الميدالية الذهبية أولى خطوات الطفلة مريم للوصول للعالمية برياضة الجمباز

في وسط الملعب الكبير رغم ضآلة جسمها وقفت الطفلة "مريم حاتم" لتؤدي عرض للجمباز الأرضي، حيث تؤدي حركاتها المتفردة والكثير من القلبات الهوائية في إطار بطولة الجمهورية للجمباز تحت سن 10 سنوات لتفوز بالميدالية الذهبية لتكون أول بطولة تحوز عليها الطفلة.
منذ صغرها أصرت والدتها "محاسن الحلو" ابنة مدرب الأسود "محمد الحلو" على أن تمارس الرياضة، وأيضاً بسبب نظام دراستها الأمريكي الذي يضع الكثير من الدرجات على النشاط الرياضي للطلاب، بدأت الطفلة في ممارسة رياضة السباحة والجمباز مبكراً، لكنها تركت السباحة لتستمر برياضة الجمباز.
"الجمباز بالذات لعبة لازم تبدأ من الصغر وهي كمان موهوبة قوي فيه وبتلعب بسهولة من غير ما حد يعلمها الحركات".
بعد فترة من لعب الطفلة برياضة الجمباز خشيت والدتها "الحلو" عليها مما تسمعه من التحرش باللاعبات في البطولات في المنافسات العالمية، فقررت أن تستمر في الجمباز الأرضي الذي لا يحتاج لحركات خطيرة تؤذي طفلتها.
يبدأ يوم الطفلة "مريم" التي تبلغ من العمر 8 سنوات بذهابها للمدرسة ثم عودتها لعمل واجباتها والذهاب للتمرين لمدة أربعة أيام بالأسبوع، وبين الدراسة والرياضة يمشي يومها.
"قبل البطولة بشهرين كانت بتتمرن خمس أيام في الأسبوع دة غير أنها بتحفظ قرآن جمب دراستها ودة مجهود كبير جداً لكن اخواتها بيساعدوني معاها" تقول والدتها.
قبل عامين فقدت الطفلة مريم والدها ولم يكن وقع ذلك سهل مع الطفلة التي لم تعي غياب الأب، تعوض الأم فقدانه لكن بسبب إصابتها بالانزلاق الغضروفي الذي جعل الحركة صعبة فلم تستطع التواجد مع ابنتها في البطولة لتتابعها من خلال مكالمة فيديو لابنتها الكبرى التي ذهبت معها.
"انا انبهرت وانا بتفرج عليها وكنت زعلانة اني مش هقدر أكون معاها وحسيت بخوفها وقلقها ".
عقب فوزها كلمت الطفلة والدتها وأخبرتها أنها كانت تقرأ القرآن كي تستعين على التوتر الذي أصابها من كونها البطولة الأولى لها .
تفكر الأم في مكافأة طفلتها التي حققت نجاحاً كبيراً في البطولة لكنها تأمل ان البطولات القادمة تتحسن صحتها كي تتمكن من متابعة أداء ابنتها الاستثنائي في الرياضة التي أحبتها منذ صغرها، وتأمل في الوصول للعالمية فيها.