وخارج قصر ويندسور، تجمع عدد من المتظاهرين ضد لترامب الذي لا يحظى بشعبية في المملكة المتحدة. وجاءت زيارة ترامب الذي وصل إلى المملكة المتحدة، مساء الثلاثاء، تلبيةً لدعوة من الملك تشارلز. وجرى التحضير الدقيق للزيارة منذ شهور. منذ تولّي الملكة إليزابيث الثانية عرش المملكة المتحدة عام 1952، لم يشهد التاريخ سوى ثلاث زيارات دولة لرؤساء أمريكيين - جورج دبليو بوش عام 2003، وباراك أوباما عام 2009، ودونالد ترامب عام 2019. من مواكب العربات عبر ساحات قلعة وندسور إلى مأدبة رسمية في قاعة سانت جورج، سيُفرش السجاد الأحمر خلال اليومين المقبلين للرئيس ترامب في زيارته الرسمية الثانية. ستمنح هذه الزيارة حكومة رئيس الوزراء ستارمر فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الأمريكية البريطانية. ومع ذلك، فإن الزيارة ليست خالية من المخاطر المحتملة، كما كتب مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جيمس لانديل. ترامب: "الملك تشارلز يمثّل البلاد خير تمثيل" قبل ساعات قليلة من صعود الرئيس ترامب على متن الطائرة الرئاسية ومغادرته الولاياتالمتحدة، تحدّث عن علاقته بالملك تشارلز الثالث، الذي وصفه ب"صديقي". قال الرئيس الأمريكي إن الملك "رجلٌ أنيقٌ للغاية"، وأضاف أنه "يمثل البلاد خير تمثيل". من يرافق ترامب؟ تشهد زيارة ترامب وميلانيا الرسمية إلى المملكة المتحدة انضمام عدد من المسؤولين الأمريكيين إليهما، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي وصل قبل ترامب بقليل. ومن المتوقع انضمام آخرين إلى المجموعة، منهم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز. ومن بين الموظفين الذين عادةً ما ينضمون إلى رحلات كهذه، أفراد من جهاز الخدمة السرية ومساعدو البيت الأبيض. وصل ترامب إلى المملكة المتحدة على متن طائرته الرئاسية من طراز بوينغ 747-200B، المصممة خصيصاً وعالية المواصفات، والمعروفة باسم "إير فورس وان". ماذا نعرف حتى الآن؟ هي زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة يقوم بها رئيس دولة، وعادةً ما تكون بدعوة من الملك، الذي يتصرف بناءً على نصيحة الحكومة. على الرغم من أنها مناسباتٌ "عظيمة"، إلا أنها ليست مجرد احتفالات، بل تستغلها الحكومة أيضاً لتعزيز ما تعتبره المصالح الوطنية البريطانية. يُعد ترامب ثالث رئيس أمريكي يقوم بزيارة دولة إلى المملكة المتحدة، بعد جورج دبليو بوش عام 2003 وباراك أوباما عام 2009. تهدف هذه الزيارة الرسمية إلى تحسين العلاقات البريطانية الأمريكية وتوطيد علاقة الحكومة مع حليفٍ غير موثوقٍ به في بعض الأحيان. ويقول دبلوماسيون إن الرئيس سيركز على الاستعراض الملكي ويتجنب الجدل. لكن احتمال الخلاف لا يزال قائماً. بيتر ماندلسون: ستُلقي إقالة اللورد ماندلسون من منصبه كمبعوثٍ للمملكة المتحدة في واشنطن، بسبب صلاته بجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال، بظلالها على هذه الزيارة. قد تُهيمن التساؤلات حول هذا الموضوع على المؤتمر الصحفي يوم الخميس. يكمن الخطر الذي يواجه الوزراء في تحوُّل التركيز من كفاءة رئيس الوزراء ستارمر إلى صلات الرئيس ترامب بإبستين. الشرق الأوسط: من المتوقع أن تعترف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة الأسبوع المقبل لإبقاء فكرة حل الدولتين حية. تعارض الولاياتالمتحدة هذا بشدة، قائلةً إن هذه الخطوة ستُكافئ الإرهاب وتُشجع إسرائيل على ضم أجزاء من الضفة الغربية. حرية التعبير: يدّعي البيت الأبيض أن تنظيم المملكة المتحدة للإنترنت يهدد حرية التعبير، وهو أمر يرفضه الوزراء. يقول مسؤولون أمريكيون إن هذه القضية قد تُطرح للنقاش، لأنها "مسألة نركز عليها بشدة في هذه الإدارة". الاحتجاجات: ستُقام هذه الزيارة الرسمية خلف حاجز منيع بعيداً عن أعين الجمهور. لكن من المقرر تنظيم مظاهرات مناهضة لترامب، وقد يرد الرئيس بغضب إذا شاهد تغطية الاحتجاجات على التلفزيون. لماذا قلعة وندسور؟ واختيرت قلعة وندسور لاستقبال ترامب لأن قصر باكنغهام، وهو المكان المعتاد، يخضع حالياً لأعمال تجديد. وتجلب أي زيارة لرئيس أمريكي تحديات أمنية، ومن غير المرجح أن يتضمن برنامج ترامب فعاليات عامة. وخلال زيارته عام 2019، لم يكن هناك موكب على طول شارع "ذا مول" لأسباب أمنية، وتم نقل ترامب جواً بين المواقع بدلاً من السفر براً. ولا نعرف حتى الآن ما إذا كان ترامب سيلتقي برلمانيين بريطانيين، وهو أمر غالباً ما يكون جزءاً من مخططات الزيارات الرسمية.