التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين، بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن. وخلال الاجتماع، عرض ترامب على زيلينسكي في المكتب البيضاوي خريطة كبيرة تُظهر الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا. وأظهرت الخريطة التي عنونت ب"خريطة الصراع الروسي الأوكراني"، سيطرة موسكو على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، ولكن اعترض زيلينسكي على هذه النسبة، وفقًا لصحيفة "كييف بوست" الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني: "الروس احتلوا ما يصل إلى 1% من أراضينا خلال 1000 يوم"، موضحًا أنه أطلع نظيره الأمريكي على خريطة لأوكرانيا تُظهر خط المواجهة الحالي الذي يعرفه جيدًا. أما عن سبب عرض الرئيس الأمريكي هذه الخريطة على نظيره الأوكراني خلال الاجتماع، قالت "كييف بوست"، إنه جاء "كأداة محتملة لترامب للضغط على زيلينسكي لإعادة النظر في مبدأ الأرض مقابل السلام". وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أوروبيين، أن زيلينسكي لم يرفض فكرة "تبادل الأراضي" خلال لقائه مع ترامب، ولكنه قال إنه سيكون من الصعب نقل السكان والالتفاف على المحظورات الدستورية في أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني خلال اللقاء، بحسب الصحيفة، إنه يستطيع النظر في "تبادلات متناسبة". وأكد زيلينسكي أن قضية الأراضي سيتم مناقشتها بشكل مباشر بينه وبين نظيره الروسي بوتين في حال انعقاد اجتماع ثنائي بينهما. ضمانات أمنية عقب قمة ترامب وزيلينسكي، عقد الطرفان اجتماعًا آخر مع القادة الأوروبيين الذين جاءوا إلى واشنطن لمساندة الرئيس الأوكراني. وأشاد جميع القادة الحاضرين بالاجتماع وبأنه كان "مثمرًا". وطالب زيلينسكي والقادة الأوروبيون الولاياتالمتحدة بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا حال تم التوصل لاتفاق وقف النار مع روسيا، إذ قال الرئيس الأوكراني: "من المهم للغاية أن تكون الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لإنهاء الحرب مع روسيا". وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الضمانات الأمنية لكييف يجب أن تشمل الحفاظ على جيش أوكراني قوي يتألف من مئات الآلاف من الرجال، ومجهز تجهيزًا جيدًا، مع أنظمة دفاعية ومعايير أعلى. بينما قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "من الضروري ضمان أمن ليس فقط أوكرانيا بل وأوروبا أيضًا". وأضاف ستارمر، أن لقاء ترامب وبوتين وزيلينسكي المحتمل من شأنه أن يسهم بوضع ضمانات أمنية لأوكرانيا وحل مشاكل أعقد. كما اقترحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على الرئيس الأمريكي صياغة ضمانات أمنية لكييف على غرار المادة الخامسة من ميثاق الناتو. ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي استعداده للمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لكييف بجانب أوروبا التي ستكون "خط الدفاع الأول لأوكرانيا". وتعهد ترامب بتقديم الحماية والأمن الجيد للأوكرانيين. وقال ترامب، اليوم الثلاثاء، إنه سيكون هناك شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا ولكن ليس من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأنه "لطالما كانت أوكرانيا منطقة عازلة بين الناتو وروسيا ولا يمكن تغيير ذلك الوضع". وأضاف "أضمن لكم بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة ألا نقوم بنشر قواتنا على الأراضي الأوكرانية". قوات أجنبية في أوكرانيا فيما يتعلق بإمكانية نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، قال زيلينسكي: نحن نتحدث عن (تحالف الراغبين)، الذي يضم حوالي 30 دولة، وسنفهم ما يمكن أن تقدمه كل دولة. قد يكون بعضها مستعدًا للحديث عن الوجود، وبعضها عن الاستخبارات، وبعضها عن الأمن البحري، وبعضها عن الأمن الجوي - بأشكال مختلفة" وفقًا لصحيفة "كييف بوست". وأشار زيلينسكي، إلى أن بعض الدول المشاركة في "تحالف الراغبين" لا تملك الحق الدستوري في نشر قوات، ومع ذلك، يُمكن لهذه الدول تمويل الإنتاج الأوكراني. وفي هذا الشأن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، إن بعض الدول الأوروبية تريد نشر قواتها على الأراضي الأوكرانية و"سننظر في المسألة في حينها"، مشيرًا إلى أن ما يمكن للولايات المتحدة تقديمه في هذا الشأن هو "غطاء جوي" لكنها لن تقوم بإرسال جنود أمريكيين للمساهمة. وفي الوقت ذاته، أوضح ترامب، أن روسيا محقة في طلب ألا يكون هناك "عدو" على حدودها، لافتًا إلى أن أوكرانيا ستحصل على الكثير من الأراضي و"ستعود إلى الحياة في حال إتمام اتفاق السلام مع روسيا".