تسعى إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن إلى منع تدفق المهاجرين على حدودها الجنوبية عند رفع الإجراءات التي فرضت للحد من انتشار وباء كوفيد-19 والمقرر في 19 مايو المقبل. وبهذا الهدف، اقترحت الإدارة فرض قيود جديدة على طالبي اللجوء تتضمن التقدم بطلبات اللجوء مسبقا وليس عند وصولهم إلى الولاياتالمتحدة، وإلا سيتم اعتبارهم غير مؤهلين للحصول على اللجوء. ويبدو أن هذه القواعد التي نشرت في السجل الفدرالي للتعليق عليها خلال ثلاثين يوما قبل تطبيقها، تستند إلى حد كبير على النظام الذي وضعه الرئيس السابق دونالد ترامب وألغته المحاكم في نهاية المطاف. وترى إدارة الرئيس بايدن أنه في غياب أي إجراء من الكونغرس، تشكل هذه القيود الطريقة الوحيدة لإدارة الحدود التي يحاول نحو مئتي ألف مهاجر عبورها كل شهر، ليطلب معظمهم اللجوء بعد ذلك. وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته إن "هذه الإدارة لن تسمح بفوضى واسعة وفوضى على الحدود بسبب فشل الكونجرس في التحرك". وتفرض القواعد الجديدة على المهاجرين الراغبين في دخول الولاياتالمتحدة التقدم بطلب للحصول على اللجوء عبر الإنترنت، عبر التطبيق الرسمي "سي بي بي وان" وطلب موعد للقاء مسؤولين أمريكيين، أو التقدم بطلب للحصول على اللجوء أولا في بلد يعبرونه للوصول إلى الولاياتالمتحدة. وهي تطبق بذلك نظامًا يستخدم أساسا للمهاجرين من أوكرانيا وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وهايتي. ويفترض أن تطبق هذه القواعد فور رفع إجراء مرتبط بالوباء يسمى "تايتل 42" ويسمح بترحيل فوري للمهاجرين الذي لا يحملون تأشيرات دخول بمن فيهم طالبي اللجوء المحتملين. ومن المقرر رفع إجراء "تايتل 24" في 11 مايو. وقال وزير الأمن الداخلي اليخاندرو مايوركاس "نعزز تأمين مسارات قانونية ومنظمة للمهاجرين للمجيء إلى الولاياتالمتحدة ونقترح في نفس الوقت عواقب جديدة للذين يخفقون في تطبيق الإجراءات التي تتيحها لهم الولاياتالمتحدة وشركاؤها في المنطقة". - واجب - قال مسؤولون إن القواعد الجديدة ستكون مؤقتة وستنتهي بعد 24 شهرًا. لكنهم لم يوضحوا التدابير التي ستحل محلها. وانتقد المدافعون عن حقوق المهاجرين، بحدة الإجراءات المقترحة. وقالت آبي ماكسمان مديرة فرع أوكسفام في الولاياتالمتحدة إنهم "سيغلقون الباب أمام عدد لا يحصى من اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان والحماية في الولاياتالمتحدة". ورأت ماكسمان أن "هذه السياسة غير قانونية وغير أخلاقية وسيكون لها تأثير مرعب على الأطفال والنساء والرجال الباحثين عن الأمان". من جهته، قال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن التأثير سيكون "الرفض غير القانوني" للجوء للأشخاص الذين يسعون لدخول الولاياتالمتحدة من المكسيك. وأضاف أن تطبيق "سي بي بي وان" لم يعمل باستمرار مع العدد المحدود من المهاجرين الذين يطلب منهم استخدامه. وقال آنو جوشي المسؤول بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن "حظر اللجوء هذا في جوهره هو حظر اللجوء نفسه الذي فرضه ترامب باسم مختلف". وأكد أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين إنهم "شعروا بخيبة أمل عميقة" من القواعد الجديدة، معتبرين أنها "تطيل أمد الأسطورة المؤذية بأن طالبي اللجوء يشكلون تهديدًا لهذه الأمة". وأضاف أعضاء مجلس الشيوخ بوب مينينديز وكوري بوكر وبن راي لوجان وأليكس باديلا في بيان "من واجبنا حماية المهاجرين المستضعفين بموجب القانون المحلي والدولي ويجب ألا نترك المهاجرين الضعفاء عالقين في بلدان غير قادرة على حمايتهم".