في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تظل الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا العقبة الرئيسية أمام مفاوضات إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتعتبر موسكو الاعتراف بسيطرتها على هذه المناطق شرطًا لأي وقف لإطلاق النار، بينما ترفض أوكرانيا أي تنازل يمس سيادتها، ما يجعل مسألة الحدود المستقبلية محور خلاف مفتوح بين الأطراف، الخلاف الذي يحاول ترامب حله خلال القمة. ترامب اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا لن يتم إلا من خلال استعداد الطرفان ل"تبادل الأراضي" بما يخدم مصالحهما، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يتفاوض نيابة عن كييف خلال اجتماعه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، إذ أن قرار أي تبادل محتمل للأراضي يبقى بيد أوكرانيا وحدها. ولكن يجب الإشارة إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا، في حين لم تتمكن كييف من احتلال أي أراضٍ روسية منذ مارس الماضي، عندما كان الجيش الأوكراني لا يزال يسيطر جزئيًا على منطقة كورسك عقب هجوم مفاجئ شنّه في أغسطس 2024، وفقًا لوكالة فرانس برس "أ.ف.ب". بوتين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من مرة أنه مستعد لوقف إطلاق النار ولكن مقابل أن تعترف أوكرانيا بالأراضي الخمسة التي تسيطر عليها موسكو وهي: شبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوجانسك وزابوريزهيا وخيرسون. وقدم بوتين، الأسبوع الماضي، لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحًا شاملًا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مطالبًا بتنازلات إقليمية كبيرة من كييف، والدفع نحو الاعتراف العالمي بمطالباتها، مقابل وقف القتال، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال". وأبلغ بوتين المبعوث الأمريكي ويتكوف، في مكالمة هاتفية أجراها الطرفان، أن روسيا ستوافق على وقف إطلاق النار الكامل إذا سحبت كييف قواتها من منطقة دونيتسك، مما يمنح موسكو السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوجانسك، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أوروبيين اطلعوا على المكالمة. وبحسب الصحيفة، فإن الاقتراح الذي قدمه بوتين يشمل مرحلتين. الأولى تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك وتجميد خط المواجهة. أما المرحلة الثانية فتتضمن موافقة ترامب وبوتين على خطة سلام نهائية، يتم التفاوض عليها لاحقًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. زيلينسكي رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقترح الروسي، مشددًا على أنه لا مجال للتراجع أو التخلي عن أي شبر من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو. واعتبر زيلينسكي أن مسألة التنازل عن الأراضي مكافأة لروسيا على ما فعلته. وعلى الرغم من أن موسكو تسيطر الآن على كل لوجانسك تقريبًا ونحو 70% من دونيتسك، فإن زيلينسكي أكد أن بلاده سترفض أي اقتراح لمغادرة دونباس. وقال الرئيس الأوكراني، إن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام بوتين "لبدء حرب ثالثة" في أوكرانيا، وفقًا لشبكة "سي إن إن". ويتبنى القادة الأوروبيون الموقف ذاته الذي تتمسك به أوكرانيا بشأن "وحدة أراضيها"، مؤكدين أن "الحدود الدولية لا يمكن ولا يجوز تغييرها بالقوة".