24 ساعة فقط فصلت بين استقبال عائلة الدجوي لحفيدها العائد من رحلة علاج بالخارج، وبين تلقيهم خبرًا أشد وقعًا من المرض نفسه. في فيلا فاخرة داخل أحد أشهر كمبوندات مدينة السادس من أكتوبر، جلس شاب يحمل اسمًا من ذهب، تحاصره ظلال الخلافات العائلية ووجع نفسي أعمق من أن يُروى. أحمد شريف الدجوي، حفيد سيدة المجتمع ورئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة، نوال الدجوي، قرر أن يضع نقطة النهاية بيده في لحظة ضعف غلبت فيها العاصفة العقل والقلب. 24 مايو الجاري وصل "أحمد" إلى منزله بمنتجع سكني شهير بمدينة السادس من أكتوبر، جلس منزويًا في أحد أركانه يفكر في تطورات خلاف الأحفاد والجدة حول الميراث لاسيما بعد بلاغ سيدة المجتمع بسرقة ملايين الجنيهات وكمية من المشغولات الذهبية من 3 خزائن بفيلا بأكتوبر. اتهام الجدة لأفراد عائلتها -بينهم أحمد- تركت أثرًا سلبيًا لدى العائد من رحلة علاج نفسي بالخارج انتظرت أسرته مردودها الإجياجبي على شخصيته وتصرفاته خاصة الفترة الأخيرة. اليوم التالي -25 مايو 2025- تدفقت الأفكار على عقل حفيد نوال الدجوي إلا أنه لم يتوقع أحد ما سيختاره الحفيد من بين السيناريوهات التي تدور في ذهنه. اقرأ أيضًا: العثور على جثة حفيد نوال الدجوي داخل شقته في ظروف غامضة بالجيزة العميد محمد أمين رئيس مباحث قطاع أكتوبر تلقى إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بإبلاغ أفراد أمن إداري قائمين على حراسة كمبوند سمعوا صوت طلق ناري مصدرها فيلا أحمد شريف الدجوي. الرائد محمد راغب رئيس مباحث قسم أول أكتوبر انتقل إلى محل البلاغ تنسيقًا مع المباحث الجنائية بقيادة اللواء هاني شعراوي لكشف ملابسات البلاغ بالتزامن مع إبلاغ أسرته عن الواقعة عبر عمليات شرطة النجدة. عثر على جثة "أحمد" يرتدي ملابسه وتوجد به آثار طلق ناري بالوجه وبجواره سلاح ناري "طبنجة مرخصة" أفادت أسرته بأنه تخلص من حياته رميًا بالرصاص؛ لمروره بأزمة نفسية دون الاشتباه في وفاته جنائيًا. معاينة أولية خلُصت إلى انتحار حفيد نوال الدجوي بسلاحه الشخصي، وأودعت الشرطة الجثة مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة للتشريح بمعرفة مصلحة الطب الشرعي. في المقابل، نفى محامي أسرة شريف الدجوي رواية وزارة الداخلية مؤكدًا سلامة "أحمد" نفسيًا وأن تواجده بالخارج للعمل لا للعلاج في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات. اقرأ أيضًا: "كل الاحتمالات واردة".. مصدر أمني يكشف تفاصيل جديدة عن جثة حفيد نوال الدجوي بالجيزة وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم. كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.