بعد هجوم الغردقة.. لماذا تنجذب أسماك القرش المفترسة إلى الشواطئ؟

أعلنت وزارة البيئة، اليوم الأحد، في بيانٍ رسمي لها، عن وقف الأنشطة البحرية في منتج سهل حشيش بالغردقة، بعدما تعرضت سيدتان لهجوم من سمكة قرش أثناء السباحة السطحية في المنطقة المواجهة لسهل حشيش جنوب مدينة الغردقة.
وأفاد البيان أن وزارة البيئة شكلت فريق عمل من محميات البحر الأحمر وجمعية هيبكا المتخصصة في علوم البحار، لإعداد تقرير كامل عن الواقعة يتضمن سلوك أسماك القرش وأسباب مهاجمتها للبشر.
لم يكن هذا الحادث الأول من نوعه في مصر، فبحسب تقارير رسمية صادرة عن وزارة البيئة، يفيد بوقوع 4 حوادث بينهما حادثتين في عامين متتاليين 2015 و2016، الأولى وقعت في مرسى عالم لسائح ألماني متسببًة في وفاته والأخيرة حدثت لشاب مصري في العين السخنة، فلماذا تقترب هجوم القرش إلى الشواطئ؟
هل تحب أسماك القرش الشواطئ المزدحمة؟
وجدت جامعة ميامي في دراسة حديثة، أن هناك 3 أنواع من أسماك القرش تجتذبها المدن المزدحمة، هم: قرش الثور والقرش أبو مطرقة والقرش الحاضن ويدعي أيضًا قرش الممرضة.
وتتبعت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة " Marine Ecology Progress Series"، أنه رغم تواجد البشر المتزايد على المحيط، إلا أن هناك أنواع من أسماك القرش تبقى على مقربة من شواطئ المدينة الساحلية، وفقًا لموقع "Eurek Alert" التابع للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.
وكان سلوك الأنواع الثلاثة من أسماك القرش، مفاجأة للباحثين، الذين اعتقدوا في وقت سابق أن أسماك القرش تلجأ إلى المناطق الطبيعية أكثر في المحيط، إلا أن هذه الأسماك اجتذبتها الأضواء والضوضاء المنبعثة من المدينة الساحلية.
ومن جهته، قال نيل هامرشلاج، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير برنامج "UM Shark Research and Conservation": "لقد فوجئنا بأن أسماك القرش التي تعقبناها قضت الكثير من الوقت بالقرب من أضواء وأصوات المدينة المزدحمة، وغالبًا ما تكون قريبة من الشاطئ بغض النظر عن الوقت الذي تقضيه في اليوم".
هل تجذب أصوات البشر أسماك القرش؟
وجدت دراسة منشورة عبر دورية "نيتشر" العلمية، أن أسماك القرش تنجذب إلى ضوضاء البشر، ما يجعلها تبحث عن طعام.
وأبانت الدراسة أن الأصوات ذات التردد المنخفض الذي يبلغ 1.5 كيلو هرتز، باستخدام جهاز كاميرا تحت الماء التقط الباحثون صورًا لأنواع محددة من أسماك القرش، بما في ذلك: أسماك قرش الشعاب المرجانية والساحلية وأسماك القرش البيضاء.
وأفاد مؤلفو الدراسة أن أصوات معينة تحت الماء قد تدفع بعض أنواع من أسماك القرش إلى دخول منطقة أو التفاعل مع مصدر غذائي محتمل، موضحين أن الأصوات تتضمن المشهد الطبيعي للضوضاء في البحر، مثل الرياح والأمواج وأصوات الكائنات البحرية المنتظمة أو الإيقاعية.
وأوضحت الدراسة أن الضوضاء البشرية بما في ذلك المصادر عالية الكثافة بأصوات أعلى بكثير من 2 هرتز، بما في ذلك أصوات البنادق، لكن جميع الضوضاء البشرية الأخرى التي تحدث في البحر يتداخل في نطاق 2 هرتز.
ماذا يحدث بعد الوصول لجسم الإنسان من صوته؟
تمتلك أسماك القرش حواس تمكنها من الوصول إلى فريستها؛ بما في ذلك الإنسان، رغم افتقارها لليدين إلا أن حاسة اللمس أحد أهم حواسها، حيث تتوزع نهايات عصبية تحت الجلد أو أعصاب حساسة تغطي الأسنان وتستغلها في الضغط على الفريسة، فضلًا عن أقواس حول الفم، المستخدمة للتعرف على الفريسة ولو مدفونة في الرمال، وفقًا لمؤسسة "The Shark Trust"،_هي مؤسسة للحفاظ على البيئة البحرية في المملكة المتحدة البريطانية_.
تختبر سمكة القرش فريستها من خلال "عضة الاختبار"، إلا أنها قد تكون قاتلة للبشر، هو ما لا تقصده تلك الأسماك، وفقًا لموقع المؤسسة الرسمي.