خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع مدن أمريكية عدة خلال عطلة عيد العمال للاحتجاج على إدارة الرئيس دونالد ترامب والمطالبة بمزيد من الحماية للعمال الأمريكيين. أقيمت أكثر من ألف تظاهرة في جميع الولايات الخمسين، تجمع خلالها المحتجون تحت شعار "العمال فوق المليارديرات"، لتسليط الضوء على التفاوت الحاد في الثروة، الذي يجسده الأثرياء مثل ترامب وحليفه السابق إيلون ماسك. شملت المطالب أيضًا إنهاء تجاوزات الحكومة الفيدرالية، ومواجهة التحيز ضد الأقليات، ومحاربة الفساد المؤسسي، بالإضافة إلى زيادة التمويل للمدارس، والرعاية الصحية، والإسكان الميسور. في نيويورك، تجمع المتظاهرون مرة أخرى أمام برج ترامب في مانهاتن، ووجهوا انتقادات حادة للرئيس ووصفوه ب"الفاشي"، بينما كانت فرقة موسيقية تعزف خلال التظاهرة. وشدد جيوفاني أوربي، عامل مطاعم، في حديثه لقناة الجزيرة خلال التظاهرة على ضرورة رفع الأجور العادلة، قائلاً: "عمال الخدمات في مدينة نيويورك هم العمود الفقري لهذه المدينة، الجمعية الوطنية للمطاعم تحارب للإبقاء على الأجر دون الحد الأدنى. نحن نطالب فقط بأجر يكفي للعيش". في شيكاجو، عبر المتظاهرون عن رفضهم الخطط التي طرحتها إدارة ترامب بنشر الحرس الوطني لدعم أجهزة إنفاذ القانون المحلية والقضاء على الجريمة الحضرية، وكان عمدة المدينة براندون جونسون من بين المشاركين، حيث قال أمام الحشد: "هذه المدينة هي التي ستدافع عن البلاد. سندافع عن ديمقراطيتنا، وسنحمي إنسانية كل شخص في شيكاجو". ورغم إقرار الكثير من سكان المدينة بأن الجريمة تشكل مشكلة حقيقية، إلا أنهم عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي إرسال الحرس الوطني أو المزيد من عملاء الهجرة والجمارك إلى تأجيج الوضع الأمني، وردد المتظاهرون شعار "لا قوات في شيكاجو". وقال فيليبيرتو راميريز (72 عاماً) لقناة الجزيرة: "هل نشعر أن هناك مشاكل قادمة؟ نعم. آمل ألا يُصاب أحد بأذى"، بينما قالت إيفون سبيرز (67 عاماً): "الحرس الوطني من المفترض أن يقاتل من أجلنا، لا ضدنا". كما شهدت مدن كبرى مثل هيوستن وواشنطن العاصمة ولوس أنجلوس، إلى جانب مدن أصغر ككليفلاند وجرينسبورو، فعاليات احتجاجية حاشدة شارك فيها نشطاء عماليون. ونظمت هذه الفعاليات من قبل ائتلاف "May Day Strong" للنقابات العمالية، بدعم من اتحاد AFL-CIO، ومنظمة "أجر عادل واحد"، وغيرها من منظمات حقوق العمال. قال مات دوس، المستشار السابق للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز ونائب الرئيس التنفيذي في مركز السياسة الدولية، عن هذه التظاهرات الوطنية: "أعتقد أن هناك مجموعة من المخاوف المشتركة: تكلفة المعيشة، السكن، السلع الأساسية والبقالة، التعليم، والشعور العام بأن الناس في الولاياتالمتحدة فقدوا السيطرة على حياتهم الاقتصادية والسياسية ومستقبلهم".