على خلفية الاستعدادات الإسرائيلية لعملية عسكرية جديدة تستهدف السيطرة على مدينة غزة، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض مع كبار مسؤولي إدارته، لمناقشة ملامح "اليوم التالي" في القطاع. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، شارك في الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي عرض الموقف الإسرائيلي، مؤكداً أن إسرائيل لا تنوي احتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها الفلسطينيين، بل تسعى إلى نقل إدارة القطاع إلى جهة أخرى لا ترتبط بحركة حماس. كما حضر اللقاء رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشار ترامب وصهره السابق جاريد كوشنر، حيث قدما أفكاراً اقتصادية وأمنية حول إعادة إعمار غزة وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات في مرحلة ما بعد الحرب. المصادر أوضحت أن ترامب دعا إلى الاجتماع في ظل التقدم الإسرائيلي الميداني، مع توقع تصاعد العمليات خلال الأسبوعين المقبلين مع مغادرة مزيد من المدنيين الفلسطينيين لمناطق القتال. وأكدت التقارير أن الرئيس الأمريكي منح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غطاءً سياسياً للعملية، مع التشديد على ضرورة إنهائها بسرعة. استمر الاجتماع وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي، أكثر من ساعة بمشاركة نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي ديفيد ويتكوف، وعدد من المسؤولين البارزين. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الأفكار التي طرحها بلير وكوشنر تعيد إلى الأذهان خططاً اقتصادية وأمنية سبق إعدادها خلال الولاية الأولى لترامب. وكان الهدف من عرضها أمام الرئيس هو اختبار مدى استعداده لدعمها في المرحلة المقبلة. في نهاية الاجتماع، طلب ترامب من فريقه دعوة ديرمر للانضمام إلى النقاش وعرض "الخطوط الحمراء" لإسرائيل. وأوضح ديرمر أن الموقف الإسرائيلي يرتكز على: رفض احتلال غزة بشكل دائم، وعدم المساس بالسكان الفلسطينيين. إضافة إلى ضرورة إيجاد سلطة بديلة لحماس لإدارة القطاع. ونقل مصدر مطلع لأكسيوس أن رسالة ديرمر كانت واضحة: "طالما أن شروط إسرائيل مضمونة، فهي ستكون مرنة في بقية الملفات". تشير التقديرات إلى أن خطة "اليوم التالي" لا تزال قيد الإعداد، ولا يُعرف بعد كم من الوقت سيستغرق استكمالها. لكن في البيت الأبيض يعتبرون هذه الخطة أداة محورية ينبغي أن تكون جاهزة بمجرد انتهاء العملية العسكرية، لضمان إيجاد آلية حكم تحظى بشرعية دولية وتتيح لإسرائيل الانسحاب دون العودة إلى الوضع الأمني السابق.