استعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية جانبا من خطبة الوداع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الحج الأخيرة له قبل وفاته، والتي أوصى فيها بالنساء، في قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «..أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ..». [أخرجه الترمذي] وعند مسلم: «..فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ..». وأوضح الأزهر للفتوى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بهذه الوصية الغالية أن يحفظ المجتمع كله بصيانة المرأة وتكريمها؛ فهي شقيقة الرجل، وقوام الأسرة المسلمة؛ لهذا خصَّها صلى الله عليه وسلم بالوصية في خطبة الوداع، أكبر وأعرق محفل إسلامي يخص عبادة من أعتق وأعظم العبادات على مر التاريخ. وأوضح الأزهر للفتوى أن في هذه الوصية بيّن النبي صلى الله عليه وسلم نظرة الإسلام الراقية للمرأة، وللعلاقة الأسرية التي اعتبارها آية ونعمة تستوجب الشكر. فذكَّر الأزواج بأن نساءهم أمانات عندهم، وحق الأمانة هو حفظها وصيانتها والقيام على مصالحها، ورَبَط النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته بين المرأة وتقوى الله سبحانه، والتقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه. وقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» يدل على أن الميثاق الذي أُحلَّت به علاقة الزوج بزوجته هو ميثاق عظيم غليظ؛ ينبغي أن تكون معاملة الرجل امرأته وحسْن عشرتها على قدر غِلَظ وعِظَم هذا الميثاق. وأكد الأزهر للفتوى أن كل هذه أمور أصَّلها الإسلام في نفوس أتباعه، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة وداعه.