وجّه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول انتقادات حادة للإجراءات التي تتخذها إسرائيل في قطاع غزة، إلا أنه لم يؤيد مطلب فرض حظر تصدير أسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط الذي دعت إليه إسبانيا بسبب الوضع الإنساني المأساوي على الأرض في القطاع الفلسطيني المحاصر. وخلال لقائه بنظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قال فاديفول في العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الإثنين: "لا أحد يقول إن الوضع الحالي مقبول ويمكن تحمّله لفترة أطول، ولا حتى ألمانيا". وتسعى إسبانيا إلى فرض حظر دولي على تصدير الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط. وصرّح ألباريس بأن مبادرة بلاده تهدف إلى "انضمام المزيد من الدول إليها حتى يعود السلام إلى الشرق الأوسط"، مضيفًا أن تصدير المزيد من الأسلحة هو آخر ما تحتاجه المنطقة حاليًا"، وتابع أنه لا يجوز تحويل قطاع غزة إلى "مقبرة ضخمة". وأكد الوزير المنتمي إلى الحكومة اليسارية: لا شيء مما تقترحه إسبانيا يستهدف دولة إسرائيل. ودعا فاديفول الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس الإسلامية بشكل ملح إلى إنهاء الصراع عن طريق التفاوض. ومثل نظيره الإسباني، طالب الوزير الألماني مجددًا بحل الدولتين. الجدير بالذكر أن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) كان صَوَّت في يونيو الماضي على قرار برفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. وطالب فاديفول الحكومة الإسرائيلية قائلاً: يجب ألا يكون هناك تهجير من قطاع غزة، كما يجب ألا تكون هناك سياسة تجويع. ورأى أنه يجب تزويد سكان قطاع غزة بكميات كافية من المساعدات والبضائع الإنسانية، مشيرا إلى أن الوضع هناك أصبح أفضل قليلًا، وإن لم يكن بالقدر الكافي بعد. وسنظل واضحين في انتقاداتنا ومطالبنا الموجهة إلى إسرائيل. ونظرا لما اعتبره أخطارا خارجية تهدد إسرائيل، شدد فاديفول على أن أمن إسرائيل يبقى جزءًا من المصالح العليا للدولة الألمانية، وقال: وهذا يشمل بطبيعة الحال استعدادنا في المستقبل لتوريد الأسلحة أيضًا. وأضاف أن هذا يُشكّل، في ظل الوضع الإنساني في قطاع غزة، مأزقًا سياسيًا وأخلاقيًا كبيرًا بالنسبة لنا. ومن المقرر أن يلتقي فاديفول في مدريد برئيس الوزراء اليساري بيدرو سانشيز. وفي وقت لاحق من بعد الظهر، ومن المقرر أن يعقد اجتماعا آخر في العاصمة البرتغالية لشبونة مع نظيره البرتغالي باولو رانجيل.