انطلق أسطول من السفن من ميناء برشلونة متجهًا إلى قطاع غزة، الأحد، يحمل على متنه مساعدات إنسانية وناشطين، في أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار البحري الطويل الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. تأتي هذه الخطوة في وقت كثفت فيه إسرائيل هجومها على مدينة غزة، ما أدى إلى تقليص وصول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية إلى شمال القطاع. وكان خبراء في مجال الغذاء قد حذروا في وقت سابق من هذا الشهر من أن المدينة تعيش حالة مجاعة، وأن نصف مليون شخص في أنحاء القطاع يواجهون مستويات كارثية من الجوع. يحمل أسطول الصمود العالمي (Global Sumud Flotilla) على متنه غذاءً ومياه وأدوية. وطالب الناشطون المشاركون بضمان المرور الآمن لتوصيل المساعدات الملحّة، وفتح ممر بحري إنساني، بحسب بيان صادر عنهم. وأشارت وزارة الصحة في غزة، إلى أن الحرب المستمرة منذ نحو 23 شهرًا أسفرت عن استشهاد أكثر من 63 ألف شخص، بينهم 332 فلسطينيًا قضوا جوعًا، منهم 124 طفلًا. وظهرت الناشطة السويدية في مجال المناخ، جريتا تونبرج، وهي تصل لركوب إحدى السفن المشاركة في الأسطول المدني المتجه إلى غزة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي وتوصيل المساعدات الإنسانية، في برشلونة، الأحد 31 أغسطس 2025. يتألف القافلة البحرية من نحو 20 قاربًا بمشاركة وفود من 44 دولة، ويُقال إنها أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار الإسرائيلي البحري المفروض على غزة منذ 18 عامًا. وأوضح المنظمون أنه ستنضم سفن أخرى من موانئ في إيطاليا وتونس خلال الأيام المقبلة، في الرحلة التي تنطلق من غرب البحر المتوسط وصولًا إلى غزة. توافد آلاف المؤيدين إلى ميناء برشلونة، بعضهم مرتدين الكوفية ومرددين هتافات مثل "حرروا فلسطين" و"قاطعوا إسرائيل"، لتوديع مجموعة متنوعة من القوارب التي رفعت الأعلام الفلسطينية، بدءًا من يخوت فاخرة قديمة متهالكة وصولًا إلى قوارب خشبية صغيرة وسفن ذات طابع صناعي. ومن بين هذه السفن، سفينة "سيروس" التي يزيد عمرها عن 100 عام. وقال المتحدث باسم الأسطول، سيف أبوكشك، للتلفزيون الإسباني الرسمي عقب المغادرة، إن نحو 70 قاربًا من المتوقع أن تشارك في المرحلة النهائية من الرحلة، مضيفًا أن القافلة قد تصل إلى غزة في 14 أو 15 سبتمبر. ورُصد النشطاء يلوّحون من على متن إحدى السفن المشاركة، فيما هتف المؤيدون على الشاطئ أثناء توديعهم. وقالت تونبرج في مؤتمر صحفي: "القصة هنا عن فلسطين. القصة هنا عن كيفية حرمان الناس عمدًا من أبسط مقومات البقاء". وتُعد الناشطة السويدية من أبرز الشخصيات المشاركة في الرحلة، التي تضم أيضًا مئات النشطاء وسياسيين من بينهم العمدة السابقة لبرشلونة، آدا كولاو، وصحفيين. وأشارت التقارير، إلى أن سفنًا أخرى محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية قد غادرت بالفعل من مدينة جنوة الإيطالية وستنضم إلى الحملة خلال الأيام القادمة. وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها تونبرج الوصول إلى شواطئ غزة هذا العام؛ ففي يونيو الماضي تم ترحيلها من قبل إسرائيل بعد أن أوقفت البحرية الإسرائيلية السفينة "مادلين" التي كانت على متنها مع 11 شخصًا آخر. وقالت تونبرج في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس يوم السبت: "لقد كان واضحًا جدًا أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بشكل متواصل، سواء عبر الهجوم أو الاعتراض غير القانوني للقوارب في المياه الدولية، أو عبر منع دخول المساعدات الإنسانية باستمرار". ويُعد أسطول الصمود العالمي (Global Sumud Flotilla) المحاولة الرابعة لكسر الحصار البحري هذا العام. ففي مايو الماضي حاولت سفينة "كونشينس" (Conscience) الإبحار من مالطا لكنها تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة. وبعدها في يوليو أوقفت البحرية الإسرائيلية سفينة "هندالة" (Handala)، واحتجزت 21 ناشطًا وصحفيًا دوليًا وصادرت شحنتها التي شملت حليب الأطفال وأغذية وأدوية، بحسب "تحالف أسطول الحرية". وفي مؤتمر صحفي قبل الانطلاق من برشلونة، عرض الممثل ليام كانينجهام مقطع فيديو لطفلة تُدعى فاطمة وهي تغني أثناء إعداد جنازتها الخاصة. وقال كانينجهام إن الطفلة توفيت قبل أربعة أيام، متسائلًا: "أي عالم هذا الذي وصلنا إليه، حيث يخطط الأطفال لجنازاتهم بأنفسهم؟". من جهتها، قالت مسؤولة إسرائيلية يوم السبت، إن بلادها ستوقف أو تقلّص دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غزة، بالتزامن مع توسيع العمليات العسكرية، وذلك بعد يوم من إعلان المدينة منطقة قتال.