أنجبت الأم خمسة من البنات واحدة تلو الأخرى، وطموحها في إنجاب الولد، كغيرها من السيدات، خاصة في المجتمع الصعيدي الذي توارث معتقد أن الابن يحمل اسم والده ويحافظ على امتداد السيرة، وبه يظل باب البيت مفتوحًا، سيطرت على الزوج فكرة الزواج بامرأة أخرى لعله ينجب الولد، خاصة في قرى لا تُسَّلِم بما توصل إليه العلم بأن إنجاب الولد والبنت وراءه الرجل. تزوج الرجل بامرأة أخرى منذ بضع سنوات من نفس قريته التي يقيم بها وينتمي إليها "بنجا"، بدأ يفضلها على زوجته القديمة فأنجبت له هي الأخرى بنتين، زادت الخلاف بين الزوج وامرأتيه اللتين تقيمان معه في منزل واحد، خاصة بعد أن مال قلبه تجاه الزوجة الأولى وهو ما رصدته الثانية في تغير رب الأسرة تجاهها. نشبت المشكلات والمشاجرات الحادة بين الزوجتين بسبب الغيرة وتجاهل الرجل لزوجته الثانية، حتى فكرت أم البنتين في الانتقام، فاستقر فكرها الشيطاني إلى حرق قلب ضرتها بقتل صغيرتها الأكثر تعلقًا بها والتي تستعد لإلحاقها بمرحلة رياض الأطفال بعد أيام قليلة. استغلت المرأة التي تجردت من مشاعر الأمومة بتردد "سجدة" على شقتها السكنية بعفوية الأطفال، وفي مساء الأحد الماضي اختمرت الفكرة الشيطانية في رأسها، ونادت على الصغيرة صاحبة ال 5 أعوام، ابنة ضرتها فأتت إليها، واصطحبتها لمسكنها وأطبقت على رقبتها بيديها حتى فارقت الحياة. حل الظلام وبدأ يعود الأطفال لمنازل أسرهم، إلا أن "سجدة" لم تعود كعادتها، بحثت الأسرة عنها في المنزل- ربما تكون نائمة- وفي منازل أعمامها بالمنطقة، إلا أن الصغيرة مختفية، فأخذت الأسرة تبحث عنها بمواصفاتها ولون ملابسها من خلال مكبرات المساجد بذات الناحية. لم تذق جفون أم سجدة ووالدها وبناتهن الأربع الأخريات النوم طوال ليلة الأحد؛ بسبب البحث عن الصغيرة المتغيبة، وفي الصباح كانت الصدمة بعثورهم على "سجدة" جثة هامدة بالقرب من منزل الأسرة، وبها آثار خنق، فتم إخطار الشرطة، ونقل الجثة لمشرحة مستشفى طهطا العام. وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بسوهاج غموض العثور على طفلة جثة هامدة بالقرب من منزل أسرتها، دائرة مركز شرطة طهطا شمالي المحافظة، إذ تبين أن وراء ارتكاب الجريمة الزوجة الثانية لوالدها "ضُرة والدتها"، وباشرت النيابة العامة التحقيقات. تعود أحداث وتفاصيل الواقعة، بتلقى مأمور مركز شرطة طهطا إشارة من غرفة عمليات النجدة بالعثور على جثة طفلة بناحية قرية بنجا دائرة المركز. بالانتقال والفحص تبين العثور على "سجدة. أ" في العقد الأول من العُمر، جثة هامدة وحول رقبتها آثار خنق، ملقاة بالقرب من منزل أسرتها بذات الناحية، وتوصلت التحريات إلى أن المذكورة متغيبة عن منزل أسرتها منذ مساء الأحد الماضي، وأن وراء ارتكاب الجريمة الزوجة الثانية لوالدها "ضُرة والدتها"؛ بسبب الغيرة. تم إيداع الجثة مشرحة مستشفى طهطا العام، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
