يواصل الفنانون المشاركون في ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير مهمتهم لإبراز الطبيعة الجغرافية الفريدة لمحافظة جنوبسيناء. جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى المقام بمدينة دهب تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع العلاقات الثقافية الدولية. وأتى ذلك في إطار برنامج وزارة الثقافة الهادفة إلى تبادل الخبرات بين الفنانين العرب وتفعيل المراسم الفنية في المحافظات الحدودية. وتضمنت فعاليات الملتقى زيارات ميدانية لأهم المناطق السياحية والتاريخية، من بينها دير سانت كاترين ودير السبع بنات بوادي فيران، للتعرف على تاريخ الدير وكنيسة التجلي ومتحف الكنوز المقدسة والشجرة المعلقة وجبل التجلي الأعظم، بما تحمله من قيمة تاريخية وروحانية جعلت المكان أحد أهم مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو. وانعكست هذه الزيارات على الأعمال الفنية التي ينفذها الفنانون خلال الورش، حيث تمزج اللوحات بين الثراء الروحاني والحضاري للطبيعة السيناوية. وقال الدكتور إسلام الهواري، القوميسير العام للملتقى، إن الهدف من الملتقى هو توثيق مدينة دهب والعديد من المواقع السياحية العالمية بجنوبسيناء من خلال إنتاج أعمال فنية تكون نواة لإنشاء متحف للفنون التشكيلية يوثق لمناطق مصر المختلفة برؤى معاصرة. وأضاف "الهواري"، أن سانت كاترين تمثل مصدر إلهام خاص للفنانين، حيث تجمع بين الطبيعة الجغرافية الفريدة والثراء الروحاني والحضاري. وأشار "الهواري" إلى أن الفنانين حرصوا على استلهام لوحاتهم من أجواء دهب والممشى السياحي، بمزيج من المشاهد الواقعية والتصورات التاريخية، مستخدمين أساليب انطباعية تعبيرية وتقنيات متنوعة. كما جسدت بعض الأعمال مشاهد البحر والأسماك والعصافير بألوان زاهية تعتمد على التناقض بين الضوء والظل، فيما تناولت لوحات أخرى زيارات دير سانت كاترين وجبل التجلي لتعبر عن الصعود والتجلي الإلهي بتكوينات صخرية وضربات فرشاة متكسرة تمزج بين ما بعد الانطباعية والرؤية الخاصة لكل فنان. وأعرب الفنانون المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في الملتقى، مؤكدين أن اختيار دهب كمركز للفعالية اختيار موفق، كونها بيئة ملهمة تحتفظ بطابعها الطبيعي الأصيل، سواء في جبالها أو طبيعتها البسيطة. ويقام ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، القوميسير العام للملتقى، ويتضمن برنامجًا متكاملًا من الزيارات الميدانية للمواقع الأثرية والطبيعية بالمحافظة. ويشارك في الملتقى نخبة من الفنانين العرب، عبر الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية برئاسة فيفيان البتاتوني، بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة جنوبسيناء. وتستمر فعاليات الملتقى حتى الأول من سبتمبر المقبل، على أن تُختتم بإقامة معرض فني لأعمال المشاركين في الفترة من 3 إلى 7 سبتمبر بمركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية.